من الأمور المضحكة المبكية استهزاء من يعتبر نفسه «معارضة» بقوة الولايات المتحدة. أحدهم كتب تغريدة ملخصها أن الهجوم على السفارة الأمريكية ببغداد أظهر ضعف استراتيجيتها وأن هجوم المتظاهرين على مقر السفارة وممارسة ذلك الذي مارسوه من وضع أعلام «حزب الله» العراق قريباً من المبنى وحرق جزء من سوره «دليل على تدهور الولايات المتحدة»!
مثل هذا لا يدري أنه بهكذا كلام يؤكد عدم فهمه وقلة خبرته وضعف من ينتمي إليهم. للمعلومة فإن المتظاهرين لم يتمكنوا من الوصول إلى المنطقة الخضراء في بغداد والتجمع أمام السفارة الأمريكية إلا بموافقة الحكومة العراقية وبالتنسيق بينها وبين المسؤولين الأمريكان، والدليل أنهم غادروا الموقع فور أن اتخذت الحكومة العراقية بالتنسيق مع الأمريكان أيضاً قراراً بذلك، حيث الواقع يؤكد أنه لو أن ذلك حدث غصباً عن الأمريكان والحكومة العراقية لتعاملوا مع الموقف بشكل مختلف.
ما فعلته الحكومة العراقية والمسؤولون الأمريكان كان «شغل سياسة»، امتصوا به الغضبة ووفروا به للمتظاهرين من عناصر قوات الحشد الشعبي والمتعاطفين معهم شعوراً بالقوة والتمكن والنصر. لهذا فإن الحديث عن ضعف الولايات المتحدة وتدهورها حديث يدفع إلى الضحك على قائله.
«المعارضة» في كل البلاد العربية لا يمكن أن تتطور وتحقق بعض ما تريد طالما ظلت في هكذا حال. عدم مواجهة الواقع والحقيقة والانطلاق من معلومات مغلوطة ولا تمت إلى الواقع بصلة يؤذيها قبل أن يؤذي غيرها ولا يمكنها أن تضحك بذلك على أحد. القول بأن الولايات المتحدة ضعيفة لأنها لم تتعامل مع المعتصمين أمام سفارتها في بغداد بقوة واكتفت بإطلاق مسيلات الدموع وتحليق الأباتشي قول لا يمكن أن يؤمن به أحد، والقول بأن المعتصمين انسحبوا استجابة لرغبة قادة الحشد الشعبي وبعد تهديد رئيسها بالاستقالة وترك منصبه شاغراً قول غير واقعي وغير منطقي، وكذلك القول بأن الولايات المتحدة تدهورت أو خابت وما إلى ذلك من ألفاظ، فكل هذا لا قيمة له أمام حقيقة أن الولايات المتحدة قوية إلى الحد الذي تستطيع فيه أن تفرض ما تريد على من تريد.
هذه حقيقة مؤلمة لكنها حقيقة وواقع ولا يمكن أن تتبدل بمجرد أن قال ذلك الذي يعتبر نفسه «معارضة» مثل ما قال، فمثل هذا الكلام لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير من حقيقة أن الولايات المتحدة تتحكم في كثير من الأمور وتستطيع أن تفعل ما تشاء وقت ما تشاء بالكيفية التي تشاء، ومثال ذلك الضربة التي وجهتها لمواقع ميليشيات الحشد الشعبي وأسفرت عن ذلك العدد من القتلى والجرحى ووجهت بها رسالة واضحة وقوية للنظام الإيراني ليلزم حدوده ويتوقف عن التحرش بالقوات الأمريكية.
الأولى من نشر الأكاذيب والضحك على ذقون البسطاء من العراقيين هو بيان الدور الذي يمارسه النظام الإيراني في العراق وأهدافه ودفع العراقيين إلى تحرير وطنهم من هذا النظام الذي دخل حتى في أنوفهم وصار يتحدث باسمهم ويحدد ما ينفعهم وما يضرهم ويريد أن يفرض عليهم رئيس وزراء وحكومة موالين له ومؤمنين به ومنفذين لأوامره.
الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لميليشيات الحشد الشعبي في العراق كانت رسالة للنظام الإيراني وتأكيداً على أن الولايات المتحدة قوية وقادرة على التحكم في المشهد وأن عدم ردها من قبل على تحرشات النظام الإيراني وميليشياته والتي بلغت 11 عملية لم يكن نتيجة ضعف وإنما لحسابات لا يفهم فيها النظام الإيراني.
