بعد سلسلة التهديدات التي أطلقها النظام الإيراني منذ تصفية سليماني وكان ملخصها أن الرد سيكون «مزلزلاً» وأنه سيؤدي إلى مغادرة القوات الأمريكية المنطقة وهم أذلة، وبعد قيام أعوان النظام بالترويج لفكرة أنه لا يتعجل الرد وأنه يلتزم «الحكمة» تم قصف قاعدة «عين الأسد» الأمريكية في العراق بعدد من الصواريخ. تبع ذلك سلسلة جديدة من التهديدات لأمريكا ملخصها أنها ستواجه «رداً أشد وأكثر سحقاً» لو أنها ردت على الصواريخ الإيرانية.
بين تأكيد الولايات المتحدة بأن خسائرها جراء ذلك محدودة وبين تأكيد النظام الإيراني بأنها كبيرة وأن الصواريخ أصابت أهدافها بدقة أثار البعض مسألة ربما تستحق التوقف عندها ومناقشتها، ملخصها احتمال أن تفاهماً قد تم بين النظام الإيراني وأمريكا مفاده أن تسمح الأخيرة بإطلاق عدد من الصواريخ على تلك القاعدة من دون إحداث أضرار كبيرة أو سقوط ضحايا أمريكيين، فتكون بذلك قد وفرت له فرصة حفظ ماء وجهه والوفاء بتهديداته ومن ثم إغلاق ملف سليماني بتأكيد الطرفين عبر سلسلة من التصريحات بأنهما لا يريدان الحرب.
مثل هذا الأمر وارد في مثل هذه الحالات، فالنظام الإيراني مفجوع ومسؤولوه أطلقوا سلسلة من التصريحات النارية منذ تصفية سليماني ورفاقه وصار لزاماً عليه فعل شيء يطفئ غضبة الجماهير التي وعدها بالانتقام وأكد وعده بتكرار تلك التصريحات وتصعيدها. وهو وارد أيضاً لأن الولايات المتحدة يهمها عدم التورط في حرب طويلة في المنطقة. من هنا لا يستبعد أيضاً أن الولايات المتحدة وافقت على تعويض النظام الإيراني بطريقة أو بأخرى مقابل التهدئة.
هناك ما يساعد على تبني هذا الرأي، فالمسؤولون في نظام الملالي قالوا في البدء إنهم سيقاتلون لإخراج أمريكا من المنطقة، ثم بعد قليل قالوا إن ذلك سيتم ولكن على مراحل وعبر خطوات متعددة، ثم قالوا إنهم لن يتعجلوا الرد ولكنهم سيفعلون ، وأوعزوا إلى أبواقهم لترديد هذه الفكرة، ثم فجأة يقررون ضرب القاعدة الأمريكية في العراق. ما يوحي بأن اتفاقاً ما قد تم بين الطرفين أدى إلى تعجيل الرد وفرض أن يكون كذلك.
النظام الإيراني يدرك جيداً بأنه ليس في محل الوفاء بتهديداته التي مفادها «إزالة وجود أمريكا في المنطقة وبالكامل» ولذلك سارع – بناء على ذلك التحليل – إلى القبول بالعرض الأمريكي وعجل بالرد الذي وصفه بـ «الأهون».
هذه العملية الغاية منها تخفيف الضغط على «الملالي» ولا بأس بعد ذلك لو أنهم أطقوا المزيد من التصريحات النارية من مثل «نتعهد بإكمال الطريق الذي بدأه سليماني ولن نرضى سوى بطرد القوات الأمريكية من المنطقة» وصولاً إلى العزف على الوتر الطائفي والعاطفي بإدخال اسم المهدي المنتظر في التصريحات والقول «إن الانتقام لدماء سليماني سيستمر حتى ظهور المهدي وبناء الدولة الإسلامية بقيادته إلى جوار المرشد» وأن «تداعيات مقتل سليماني يمكن أن تصل إلى خارج منطقة الشرق الأوسط» وهي تصريحات يمكن عنونتها بـ«الهياط» وكلها لا قيمة لها والغالب أن النظام الإيراني لن يتمكن من فعل شيء ولن يزيد عن الذي فعله والذي الغاية الأكيدة منه حفظ ماء وجهه أمام الجمهور الإيراني والمهووسين بنظام الملالي. هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لن ترد على قصف «عين الأسد» فقد يكون ذلك ضمن السيناريو المتفق عليه بغية إتاحة الفرصة للنظام الإيراني لنيل فرصة أخرى لتعزيز عملية حفظ ماء الوجه.
