دائماً ما نسبغ التفكير في ماذا سوف يقولون عنا؟ أو ماذا سيقال عنا لو فعلنا كذا أو كذا؟ نقيس أفعالنا ونردد كلماتنا في دواخلنا قبل أن ننطق بها، فهي من سيحدد مسار حياتنا اليومية ومسار أي حديث سنخوضه حينها، كذلك أفعالنا وقراراتنا التي هي بمثابة السكة التي سنلتزم بها في حال اختيارنا ذاك المسار.
نعمل ونجتهد من أجل مستقبلنا وكأننا سنعيش أبد الدهر، نعيش لأنفسنا ونعيش لغيرنا حتى تحين ساعة الرحيل التي لا نحددها بل هي من يختارها الله لنا بقضاء الله وقدره، هي زيارة مفاجئة تقبض قلوب من حولك قبل أن تقبض روحك لتعلن رحيلك الأبدي من عالم البقاء إلى عالم الفناء بين يدي اللطيف الخبير.
تتوقف عندها كل العدادات وتتوقف الملائكة معلنة إغلاق دفاترها مصفية لكل حساباتك أولاً بأول لتعلن اكتمال صحيفتك النهائية، فماذا أعددنا لآخرتنا قبل دنيانا؟ ما هو الذكر الذي سنتركه وما هو الأثر الذي تركناه؟ فالسرائر ستكون بينك وبين خالقك ولكن ماذا سيبقى من إرثك بعد رحيلك؟
نتوقف هنا لنسمع كل كلام الناس الذين ما إن سمعوا خبر وفاتك حتى تبادر إلى أذهانهم وجودك، ربما نسوا وجودك وقيمتك يوماً ولكننا شعوب نتقن تقدير الموتى لأننا دائماً ما ننسى تقديرهم أحياء.
عشنا يوماً حزيناً مساء الأحد الماضي برحيل الفنان علي الغرير هكذا فجأة، دون وداع يذكر ودون استئذان من محبيه، أفضى إلى ربه وتركنا هنا نترحم عليه، مستعيدين كل تلك الذكريات المرتبطة به، علي الممثل، علي الإنسان، علي الأب، علي الذي نشأنا ونحن نشاهده خلف الشاشات وفي الطرقات التي كان يتصرف فيها بنفس العفوية، كان بالنسبة لنا «مهدي»، سعدون المليء بالتسامح وحب الأرض مثالاً للتعايش، وهو بالنسبة لنا «الرقي» في نيران الذي يمثل البحريني البسيط الذي حتى وإن ساءت حالته فهو في النهاية يقف ضد الظلم ويذود عن أرضه، وهو من عيال البيت العود الكائن في فرجان لول وحضوره طاغٍ دائماً في كل حزاوي الدار التي نسمعها.
فبعيداً عن الكوميديا وشخصية طفاش التي ترسم الابتسامة على كل الشفاه، كان بوخالد رحمه الله رمزاً رئيساً من رموز الدراما البحرينية الأصيلة، مجيداً لكل تلك الأدوار التي يعكس فيها الشخصية البحرينية الطيبة المحبة للأرض والوطن، الشخصية التي تجيد العيش وتجيد الاختلاف، تحب الجميع ويبكيها الآن الجميع.
يوم حزين على البحرين، رحم الله الفنان الطيب علي الغرير، ونعزي أسرته ونعزي صديقه ورفيق دربه الأستاذ خليل الرميثي ونعزي أنفسنا بهذا المُصاب الجلل فقيد الوطن، وراسم الابتسامة على شفاه البحرينيين والخليـــجيين، رحم الله الفقيد وأنار له قبره وأسكنه فسيح جنانه، ولا نقول إلا ما يرضي ربــنا «إنا لله وإنا إليه راجعون».
نعمل ونجتهد من أجل مستقبلنا وكأننا سنعيش أبد الدهر، نعيش لأنفسنا ونعيش لغيرنا حتى تحين ساعة الرحيل التي لا نحددها بل هي من يختارها الله لنا بقضاء الله وقدره، هي زيارة مفاجئة تقبض قلوب من حولك قبل أن تقبض روحك لتعلن رحيلك الأبدي من عالم البقاء إلى عالم الفناء بين يدي اللطيف الخبير.
تتوقف عندها كل العدادات وتتوقف الملائكة معلنة إغلاق دفاترها مصفية لكل حساباتك أولاً بأول لتعلن اكتمال صحيفتك النهائية، فماذا أعددنا لآخرتنا قبل دنيانا؟ ما هو الذكر الذي سنتركه وما هو الأثر الذي تركناه؟ فالسرائر ستكون بينك وبين خالقك ولكن ماذا سيبقى من إرثك بعد رحيلك؟
نتوقف هنا لنسمع كل كلام الناس الذين ما إن سمعوا خبر وفاتك حتى تبادر إلى أذهانهم وجودك، ربما نسوا وجودك وقيمتك يوماً ولكننا شعوب نتقن تقدير الموتى لأننا دائماً ما ننسى تقديرهم أحياء.
عشنا يوماً حزيناً مساء الأحد الماضي برحيل الفنان علي الغرير هكذا فجأة، دون وداع يذكر ودون استئذان من محبيه، أفضى إلى ربه وتركنا هنا نترحم عليه، مستعيدين كل تلك الذكريات المرتبطة به، علي الممثل، علي الإنسان، علي الأب، علي الذي نشأنا ونحن نشاهده خلف الشاشات وفي الطرقات التي كان يتصرف فيها بنفس العفوية، كان بالنسبة لنا «مهدي»، سعدون المليء بالتسامح وحب الأرض مثالاً للتعايش، وهو بالنسبة لنا «الرقي» في نيران الذي يمثل البحريني البسيط الذي حتى وإن ساءت حالته فهو في النهاية يقف ضد الظلم ويذود عن أرضه، وهو من عيال البيت العود الكائن في فرجان لول وحضوره طاغٍ دائماً في كل حزاوي الدار التي نسمعها.
فبعيداً عن الكوميديا وشخصية طفاش التي ترسم الابتسامة على كل الشفاه، كان بوخالد رحمه الله رمزاً رئيساً من رموز الدراما البحرينية الأصيلة، مجيداً لكل تلك الأدوار التي يعكس فيها الشخصية البحرينية الطيبة المحبة للأرض والوطن، الشخصية التي تجيد العيش وتجيد الاختلاف، تحب الجميع ويبكيها الآن الجميع.
يوم حزين على البحرين، رحم الله الفنان الطيب علي الغرير، ونعزي أسرته ونعزي صديقه ورفيق دربه الأستاذ خليل الرميثي ونعزي أنفسنا بهذا المُصاب الجلل فقيد الوطن، وراسم الابتسامة على شفاه البحرينيين والخليـــجيين، رحم الله الفقيد وأنار له قبره وأسكنه فسيح جنانه، ولا نقول إلا ما يرضي ربــنا «إنا لله وإنا إليه راجعون».