نفس الذي تقوله تلك «المعارضة» يقوله النظام الإيراني ويزيد عليه أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على الإفلات من الوضع الذي صارت فيه بسبب قوة النظام الإيراني وأن ما تفعله في العراق ليس إلا «اعترافاً بهزيمتها»!
هل نضحك أم نبكي؟!
مثل هذا لا يدري أنه بهكذا كلام يؤكد عدم فهمه وقلة خبرته وضعف من ينتمي إليهم. للمعلومة فإن المتظاهرين لم يتمكنوا من الوصول إلى المنطقة الخضراء في بغداد والتجمع أمام السفارة الأمريكية إلا بموافقة الحكومة العراقية وبالتنسيق بينها وبين المسؤولين الأمريكان، والدليل أنهم غادروا الموقع فور أن اتخذت الحكومة العراقية بالتنسيق مع الأمريكان أيضاً قراراً بذلك، حيث الواقع يؤكد أنه لو أن ذلك حدث غصباً عن الأمريكان والحكومة العراقية لتعاملوا مع الموقف بشكل مختلف.
ما فعلته الحكومة العراقية والمسؤولون الأمريكان كان «شغل سياسة»، امتصوا به الغضبة ووفروا به للمتظاهرين من عناصر قوات الحشد الشعبي والمتعاطفين معهم شعوراً بالقوة والتمكن والنصر. لهذا فإن الحديث عن ضعف الولايات المتحدة وتدهورها حديث يدفع إلى الضحك على قائله.
«المعارضة» في كل البلاد العربية لا يمكن أن تتطور وتحقق بعض ما تريد طالما ظلت في هكذا حال. عدم مواجهة الواقع والحقيقة والانطلاق من معلومات مغلوطة ولا تمت إلى الواقع بصلة يؤذيها قبل أن يؤذي غيرها ولا يمكنها أن تضحك بذلك على أحد. القول بأن الولايات المتحدة ضعيفة لأنها لم تتعامل مع المعتصمين أمام سفارتها في بغداد بقوة واكتفت بإطلاق مسيلات الدموع وتحليق الأباتشي قول لا يمكن أن يؤمن به أحد، والقول بأن المعتصمين انسحبوا استجابة لرغبة قادة الحشد الشعبي وبعد تهديد رئيسها بالاستقالة وترك منصبه شاغراً قول غير واقعي وغير منطقي، وكذلك القول بأن الولايات المتحدة تدهورت أو خابت وما إلى ذلك من ألفاظ، فكل هذا لا قيمة له أمام حقيقة أن الولايات المتحدة قوية إلى الحد الذي تستطيع فيه أن تفرض ما تريد على من تريد.
هذه حقيقة مؤلمة لكنها حقيقة وواقع ولا يمكن أن تتبدل بمجرد أن قال ذلك الذي يعتبر نفسه «معارضة» مثل ما قال، فمثل هذا الكلام لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير من حقيقة أن الولايات المتحدة تتحكم في كثير من الأمور وتستطيع أن تفعل ما تشاء وقت ما تشاء بالكيفية التي تشاء، ومثال ذلك الضربة التي وجهتها لمواقع ميليشيات الحشد الشعبي وأسفرت عن ذلك العدد من القتلى والجرحى ووجهت بها رسالة واضحة وقوية للنظام الإيراني ليلزم حدوده ويتوقف عن التحرش بالقوات الأمريكية.
الأولى من نشر الأكاذيب والضحك على ذقون البسطاء من العراقيين هو بيان الدور الذي يمارسه النظام الإيراني في العراق وأهدافه ودفع العراقيين إلى تحرير وطنهم من هذا النظام الذي دخل حتى في أنوفهم وصار يتحدث باسمهم ويحدد ما ينفعهم وما يضرهم ويريد أن يفرض عليهم رئيس وزراء وحكومة موالين له ومؤمنين به ومنفذين لأوامره.
الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لميليشيات الحشد الشعبي في العراق كانت رسالة للنظام الإيراني وتأكيداً على أن الولايات المتحدة قوية وقادرة على التحكم في المشهد وأن عدم ردها من قبل على تحرشات النظام الإيراني وميليشياته والتي بلغت 11 عملية لم يكن نتيجة ضعف وإنما لحسابات لا يفهم فيها النظام الإيراني.
نفس الذي تقوله تلك «المعارضة» يقوله النظام الإيراني ويزيد عليه أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على الإفلات من الوضع الذي صارت فيه بسبب قوة النظام الإيراني وأن ما تفعله في العراق ليس إلا «اعترافاً بهزيمتها»!
هل نضحك أم نبكي؟!