مسألتان في «الملالي» تستدعيان وقفة، الأولى إلقاء خامنئي خطبة الجمعة بعد توقف دام 8 سنوات، والثانية دعوة وزارة الخارجية الإيرانية دول ضحايا الطائرة الأوكرانية إلى عدم تحويل الأمر إلى قضية سياسية.
اتخاذ خامنئي قرار إلقائه خطبة الجمعة يعني ببساطة أن الأمر جلل وأنه يستدعي توجيه رسائل معينة من خلال هذا المنبر كي لا تفلت السلطة من أيدي «الملالي»، والدليل هو أنه تم الإعلان مسبقاً بأنه سيلقي الخطبة كي يأتي للصلاة عدد أكبر من المعتاد. وإطلاق الخارجية الإيرانية تلك الدعوة يعني ببساطة أن النظام الإيراني يريد أن يقول للعالم بأن إسقاط الطائرة كان قضاء وقدراً ولم يكن له علاقة بأخطاء سياسية تتعلق بالرد على اغتيال سليماني وأن كل ما حدث كان سوء تقدير من موظف صغير في لحظة معينة.
موضوع طائرة الركاب الأوكرانية التي راح ضحيتها نحو 180 بريئاً كان جزءاً من خطبة خامنئي الذي وصفه بـ»المأساوي وأنه يجب اتخاذ تدابير للحيلولة دون تكرار ذلك» (....)، ولم يعرف على وجه الدقة قصده من كلمة مأساوي. أما الهدف من تضمينه هذا الموضوع الخطبة فكان واضحاً وهو القول بأن «الإعلام الأمريكي يستغل حادث سقوط الطائرة للتغطية على اغتيال قاسم سليماني» وإنه «يحرض الدول المتضررة على النظام». وبغرض تعزيز الفكرة السالبة عن الولايات المتحدة والقول بأن ذلك يدخل في باب الانتقام قال إن النظام الإيراني وجه بقصف القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين في العراق «ضربة لهيبتها واستكبارها» معتبرا ذلك اليوم «أحد أيام الله» ومضيفا بأن «ضرب الأهداف الأمريكية في العراق أظهر أن بلاده تنعم بدعم إلهي»!
من الرسائل التي عمد خامنئي إلى توجيهها من خلال تصديه لخطبة الجمعة بعد انقطاع طويل القول بأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تتخذ موقفاً من إيران وإنها تخدم مصالح الولايات المتحدة. أما السبب فهو أنها هددت بإحالة الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن وأنه لهذا «لا يمكن الوثوق في الأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق النووي».
رسالة أخرى من رسائل الخطبة كانت موجهة لدول الخليج العربي التي تتخذ موقفاً واضحاً من النظام الإيراني وأعلنت مراراً أنها لا تثق فيه مفادها أن إيران «لا تعارض التفاوض مع أي جهة، إلا الولايات المتحدة». وبالطبع كان من غايات الخطبة الإشادة بسليماني والقول إنه كان «القائد الأقوى في جبهة المقاومة بالمنطقة» وإن «الملايين في إيران والعراق نعوه».. وبالطبع أيضاً استفاد من ذلك الحديث للتهجم على الولايات المتحدة ووصفها بالعدوانية.
تناول كل هذه التطورات وخصوصاً تورط النظام في إسقاط الطائرة الأوكرانية كان لغاية تبينت قبل اختتامه الخطبة وهي «دعوة الإيرانيين إلى وحدة الصف الوطني والإقبال بكثافة على الانتخابات المقررة في فبراير، دعماً لأركان الجمهورية الإسلامية في مواجهة التحديات»، وليس لهذا تفسير سوى أن أرباب النظام الإيراني قلقون جداً من تأثير التطورات الأخيرة على الانتخابات وأنهم يخشون أن تتمكن المعارضة الإيرانية من استغلال تلك التطورات في عمل يؤدي إلى إسقاط النظام، حيث الأكيد أن الولايات المتحدة التي يقول النظام إنها خسرت عدداً كبيراً من جنودها في ضرب القاعدتين بالعراق لن تسكت وستدعم المعارضة بقوة كي تنتقم لجنودها.
ملخص ما يجري في إيران «الملالي» يسهل تبينه من خطبة خامنئي، وهو أن النظام الإيراني يعيش ظروفاً صعبة وأنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى زواله سريعاً، فقد خسر ثقة الإيرانيين جميعا بإنكاره إسقاط الطائرة ثم باعترافه الذي جاء متأخراً والتبريرات غير المعقولة التي وفرها، ويخشى أن تستغل المعارضة كل ذلك وتستغله الولايات المتحدة والدول التي تتخذ من النظام موقفاً سالباً فيفشل أربابه في انتخابات فبراير ويؤول النظام إلى السقوط.
