لطالما تعاملت مع الذكرى على أنها مجموعة الأحداث والمشاعر التي أحملها معي من الزمن الماضي إلى الزمن الحاضر، وتتوزع تلك الأحداث والمشاعر بين ذكريات سعيدة وذكريات حزينة أو مؤلمة، وأن تلك الذكريات مخزنة في عقلي اللاواعي بصورة انتقائية، حيث قرر العقل أن يحفظ أجزاء من حياتنا قد لا تتعدى الثواني وقد تمتد لأيام وسنوات، قد تتجلى على هيئة مواقف مقتطفة من مرحلة حياتية ما، وقد تحفظ كقصة متسلسلة عبر مجموعة من الأحداث بسيناريو منظم. وأن استدعاء العقل الواعي للذكرى قد يكون لا إرادياً أيضاً حيث إن موقف ما نمر به في حاضرنا أو حادثة ذات ارتباط معلوم أو غير معلوم لدينا يعيدنا لذكرى معينة، تتمثل بعرض تلك الفكرة أو الذكرى من قبل عقلنا اللاواعي.
لنقف قليلاً عند استعادة الذكريات، هل حدث يوماً أن شممت رائحة عطر وأنت تقلب زجاجات العطور في إحدى المحلات أو عندما مرّ أحدهم بجانبك فتذكرت شخصاً ما تعرفه على الفور؟ هل حدث أن تناولت طعاماً معيناً، ومن دون سابق إنذار عرض على مخيلتك موقف يجمعك بشخصٍ محدد؟ هل صادف أن ذهبت إلى مكان، فاستعدت ذكرى معينة حدثت لك فيه مع أحدهم؟ هذا ما أود الحديث عنه، أن العقل عندما يخزن الذكرى، يخزنها بكم هائل من المعلومات والتفاصيل التي لا نذكرها عندما نتعمد استدعاء الذكرى، ولكن تلك الذكريات تباغتنا فجأة عندما يلقط العقل أحد المؤشرات أو المعطيات المتوافقة معها، فذاك العطر الذي شممته كان عطر فلان، ما جعل العطر وحده كفيلاً باستعادة جملة من المواقف التي كان فيها العطر حاضراً من حيث لا تعلم، وقد تتساءل أحياناً لا أدري لمَ خطر على بالي فلان فجأة أو تذكرت الموقف كذا وكذا.. الأمر نفسه ينطبق على تذوقك لطعام معين أو زيارتك لمكان ما أو ارتدائك لقطعة ملابس محددة. أحدث أن قال لك أحدهم أن اللون الأبيض أو الأزرق أو الأصفر يعطيك إشراقة أو إطلالة متميزة؟!! إن كان كذلك.. ألم تذكر جملة كهذه في مرات عدة ارتديت فيها هذا اللون، أو القطعة المحددة التي تم التعليق عليها في حينها؟!
* اختلاج النبض:
بعض العبارات اليائسة التي يتداولها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي تقول، عندما تستعد للقائك الأول، لا تضع العطر ولا تلبس الملابس التي تحبها أو تمنحك إطلالتك المتميزة، ولا تسمع الأغاني، لأن كل تلك الأشياء قد تتحول لوجع دائم في حياتك فور مرورها عليك ولو صدفة..!! ومن الأفكار المتفائلة، ما علمني إياه أحد الإخوة، فن صناعة الذكريات، أن نبني علاقاتنا باختلاف تصنيفها على انتقاء تجارب بسيطة مميزة مثل تناول طعام هندي لذيذ لم تتذوقه من قبل، أو المشاركة في مغامرة لم تتوقع يوماً خوضها، أو الحديث في موضوع معين يخلد ذكرى مميزة في نفسك، أي شيء مهما بدا بسيطاً قد يتحول يوماً لذكرى بيدك أن تجعلها سعيدة وبيدك أن تجعلها حزينة ما دام الود، أما إن لم يكن.. فأعانك الله على ما صنعت من ذكريات.
لنقف قليلاً عند استعادة الذكريات، هل حدث يوماً أن شممت رائحة عطر وأنت تقلب زجاجات العطور في إحدى المحلات أو عندما مرّ أحدهم بجانبك فتذكرت شخصاً ما تعرفه على الفور؟ هل حدث أن تناولت طعاماً معيناً، ومن دون سابق إنذار عرض على مخيلتك موقف يجمعك بشخصٍ محدد؟ هل صادف أن ذهبت إلى مكان، فاستعدت ذكرى معينة حدثت لك فيه مع أحدهم؟ هذا ما أود الحديث عنه، أن العقل عندما يخزن الذكرى، يخزنها بكم هائل من المعلومات والتفاصيل التي لا نذكرها عندما نتعمد استدعاء الذكرى، ولكن تلك الذكريات تباغتنا فجأة عندما يلقط العقل أحد المؤشرات أو المعطيات المتوافقة معها، فذاك العطر الذي شممته كان عطر فلان، ما جعل العطر وحده كفيلاً باستعادة جملة من المواقف التي كان فيها العطر حاضراً من حيث لا تعلم، وقد تتساءل أحياناً لا أدري لمَ خطر على بالي فلان فجأة أو تذكرت الموقف كذا وكذا.. الأمر نفسه ينطبق على تذوقك لطعام معين أو زيارتك لمكان ما أو ارتدائك لقطعة ملابس محددة. أحدث أن قال لك أحدهم أن اللون الأبيض أو الأزرق أو الأصفر يعطيك إشراقة أو إطلالة متميزة؟!! إن كان كذلك.. ألم تذكر جملة كهذه في مرات عدة ارتديت فيها هذا اللون، أو القطعة المحددة التي تم التعليق عليها في حينها؟!
* اختلاج النبض:
بعض العبارات اليائسة التي يتداولها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي تقول، عندما تستعد للقائك الأول، لا تضع العطر ولا تلبس الملابس التي تحبها أو تمنحك إطلالتك المتميزة، ولا تسمع الأغاني، لأن كل تلك الأشياء قد تتحول لوجع دائم في حياتك فور مرورها عليك ولو صدفة..!! ومن الأفكار المتفائلة، ما علمني إياه أحد الإخوة، فن صناعة الذكريات، أن نبني علاقاتنا باختلاف تصنيفها على انتقاء تجارب بسيطة مميزة مثل تناول طعام هندي لذيذ لم تتذوقه من قبل، أو المشاركة في مغامرة لم تتوقع يوماً خوضها، أو الحديث في موضوع معين يخلد ذكرى مميزة في نفسك، أي شيء مهما بدا بسيطاً قد يتحول يوماً لذكرى بيدك أن تجعلها سعيدة وبيدك أن تجعلها حزينة ما دام الود، أما إن لم يكن.. فأعانك الله على ما صنعت من ذكريات.