الحديث لا يتطلب تطويلاً وإطناباً، وإنما يحتاج توضيحاً للحقائق، وتسليطاً للأضواء على الإنجازات التي أصبحت واقعاً ملموساً ومعاشاً، وهذه الأيام تباشير اليوم الجميل الذي بشرنا به جلالة الملك المفدى تلوح في الأفق.

منذ الفتح العظيم الذي أرساه طيب الذكر والذكرى أحمد الفاتح تغمده الله بواسع رحمته في عام 1783، وبمساعدة جنده البواسل من قبائل العتوب، عادت البحرين إلى أحضان أمتها العربية، وإنهاء تبعيتها لإيران، إلا أن إيران عادت محاولة نهجها القديم أن يعود ماضيها كما كان وولى.

وبفضل من الله تعالى وهمة صاحب السمو المغفور له الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة، وضع حداً قاطعاً لتلك الادعاءات، وقبول الاستفتاء، وكانت وقفة الشعب مع قيادته، هي الفيصل، وكان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، هو قائد فريق الحوار مع شاه إيران، بحنكته المعهودة، وبمساندة شعبية قوية، انتصر الحق وهزم الباطل، وثبت المواطنون وراء قيادته.

وأعلنت البحرين دولة عربية مسلمة ذات سيادة كاملة، وكسبت عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم عضوية الجامعة العربية.

ومن مفاخر فريق الشيوخ بالمنامة «فريق بوصرة»، أن اتخذ الشيخ علي بن خليفة آل خليفة من المنامة عاصمة لملك آل خليفة الكرام، وتحيط به بيوت العائلة الكريمة إلى قلعة الديوان والعائلات العربية أيضاً، ومن بعده حكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة من 1869-1923، وفي عهده شهدت البلاد نهضة حضارية، وثقافية، وإدارية، ومن بعده خلف ابنه حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، الذي حكم من عام 1923-1942، وأضاف مع جيله من المواطنين المخلصين، أضافوا إضافات في سلم التقدم والترقي، ثم آلَ الحكم لابنه سلمان بن حمد بن علي آل خليفة، الذي حمل الأمانة من عام 1942-1961، أيضاً أضاف إضافات يُفتخر بها، ويُشهد له بالعطاء كثيراً، من بعده، واعتلى سدة الحكم الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة، منهياً مطالبة إيران بالبحرين، كما ذكرت سابقاً، وإنهاء مواثيق الحماية البريطانية، ونال في عهده المواطنون طعم الحرية، وحقهم في المشاركة في إدارة البلاد، عن طريق المجلس التأسيسي أولاً، وبداية الحياة النيابية، وازدهرت البلاد في عهده واستتب الأمن في عصره، وقامت صناعات حديثة، وبناء المدن السكنية النموذجية، مثل مدينة عيسى ومدينة حمد.

وحزنت البحرين على فراقه، حزناً عميقاً بعد انتقاله إلى جوار ربه 1999، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه وجميع آبائه وأجداده فسيح جناته.

ونحن نعيش عصراً جديداً، بقيادة مليكنا المفدى، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الذي أحيا الحياة السياسية بنهج جديد، وأرسى قواعد الديمقراطية، وأصدر العفو العام، وسمح للمواطنين في الخارج بالعودة، والمشاركة في نهضة المملكة، وجلالته صاحب المشروع الإصلاحي الشامل، ومطلق ميثاق العمل الوطني، ودولة المؤسسات والقانون، ومكمل سيادتنا على حدودنا الجزرية والبحرية، كافل الأيتام والأرامل، نصير المرأة.

وقد أكسب جلالة الملك المفدى المملكة مقاماً رفيعاً من الناحية الإنسانية، وأصبحت البلاد نموذجاً للتسامح، والتعايش السلمي بين جميع الأطياف والديانات والأعراق، مؤسس قوة الدفاع، ومجدد وزارة الداخلية على أحدث العلوم الشرطية، لذلك ننعم بالأمان والأمن والاستقرار في وطننا العزيز، أمد الله تعالى جلالته بالصحة والعافية والتوفيق وطول العمر والسداد.

وجلالته مخصص السابع عشر من ديسمبر من كل عام بأنه يوم الشهيد، وهو يوم شهداء الواجب في الداخل والخارج، عرفاناً ووفاء لهم، وتذكيراً برسالتهم وبذل الروح فداء للوطن ولأشقائنا في الدول العربية، ونصرة للحق، تغمدهم الله تعالى بواسع رحمته وأسكنهم جناته، وألهم أهليهم وجميع محبيهم الصبر والسلوان.

* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي