أوصت دراسة أجراها أحد الباحثين بالجامعة الأهلية الصحف المحلية في البحرين، التي تصدر باللغة العربية، إلى ضرورة التركيز على صحافة الفيديو وتحويل محتواها المطبوع إلى مرئي، لكي تكون صحافة مؤثرة، وتحظى بمتابعة أكثر من الصحف الورقية، في ظل تزايد إعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.
وخلص الباحث حسن محفوظ في مناقشة رسالته لدرجة الماجستير التي جاءت تحت عنوان صحافة الفيديو في البحرين "دراسة تحليلة لتجربة الصحف البحرينية" بالجامعة الأهلية، والتي اجتازها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من اللجنة المكونة؛ من الممتحن الخارجي أ. د. عبدالرزاق الدليمي والممتحن الداخلي د. عبدالصادق حسن ومشرف الرسالة د. زهير ضيف.
وقال الباحث حسن محفوظ خلال عرض النتائج إن الصحافة العالمية أصبحت تتجه تدريجيا نحو صحافة الفيديو، باعتبارها صحافة المستقبل، بسبب أن الصحف المطبوعة لم تعد تحقق إشباع المتابعين، وتخلق لديهم الإثارة والتشويق كما هو في المحتوى المرئي، فضلا عن حرص الصحف المطبوعة للمحافظة على وجودها وعلى قراء ومتابعي هذه الصحف، في ظل تراجع ثقة متابعي الصحف المطبوعة، بعد إزالة الحواجز الزمانية والمكانية للخبر .
وأكدت نتائج الدراسة أن 35% من المحتوى المرئي للصحف وهي أخبار الخليج والأيام والوطن والبلاد يأخذ شكل القالب الخبري بينما 23% يأخذ التقرير الخبري سواء التقرير المقروء أو المرفق للتدليل. في حين بلغت نسبة المشاهد المصورة مع تعريفها 19% مع غياب قوالب أخرى مهمة، وهذا يدلل أن هناك ضعفا في تنوع القوالب الصحفية المستخدمة مما يؤثر على جذب المتابعين لمنصات الصحف الاعلامية ومتابعة محتواها.
وأوضحت النتائج أن 82% من الفيديوهات الصحفية التي تنتجها الصحف يتم نشرها على تطبيق الانستغرام، بسبب تزايد أعداد متابعي هذا التطبيق في البحرين، وتوجه الكثير من المعلنين للإعلان فيه، وهو ما دفع الصحف لتحديد زمن الأخبار والتقارير الصحيفة وفقا للوقت المسموح به على تطبيق الانستغرام وهو دقيقة واحدة.
وأشارت النتائج أيضا إلى أن 81% من المحتوى المرئي للصحف البحرينية هو محتوى محلي، وهذا يعني ان الصحف غير مهتمة بالاخبار والقضايا العربية والأجنبية.
وأوصت الدراسة إدارات الصحف بضرورة تدريب الصحفيين على التقنيات الحديثة في إنتاج مواد صحافة الفيديو، بحيث يمكنهم القيام بدور الصحفي الشامل لمواكبة التطور الذي طرأ الصحافة، إضافة إلى أهمية تنويع المحتوى المرئي من ناحية المضمون وناحية الجانب الفني.
كما أوصت الجهات الرسمية بضرورة تطوير التشريعات والقوانين الخاصة ذات الصِّلة بصحافة الفيديو، فضلا عن أهمية قيام الجامعات والمعاهد بتدريب وتدريس مقرر صحافة الفيديو لتخريج صحفيي فيديو محترفين.
وقد حازت دراسة الباحث حسن محفوظ على إعجاب هيئة مناقشة الرسالة، وقد أوصى رئيس اللجنة بتحويلها الى كتاب كمقرر أكاديمي، بإعتبارها اول رسالة تتناول هذا الموضوع في الخليج.