الحقيقة التي يدركها النظام الإيراني جيداً هي أن دول المنطقة من دون استثناء لن تقبل بحصول النظام الإيراني على أي فرصة للعب على هواه وجر المنطقة إلى حيث التخلف الذي وفر مثاله الصارخ في إيران بعدما خطف ثورة الشعب الإيراني قبل أربعين عاماً وأدخله في غياباته.
بين تأكيد الولايات المتحدة بأن خسائرها جراء ذلك محدودة وبين تأكيد النظام الإيراني بأنها كبيرة وأن الصواريخ أصابت أهدافها بدقة أثار البعض مسألة ربما تستحق التوقف عندها ومناقشتها، ملخصها احتمال أن تفاهماً قد تم بين النظام الإيراني وأمريكا مفاده أن تسمح الأخيرة بإطلاق عدد من الصواريخ على تلك القاعدة من دون إحداث أضرار كبيرة أو سقوط ضحايا أمريكيين، فتكون بذلك قد وفرت له فرصة حفظ ماء وجهه والوفاء بتهديداته ومن ثم إغلاق ملف سليماني بتأكيد الطرفين عبر سلسلة من التصريحات بأنهما لا يريدان الحرب.
مثل هذا الأمر وارد في مثل هذه الحالات، فالنظام الإيراني مفجوع ومسؤولوه أطلقوا سلسلة من التصريحات النارية منذ تصفية سليماني ورفاقه وصار لزاماً عليه فعل شيء يطفئ غضبة الجماهير التي وعدها بالانتقام وأكد وعده بتكرار تلك التصريحات وتصعيدها. وهو وارد أيضاً لأن الولايات المتحدة يهمها عدم التورط في حرب طويلة في المنطقة. من هنا لا يستبعد أيضاً أن الولايات المتحدة وافقت على تعويض النظام الإيراني بطريقة أو بأخرى مقابل التهدئة.
هناك ما يساعد على تبني هذا الرأي، فالمسؤولون في نظام الملالي قالوا في البدء إنهم سيقاتلون لإخراج أمريكا من المنطقة، ثم بعد قليل قالوا إن ذلك سيتم ولكن على مراحل وعبر خطوات متعددة، ثم قالوا إنهم لن يتعجلوا الرد ولكنهم سيفعلون ، وأوعزوا إلى أبواقهم لترديد هذه الفكرة، ثم فجأة يقررون ضرب القاعدة الأمريكية في العراق. ما يوحي بأن اتفاقاً ما قد تم بين الطرفين أدى إلى تعجيل الرد وفرض أن يكون كذلك.
النظام الإيراني يدرك جيداً بأنه ليس في محل الوفاء بتهديداته التي مفادها «إزالة وجود أمريكا في المنطقة وبالكامل» ولذلك سارع – بناء على ذلك التحليل – إلى القبول بالعرض الأمريكي وعجل بالرد الذي وصفه بـ «الأهون».
هذه العملية الغاية منها تخفيف الضغط على «الملالي» ولا بأس بعد ذلك لو أنهم أطقوا المزيد من التصريحات النارية من مثل «نتعهد بإكمال الطريق الذي بدأه سليماني ولن نرضى سوى بطرد القوات الأمريكية من المنطقة» وصولاً إلى العزف على الوتر الطائفي والعاطفي بإدخال اسم المهدي المنتظر في التصريحات والقول «إن الانتقام لدماء سليماني سيستمر حتى ظهور المهدي وبناء الدولة الإسلامية بقيادته إلى جوار المرشد» وأن «تداعيات مقتل سليماني يمكن أن تصل إلى خارج منطقة الشرق الأوسط» وهي تصريحات يمكن عنونتها بـ«الهياط» وكلها لا قيمة لها والغالب أن النظام الإيراني لن يتمكن من فعل شيء ولن يزيد عن الذي فعله والذي الغاية الأكيدة منه حفظ ماء وجهه أمام الجمهور الإيراني والمهووسين بنظام الملالي. هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لن ترد على قصف «عين الأسد» فقد يكون ذلك ضمن السيناريو المتفق عليه بغية إتاحة الفرصة للنظام الإيراني لنيل فرصة أخرى لتعزيز عملية حفظ ماء الوجه.
الحقيقة التي يدركها النظام الإيراني جيداً هي أن دول المنطقة من دون استثناء لن تقبل بحصول النظام الإيراني على أي فرصة للعب على هواه وجر المنطقة إلى حيث التخلف الذي وفر مثاله الصارخ في إيران بعدما خطف ثورة الشعب الإيراني قبل أربعين عاماً وأدخله في غياباته.