الروائي والقاص المصري الذي اشتهر في فترة الستينات بهاء طاهر، كانت له مقولة شهيرة دون فيها التالي: «البعض يزعجهم أنك تستمتع بحياتك، لأنهم لا يعرفون أبداً كيف يستمتعون بحياتهم».
هذه الجملة التي تشخص واقعاً معاشاً يمكنك قياسه عبر مؤشرات مختلفة، تبين لك أن بعض الناس شغلهم الشاغل «متابعة الناس»، بما يجعلهم ينسون أن لديهم حياة خاصة بهم عليهم أن يعيشوها.
جملة ذكرتني بوصف ذكره أحد الزملاء في جلسة نقاش ودية، حينما سألني: «هل يمكنك أن تتخيل مليونيراً فقيراً»؟!
أجبته بأنه لربما يقصد شخصاً يمتلك الأموال الطائلة ولا ينفقها أو يستمتع بها بسبب «مرض البخل»، والأخير أعتبره دائماً «مرضاً» وليست «صفة»، فبخيل الجيب يصل لمرحلة يبخل فيها على نفسه، حتى لو امتلك الملايين، لأنه يرى كيانه مرتبطاً بالمال فقط، ولديه قناعة أنه بدونه لا يسوى شيئاً، والخوف دائم لديه بأن يصحو يوماً ويجد ملايينه تبخرت أو ضاعت أو سرقت.
رد علي بأنه لا يقصد هذا النوع أبداً، بل يقصد من يمتلكون المال لكنهم لا يمتلكون راحة البال، ولا يجدون السعادة، لأن هذه الأمور لا تشترى بالمال.
شخصياً لست من مؤيدي «الشعارات الرنانة» التي ليس لها تطبيق واقعي على الأرض، لأنني أعتبرها في منزلة «المخدرات» التي تغيب عقول الناس، وتستغفلهم. وعليه فإن الخيار «الساذج»، ومع احترامي للفظ، يكون حينما يسألك أحد أتختار المال أو السعادة؟! لأن الخيار الثاني يمكن أن يحققه الأول، أي المال يجلب السعادة، في غالب الأحوال الطبيعية. لكنني إن أردت تطوير السؤال، أو جعله واقعياً أكثر، فإنني سأقول المال أم الصحة أو راحة البال؟! هنا الإجابة تكون الفيصل، ولهذا حديث آخر يطول.
لكن لنعد إلى جملة الروائي بهاء طاهر، إذ مشكلة البعض أنه ينسى حياته الخاصة، فيقضي وقته وثواني عمره في تتبع حياة الآخرين، هذا ماذا يفعل، وذاك ماذا ينشر على وسائل التواصل، وهؤلاء ماذا يملكون، وغيرهم أين يسافرون؟! وهي ليست متابعة بهدف معرفة أمور الآخرين والاطمئنان عليهم، أو «الفرح لهم وتمني السعادة الدائمة، بقدر ما هي عملية متابعة فيها نوع من الإحساس «المرضي» بالحسد وحتى الحقد».
هؤلاء هم من يجب وصفهم بالـ«المليونير الفقير»، الذي ينسى ما يملكه في الحياة، أقلها الصحة، ليكون فقيراً في النفس والأخلاقيات ليصل لمستوى «يكره» فيه رؤية الناس سعداء. هناك من ينزعج لرؤية الآخرين سعداء، والانزعاج أكبر لو كان يملك مادياً أكثر منهم، لأنه يرى سعادته «منقوصة» بالنظر لما يبدو على الآخرون من سعادة.
للأسف كنت أقول قبل أيام لصديق عزيز تبوأ منصباً رفيعاً، بأنه سيجد آلافاً يهنئونه، وهذا أمر طبيعي في مجتمعنا، لكن، من بين هذه الأعداد، قليلون جداً منهم صادقون في تهنئتهم، أو فرحتهم لسعادته وإنجازه، لأن تركيبتنا البشرية «الملوثة» بفعل هذا الزمن «مزدوج المعايير والمبادئ» جعلت كثيراً من الناس «تكره» نجاح الآخرين، قد يهنئونك لكنهم من ورائك ينهشون لحمك وينتقصون من نجاحك، ويكرهون حتى رؤية الابتسامة على وجهك.
لن تصل لقناعة «نقية وصادقة» بأن نجاح الآخرين لا يعني فشلك الشخصي، وأن سعادتهم ليست سبباً يؤثر على سعادتك أو يخلق لك التعاسة، إلا حينما تدرك بأن لك حياتك الخاصة التي ستعيشها أنت، ولن يعيشها غيرك بدلاً عنك.
