تمكن برشلونة من حسم المعركة القوية التي جرت رحاها داخل جنبات ملعب كامب نو أمام ضيفه أتلتيكو مدريد وذلك بعدما أسقطه بثلاثة أهداف لهدف في مباراة ممتازة للنادي الكتلوني وضحت فيها رغبته بقوة في نيل النقاط الكاملة وقد تحقق له ما أراد.الآن لنرى الملاحظات التي خرجنا بها من هذا اللقاء.... برشلونة | شراسة غير معتادة، وأخيراً تم تقديم أهمية الفريق على ميسي ? أهم نقطة يمكن رصدها اليوم هو أنه للمباراة الثانية على التوالي يلعب لويس سواريز في قلب الملعب بينما يلعب ليونيل ميسي على الطرف الأيمن.ميسي مازال هو ميسي .. أهم لاعب للفريق ولا يؤثر كثيراً عليه لعبه على الجانب الأيمن .. ربما يقل قليلاً لكنه يعوض ذلك بالجنوح لقلب الملعب دائماً، لكن الشيء الأهم أن مستوى أداء وتأثير لويس سواريز يختلف تماماً.لنقل إن وضع ميسي في القلب يعطي الفريق 100% من مستواه ووضعه في اليمين يعطي 80% بينما وضع لويس سواريز في القلب يعطي الفريق 100% من مستواه في حين أن الفريق لا يستفيد بأكثر من 25% من مستواه عندما يكون هو يميناً.. الحديث عن النسب هنا بشكل عام لأنه اليوم على سبيل المثال كان ميسي في قمة مستواه حتى عندما كان يلعب على اليمين.لا نحتاج لأن نقول أنه ربما يكون سبب قرار إنريكي هذا هو المشكلة التي حدثت بينه وبين ميسي! يبدو وأن المدرب الإسباني قد قرر عدم التفكير كثيراً في ميسي قدر ما يفكر في الفريق فاستفاد البرسا كثيراً على الصعيد الهجومي .. حتى إن نيمار نفسه استفاد من هذا التغيير لأنه بات يجد أريحية أكبر في الدخول للقلب وعدم وجود مناطحة من ميسي له في مناطقه.? اليوم كان البرسا شرساً! قتال شديد على كل كرة وحماس لم يكن واضحاً بتلك الطريقة في المباريات الماضية .. هذا الفريق كان يلعب لاسمه اليوم .. من الواضح إنه تم تحضيره نفسياً بشكل جيد سواء كان ذلك عن طريق لويس إنريكي أو حتى بين اللاعبين.? نقطة الحديث عن ميسي ومكانه وتحركاته لابد وأن يلحق بها الحديث عن التحرك التكتيكي من المدرب لتغطية مثل هذه التحركات دفاعياً .. اليوم لم يكن ألفيش وألبا مندفعين مع بعضهما البعض بل كان هناك ما يشبه التبادل في الأدوار.. لا نقصد هنا تبادل التقدم للأمام بل التركيز مع تحركات نيمار وميسي وشغل الفراغ الذي يخلفونه وراءهما على الأطراف .. إذاً ماذا لو تحرك ميسي ونيمار في نفس الوقت لقلب الملعب ؟ دائماً ستجد ألبا وألفيش يتقدمان لشغل المكان لكن في نفس الوقت ستجد التزاماً نسبياً من راكيتيتش وبوسكيتس بأماكنهما.الحديث هنا عن عملية بناء الهجمة، لكن بمجرد قدرة البرسا على محاصرة أتلتيكو مدريد تماماً ،فإن بوسكيتس وراكيتيتش ينضمان للأمام لعدم ترك مساحة للأتليتي للبدء في الهجمة المرتدة في حال ما إذا انقطعت الكرة.? يستحق دفاع برشلونة (بالإضافة إلى العائدين للخلف) الثناء على قدرتهم بشكل واضح على إيقاف خطورة الكرات الثابتة لأتلتيكو مدريد .. أنت تتحدث عن فريق يمتلك ماندجوكيتش وتوريس ومينديس وجودين وخيمينيز وراؤول جارسيا ورغم ذلك تمكن دفاع البرسا من وأد مصدر الخطورة الأهم للروخي بلانكوس وهو أمر إيجابي