إسطنبول – اللجنة الإعلامية ومحمد لوري: دعا البيان الختامي لمؤتمر «الحملة الإسلامية لنصرة الشعب السوري» بأسطنبول في تركيا إلى «العمل على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد من خلال تسليح الجيش السوري الحر، وتبني عدد من المبادرات لنصرة الثورة السورية، وإصدار فتاوى داعمة للثوار، وفضح الدول المتحالفة مع نظام دمشق، خاصة إيران، والتركيز على خطر المشروع الإيراني على المنطقة وكشف مخططات الأعداء وتحذير الأمة الإسلامية من أخطارهم». وصدرت في ختام أعمال المؤتمر الذي نظمته رابطة العلماء المسلمين وهيئة الشام الإسلامية، عدداً من التوصيات بعد سلسلة من الجلسات وورش العمل، بحضور اكثر من 200 مشارك من مختلف دول العالم، خلال الفترة بين 4 و5 أبريل الجاري. وشارك في المؤتمر شيوخ ورجال دين وقضاة وكتاب ومفكرين، إضافة إلى شخصيات معنية بالشان السوري. ومثل البحرين في المؤتمر وفد مكون من عضوي جمعية «الأصالة» عبد الحليم مراد وحمد المهندي وعضو جمعية «التربية الإسلامية» ناصر لوري، وممثل جمعية «الهداية» الإسلامية محمد لوري. وطالب المؤتمر «بضرورة التأصيل الشرعي لمشروعية الثورة والرد على علماء السلطان الذين ينشرون فتاوى سلبية عن الثورة». كشف جرائم النظام ودعا المؤتمر في فعاليات اليوم الأول إلى «ضرورة كشف الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، وفضح المؤامرات التي تحاك ضد الأمة، ومطالبة المسلمين بدعم إخوانهم في سوريا بكافة الأشكال الممكنة». من جهته، دعا مدير المؤتمر الدكتور عبد الكريم بكار في الجلسة الافتتاحية إلى «التركيز على البعد الإنساني في الأزمة والاهتمام بتفعيل العمل الإغاثي خاصة مع الأوضاع الإنسانية المتردية التي وصل إليها الوضع في سوريا». وأعرب بكار عن «تفاؤله بنجاح الثورة في سوريا رغم الوضع المأساوي في الداخل، والتضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب السوري وهو ما سيخلده التاريخ». بدوره دعا أمين عام رابطة علماء المسلمين بدول الخليج الدكتور ناصر العمر إلى الاهتمام بالتهديدات التي تواجه المنطقة، مؤكدا أن «المؤتمر يثمن كل عمل إيجابي يصب في صالح القضية السورية، ويفتح مجال التعاون مع الجميع من مختلف التيارات والتوجهات»، فيما طالب «بتقديم المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة خاصة في هذه المرحلة»، ولفت إلى أن «نجاح الثورة السورية سوف يغير من شكل المنطقة وتركيباتها». من جانبه، دعا النائب عبدالحليم مراد خلال مداخلة في الجلسة الافتتاحية، «المجتمع الإسلامي وعلى رأسه العلماء بتفعيل دور المشايخ في عملية دعم الشعب السوري وتشجيع المسلمين على التبرع لإخوانهم اللاجئين على الحدود السورية، والذين يعانون الأمرين من غربة وجوع، ويواجهون ظروفا صعبة». وأعرب الداعية الإسلامي المعروف الدكتور عصام العطار في كلمة متلفزة أذيعت في الجلسة الافتتاحية عن «مؤازرته لكافة الجهود التي يبذلها العلماء لنصرة سوريا وقضيتها. وأكد على أهمية الإخلاص ودوام العمل وإن قلّ». وركز الدكتور محمد بن لطفي الصباغ في كلمته «على دور الشباب في الثورة السورية»، معتبراً أن «جهدهم يمثل حجر الزاوية في الثورة الشعبية»، فيما أشار إلى «انهم أكثر عزماً وتصميماً على المضي قدماً في ثورتهم». من جهته، دعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الدكتور همام سعيد إلى «ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة ضد الدول التي أخذت موقفاً معادياً من الثورة السورية وساندت النظام المستبد»، مؤكداً أن «التغيير في سوريا سيكون بداية لعملية تغيير واسعة تحدث في المنطقة». وقال الداعية اليمني الدكتور عبدالمجيد الزنداني في كلمته المتلفزة إنه «من العار على الأمة أن تكون القوة التي تواجه الشعب السوري في ثورته هو الجيش السوري نفسه، مطالباً جميع المسلمين بدعم إخوانهم في محنتهم باعتبار ذلك واجباً شرعياً لا يحل للمسلم أن يتخلى عنه». ولفت الدكتور معن عبد القادر في كلمته الأنظار إلى السؤال الذي طرحه المؤتمر وهو «ماذا يمكن أن تقدم أيضاً للثورة السورية؟» وهو ما يعني أن الكلمات المطروحة في المؤتمر وغيره مطلوبة ومهمة ولكنها غير كافية، وهو ما جعل المؤتمر يخصص أوقاتاً لورش العمل التنفيذية التي تركز على الاهتمام بالجانب العملي في النصرة والمؤازرة. وفي الجلسة الأولى من المؤتمر طالب العالم السوري الشيخ فايز الصلاح «بضرورة أن يكون العلماء قدوة لجميع المسلمين في الصدح بكلمة الحق وعدم الصمت على الجرائم التي ترتكب في سوريا، مؤكداً أن صمت العلماء أمر غير مقبول». ودعا الشيخ محمد موسى العامري من علماء اليمن إلى «ضرورة كشف المؤامرات التي تحاك ضد الأمة دون تستر