اتخاذ خامنئي قرار إلقائه خطبة الجمعة يعني ببساطة أن الأمر جلل وأنه يستدعي توجيه رسائل معينة من خلال هذا المنبر كي لا تفلت السلطة من أيدي «الملالي»، والدليل هو أنه تم الإعلان مسبقاً بأنه سيلقي الخطبة كي يأتي للصلاة عدد أكبر من المعتاد. وإطلاق الخارجية الإيرانية تلك الدعوة يعني ببساطة أن النظام الإيراني يريد أن يقول للعالم بأن إسقاط الطائرة كان قضاء وقدراً ولم يكن له علاقة بأخطاء سياسية تتعلق بالرد على اغتيال سليماني وأن كل ما حدث كان سوء تقدير من موظف صغير في لحظة معينة.
موضوع طائرة الركاب الأوكرانية التي راح ضحيتها نحو 180 بريئاً كان جزءاً من خطبة خامنئي الذي وصفه بـ»المأساوي وأنه يجب اتخاذ تدابير للحيلولة دون تكرار ذلك» (....)، ولم يعرف على وجه الدقة قصده من كلمة مأساوي. أما الهدف من تضمينه هذا الموضوع الخطبة فكان واضحاً وهو القول بأن «الإعلام الأمريكي يستغل حادث سقوط الطائرة للتغطية على اغتيال قاسم سليماني» وإنه «يحرض الدول المتضررة على النظام». وبغرض تعزيز الفكرة السالبة عن الولايات المتحدة والقول بأن ذلك يدخل في باب الانتقام قال إن النظام الإيراني وجه بقصف القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين في العراق «ضربة لهيبتها واستكبارها» معتبرا ذلك اليوم «أحد أيام الله» ومضيفا بأن «ضرب الأهداف الأمريكية في العراق أظهر أن بلاده تنعم بدعم إلهي»!
من الرسائل التي عمد خامنئي إلى توجيهها من خلال تصديه لخطبة الجمعة بعد انقطاع طويل القول بأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تتخذ موقفاً من إيران وإنها تخدم مصالح الولايات المتحدة. أما السبب فهو أنها هددت بإحالة الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن وأنه لهذا «لا يمكن الوثوق في الأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق النووي».
رسالة أخرى من رسائل الخطبة كانت موجهة لدول الخليج العربي التي تتخذ موقفاً واضحاً من النظام الإيراني وأعلنت مراراً أنها لا تثق فيه مفادها أن إيران «لا تعارض التفاوض مع أي جهة، إلا الولايات المتحدة». وبالطبع كان من غايات الخطبة الإشادة بسليماني والقول إنه كان «القائد الأقوى في جبهة المقاومة بالمنطقة» وإن «الملايين في إيران والعراق نعوه».. وبالطبع أيضاً استفاد من ذلك الحديث للتهجم على الولايات المتحدة ووصفها بالعدوانية.
تناول كل هذه التطورات وخصوصاً تورط النظام في إسقاط الطائرة الأوكرانية كان لغاية تبينت قبل اختتامه الخطبة وهي «دعوة الإيرانيين إلى وحدة الصف الوطني والإقبال بكثافة على الانتخابات المقررة في فبراير، دعماً لأركان الجمهورية الإسلامية في مواجهة التحديات»، وليس لهذا تفسير سوى أن أرباب النظام الإيراني قلقون جداً من تأثير التطورات الأخيرة على الانتخابات وأنهم يخشون أن تتمكن المعارضة الإيرانية من استغلال تلك التطورات في عمل يؤدي إلى إسقاط النظام، حيث الأكيد أن الولايات المتحدة التي يقول النظام إنها خسرت عدداً كبيراً من جنودها في ضرب القاعدتين بالعراق لن تسكت وستدعم المعارضة بقوة كي تنتقم لجنودها.
ملخص ما يجري في إيران «الملالي» يسهل تبينه من خطبة خامنئي، وهو أن النظام الإيراني يعيش ظروفاً صعبة وأنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى زواله سريعاً، فقد خسر ثقة الإيرانيين جميعا بإنكاره إسقاط الطائرة ثم باعترافه الذي جاء متأخراً والتبريرات غير المعقولة التي وفرها، ويخشى أن تستغل المعارضة كل ذلك وتستغله الولايات المتحدة والدول التي تتخذ من النظام موقفاً سالباً فيفشل أربابه في انتخابات فبراير ويؤول النظام إلى السقوط.