للغاية في هذه المباراة.? صار واضحاً أنه لا يمكن تكرار "خطيئة" الزج بتشافي وإنيستا معاً في أي مبارة بدنية قوية .. ما حدث في لقاء ريال سوسييداد كان أمراً لا يُغتفر من قبل لويس إنريكي .. دعك من إجلاس ميسي ونيمار احتياطيين فربما كان هناك سبباً منطقياً لكن اللعب بلاعبين لم يمتلكا أبداً شراسة بدنية كتشافي وإنيستا كان خطيئة حقاً في الأنويتا .. من حسن حظ جماهير البرسا أنه لم يتكرر اليوم فقد كان راكيتيتش لا غنى عنه اليوم وكان مميزاً جداً في قطع أكثر من كرة خصوصاً من أردا توران.أتلتيكو مدريد | مساحات شاسعة على غير العادة، وإصرار عجيب!? لا لم يكن الإرهاق من لقاء ريال مدريد سبباً في خسارة أتلتيكو مدريد اليوم .. أبسط دليل على ذلك هو ارتفاع مستوى الأتليتي في الشوط الثاني.السبب الأكبر في رأيي لخسارة الأتليتي كان في تألق برشلونة وكذلك في عدم خوض الضيوف للمباراة بطريقتهم المعتادة .. حتى عندما كان الأتليتي يتأخر بهدف نظيف في المباريات الكبيرة لم يكن يقوم بفتح دفاعاته كما صار اليوم .. كانت هناك فوضى عارمة في خط الوسط!لقد تم جر أتلتيكو مدريد إلى عملية ضغط غير جيدة من قبله على برشلونة وبدون مراعاة المسافات بين خطوط الفريق .. فتجد لاعبين أو ثلاثة يضغطون على مدافعي البرسا الذين يرسلون الكرة متوسطة المسافة لتجد وأن لا أحد صار يضغط! بينما يقبع المدافعون في الخلف منتظرين المنطلقين من الخلف للأمام في برشلونة.الحديث هنا ليس فقط عن الهجمات المرتدة، بل إن في لقطة الهدف الثاني (رغم وضوح لمسة اليد) فإن المسافة بين ماندجوكيتش وآخر مدافع كانت تفوق الـ70 متراً! هذا أمر غير معتاد من قبل الأتليتي وبدا وأن الفريق غير قادر على منع نفسه من هذا الخطأ التكتيكي الفادح.? ما سر هذا الإصرار العجيب من دييجو سيميوني على الهجوم من الجانب الأيسر ؟ لقد قام سيميوني بـ "حشر" توران وكوكي في منطقة ضيقة جداً جعلت لاعبي البرسا يطبقوا عليهما بشكل واضح رغم مقاومة الاثنين.لاحظنا أنه في الشوط الثاني وبمجرد تنويع الأتليتي للهجوم بات الفريق بشكل أفضل حتى إن أكثر من كرة عرضية من الجانب الأيمن كانت في منتهى الخطورة.الأمر لم يكن سيكون مفيداً على الصعيد الهجومي فقط، بل إنه كان سيكون مفيداً دفاعياً فمن شأنه تضييق المساحات على نيمار الذي دائماً ما كانت تصله الكرة وثلثي الفريقين يخوضان معركة شرسة في الجانب الآخر.أكثر شيء غريب في هذا الأمر هو أن الجانب الأيمن للأتليتي يتواجد به إنيستا الأقل دفاعياً وبدنياً من راكيتيتش الذي كان رائعاً في ممارسة الضغط في هذا الجانب .. خطأ غريب من إلـ تشولو.? رغم أخطاء سيميوني إلا أن تبديلاته كلها كانت ممتازة .. إخراج جابي السيء وإشراك توريس كان مفيداً على صعيد إجبار ألبا وألفيش على التراجع كما كان توريس مفيداً في التحرك على الأطراف.كذلك كان خروج أنتوان جرييزمان ضرورياً وفي حين كان اشتراك سيكويرا ذي فكرة جيدة أيضاً لولا أن الهدف الثالث للبرسا قضى على فكرة سيميوني في تعزيز الهجوم من الأطراف.
Watan Sports
كيف استفاد برشلونة من خلاف إنريكي وميسي!؟
12 يناير 2015