عواصم - (وكالات): أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان أنه تسلم تعهداً مكتوباً من النظام السوري بوقف العمليات العسكرية ابتداء من اليوم تطبيقاً لخطته المدعومة من الأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم عنان في بيان إن «كوفي عنان تسلم رسالة من وزير خارجية سوريا يبلغه فيها قرار وقف جميع الأعمال العسكرية في جميع الأراضي السورية ابتداء من الساعة السادسة صباحاً بتوقيت دمشق اليوم». وأضاف أن دمشق قالت في الرسالة إنها تحتفظ بحق الرد «على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة».وجاء الإعلان فيما نقل التلفزيون السوري عن مسؤول في وزارة الدفاع وقف العمليات العسكرية. وقال المتحدث باسم عنان إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة «سيواصل العمل مع الحكومة السورية والمعارضة لضمان التطبيق الشامل للخطة السداسية، ويتطلع إلى الحصول على الدعم المتواصل للدول المعنية بهذا الخصوص». ونقلت وسائل الإعلام السورية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله «بعد تنفيذ قواتنا المسلحة مهامها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها، تقرر وقف هذه الأعمال اعتباراً من صباح اليوم». وأضاف «ستبقى قواتنا المسلحة الباسلة متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة لحماية أمن الوطن والمواطن».وكان يفترض أن تنهي السلطات السورية سحب آلياتها العسكرية من المدن أمس الأول، إلا أن ذلك لم يحصل. ووجه عنان رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أعرب فيها عن أسفه لان النظام السوري لم يف بالتزاماته. وشدد مجلس الأمن الدولي على ضرورة «أن تلتزم الأطراف كافة في سوريا بموعد 12 أبريل» لوقف المعارك بشكل تام. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا أخذت علماً بموافقة دمشق على وقف عملياتها العسكرية. وعشية دخول مهلة عنان حيز التنفيذ، استمرت العمليات العسكرية في مناطق سورية عدة. وبعد وقت قصير من الإعلان عن وقف الأعمال العسكرية اعتباراً من اليوم، تجدد القصف من قوات النظام على مدينة الرستن في ريف حمص التي تحاول القوات النظامية اقتحامها، بحسب ما أفادت تنسيقية الرستن. وأشارت إلى اشتباكات على المدخل الشمالي للمدينة بين قوات النظام وعناصر الجيش السوري الحر.وقالت المعارضة السورية إن 97 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن في عمليات عسكرية بمدن عدة.وشملت العمليات العسكرية أيضاً مناطق في ريف دمشق وحماه وريف حلب، بحسب ناشطين. ويجتمع وزراء خارجية مجموعة الثماني في واشنطن لإجراء محادثات سيكون الملف السوري أحد مواضيعها الرئيسية. ونقلت وسائل الإعلام التركية عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله حول الموضوع السوري «لا تدفعونا إلى حدود قدرتنا. لا نريد أن نفكر بالدخول إلى الى هناك. لكن أن كانت من جهة قادرة على إجبارنا على قرار كهذا فهي النظام السوري». ورأت الصحف في هذه التصريحات الغامضة توجها لدى الحكومة التركية إلى التدخل على أراضي جارتها عبر إنشاء منطقة عازلة على الأراضي السورية. وأعربت الصين عن «قلقها العميق» من استمرار أعمال العنف في سوريا، ودعت دمشق إلى تطبيق خطة عنان. وحذر عنان بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من تسليح المعارضة السورية قائلاً إن «عسكرة الازمة السورية ستكون كارثية». وذكر صالحي من جهته بأن»إيران تعارض التدخلات الأجنبية في شؤون أي دولة وتعتبر أن أي تغيير في سوريا يجب أن يتم في ظل الحكومة» الحالية.ودعا وزير خارجية المانيا غيدو فسترفيلي روسيا الى النأي بنفسها عن حملة القمع التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد المناهضين له. وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستحكم على النظام السوري «من خلال أفعاله وليس إقواله».وذكرت الجامعة العربية ان لجنتها الوزارية المعنية بسوريا ستجتمع الأربعاء المقبل في الدوحة لمناقشة تطورات الاوضاع في البلد.