لا تكن مليونيراً فقيراً، كن مليونيراً غنياً بأخلاقك وطيبة قلبك، ونواياك لكل البشر بالسعادة والخير.
هذه الجملة التي تشخص واقعاً معاشاً يمكنك قياسه عبر مؤشرات مختلفة، تبين لك أن بعض الناس شغلهم الشاغل «متابعة الناس»، بما يجعلهم ينسون أن لديهم حياة خاصة بهم عليهم أن يعيشوها.
جملة ذكرتني بوصف ذكره أحد الزملاء في جلسة نقاش ودية، حينما سألني: «هل يمكنك أن تتخيل مليونيراً فقيراً»؟!
أجبته بأنه لربما يقصد شخصاً يمتلك الأموال الطائلة ولا ينفقها أو يستمتع بها بسبب «مرض البخل»، والأخير أعتبره دائماً «مرضاً» وليست «صفة»، فبخيل الجيب يصل لمرحلة يبخل فيها على نفسه، حتى لو امتلك الملايين، لأنه يرى كيانه مرتبطاً بالمال فقط، ولديه قناعة أنه بدونه لا يسوى شيئاً، والخوف دائم لديه بأن يصحو يوماً ويجد ملايينه تبخرت أو ضاعت أو سرقت.
رد علي بأنه لا يقصد هذا النوع أبداً، بل يقصد من يمتلكون المال لكنهم لا يمتلكون راحة البال، ولا يجدون السعادة، لأن هذه الأمور لا تشترى بالمال.
شخصياً لست من مؤيدي «الشعارات الرنانة» التي ليس لها تطبيق واقعي على الأرض، لأنني أعتبرها في منزلة «المخدرات» التي تغيب عقول الناس، وتستغفلهم. وعليه فإن الخيار «الساذج»، ومع احترامي للفظ، يكون حينما يسألك أحد أتختار المال أو السعادة؟! لأن الخيار الثاني يمكن أن يحققه الأول، أي المال يجلب السعادة، في غالب الأحوال الطبيعية. لكنني إن أردت تطوير السؤال، أو جعله واقعياً أكثر، فإنني سأقول المال أم الصحة أو راحة البال؟! هنا الإجابة تكون الفيصل، ولهذا حديث آخر يطول.
لكن لنعد إلى جملة الروائي بهاء طاهر، إذ مشكلة البعض أنه ينسى حياته الخاصة، فيقضي وقته وثواني عمره في تتبع حياة الآخرين، هذا ماذا يفعل، وذاك ماذا ينشر على وسائل التواصل، وهؤلاء ماذا يملكون، وغيرهم أين يسافرون؟! وهي ليست متابعة بهدف معرفة أمور الآخرين والاطمئنان عليهم، أو «الفرح لهم وتمني السعادة الدائمة، بقدر ما هي عملية متابعة فيها نوع من الإحساس «المرضي» بالحسد وحتى الحقد».
هؤلاء هم من يجب وصفهم بالـ«المليونير الفقير»، الذي ينسى ما يملكه في الحياة، أقلها الصحة، ليكون فقيراً في النفس والأخلاقيات ليصل لمستوى «يكره» فيه رؤية الناس سعداء. هناك من ينزعج لرؤية الآخرين سعداء، والانزعاج أكبر لو كان يملك مادياً أكثر منهم، لأنه يرى سعادته «منقوصة» بالنظر لما يبدو على الآخرون من سعادة.
للأسف كنت أقول قبل أيام لصديق عزيز تبوأ منصباً رفيعاً، بأنه سيجد آلافاً يهنئونه، وهذا أمر طبيعي في مجتمعنا، لكن، من بين هذه الأعداد، قليلون جداً منهم صادقون في تهنئتهم، أو فرحتهم لسعادته وإنجازه، لأن تركيبتنا البشرية «الملوثة» بفعل هذا الزمن «مزدوج المعايير والمبادئ» جعلت كثيراً من الناس «تكره» نجاح الآخرين، قد يهنئونك لكنهم من ورائك ينهشون لحمك وينتقصون من نجاحك، ويكرهون حتى رؤية الابتسامة على وجهك.
لن تصل لقناعة «نقية وصادقة» بأن نجاح الآخرين لا يعني فشلك الشخصي، وأن سعادتهم ليست سبباً يؤثر على سعادتك أو يخلق لك التعاسة، إلا حينما تدرك بأن لك حياتك الخاصة التي ستعيشها أنت، ولن يعيشها غيرك بدلاً عنك.
لا تكن مليونيراً فقيراً، كن مليونيراً غنياً بأخلاقك وطيبة قلبك، ونواياك لكل البشر بالسعادة والخير.