على المجرمين، وتحميل الحكومات مسؤوليتها في مناصرة الشعب السوري»، كما طالب «الحكومات العربية بضرورة قطع الاتصال بالنظام السوري حتى يسقط، ودعا الشعوب إلى الضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف جادة تجاه النظام السوري، ولفت إلى ضرورة اتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية لإسقاط شرعية النظام». كما اكد على «ضرورة إصدار العلماء بيان موحّد وواضح لإسقاط النظام السوري والتذكير بنصر الله ووعده لعباده المؤمنين ودعوة الشعب السوري للصبر الجميل على المعاناة، مع التأكيد على قول الله تعالى «إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون»». وطالب الدكتور هشام بلغش من علماء مصر خلال كلمته في المؤتمر، «بضرورة التأصيل الشرعي للثورة وبيان حكم النظام السوري والبحث عن النوازل المستجدة في الثورة وإجابة الناس عنها والاجتهاد بشأنها مع توفير وسائل الاتصال الحديثة للثوار والشعب السوري للإجابة على أسئلتهم، كما دعا إلى الضغط على المؤسسات والهيئات الشعبية لتبني الثورة مع ضرورة التواصل والتناصح مع العلماء في سوريا ودعم وحدتهم». وفي ختام الجلسات، أعلن المشاركون في المؤتمر تدشين عدد من المشاريع والمبادرات العملية التي طرحها الحضور ويتم نقلها إلى عدد من المؤسسات الإقليمية لتفعيلها وتبني تأسيسها. من جهته، طالب ممثل جمعية التربية الإسلامية ناصر لوري خلال مداخلته الحضور باتخاذ خطوات جادة لنصرة الثورة السورية، فيما حث الحضور على التبرع بما تجود به أنفسهم وخصوصا انهم ممثلين لمنظمات إسلامية، مما زاد من حماس الحضور، حيث بلغت قيمة التبرعات 20 مليون ريال. توصيات المؤتمر ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى «ضرورة العمل على إسقاط النظام السوري بكافة رموزه والدعوة إلى تسليح الجيش السوري الحر، وفضح الدول المتحالفة مع النظام»، كما أوصى البيان «بتبني عدد من المبادرات العملية لنصرة الثورة السورية التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر وبث روح النصرة وإصدار فتاوى داعمة للثورة». وأكد البيان «على ضرورة التعريف بالدور الإيراني المساند لنظام الرئيس بشار الأسد وبيان تأثير المشروع الإيراني على المنطقة مع الصدع بكلمة الحق وكشف مخططات الأعداء وتحذير أبناء الأمة من الارتماء في أحضانهم». كما طالب المؤتمر «بتوجيه المسلمين لإغاثة أهل الشام والحض على الجهاد المالي باعتباره مقدمة للجهاد بالنفس والتوصية بتشكيل لجنة إغاثية عليا للتنسيق بين المؤسسات الداعمة كمحاولة لتضافر الجهود ومنع تشتتها». وشدد البيان على «ضرورة العناية بالجهاد الإعلامي باعتباره من أعظم أنواع الجهاد في هذا العصر مطالباً العلماء بضرورة دعم هذا التوجه وتبني مشاريع إعلامية تصب في صالح القضية السورية والقيام بدور بارز في دعم مثل هذه المشاريع». كما طرح المؤتمر عدداً من المبادرات أبرزها إنشاء مجلس خاص بفتاوى الثورة لسد الثغرة في المعلومات الشرعية حول مستجدات الثورة وذلك في محاولة لضمان عدم خروج الثورة عن توجهها الأصلي وتوجيه الشباب إلى الاعتدال والتوازن ودعم الحراك الشعبي وتقوية عزيمة الشعب ورفع روحه المعنوية». وأوصى البيان الختامي للمؤتمر «بضرورة تأسيس رابطة للخطباء السوريين تعمل بالتنسيق مع هيئة الشام الإسلامية لتفعيل دور الخطباء السوريين ودعمهم في المجال العلمي، ومساعدة الخطباء في القضايا ذات العلاقة بالثورة»، كما «تم تكليف لجنة مشتركة من هيئة الشام الإسلامية بعمل مسح ميداني بين اللاجئين وبحث إمكانية تنفيذ المشروع على أرض الواقع». وأكد المؤتمر على «ضرورة إنشاء مؤسسات مجتمع مدني تقوم بدور داعم للثورة والنهوض بسوريا مع تأسيس عمل جبهوي إسلامي لحشد التأييد الشعبي وطمأنة للقوى الإقليمية والعالمية بتوازن مطالب الثورة واعتدالها». وقرر المؤتمر «تشكيل وفد شعبي يقوم بزيارة الدول التي تدعم الثورة لكسب مزيد من التأييد، وكذلك زيارة الدول التي تتردد في دعم الثورة لحثها على القيام بدورها في مؤازرة الشعب السوري في محنته». وأوصى المؤتمر «بضرورة إنشاء مؤسسات متخصصة لمتابعة وتوثيق جرائم النظام وإصدار أفلام وثائقية ومواد إعلامية للتعريف بمحنة الشعب السوري وكذلك تأسيس جمعيات أهلية في بلاد المهجر تقوم بعمل توعية بطبيعة القضية». ودعا المؤتمر بضرورة «تأسيس مركز إعلامي ولجان تنسيق إعلامية لتوحيد الجهود المبذولة على هذا المسار وعمل مراكز للتطوير والتدريب الإعلامي. كما شدد «على ضرورة إقامة مؤسسة تهتم بالعلاقات من خلال استقطاب الإعلاميين والتواصل مع الجهات الإعلامية العالمية بشكل يتناسب مع الواقع». كما قرر المؤتمر «تشكيل فريق عمل إعلامي يساند الثورة بكافة صور المؤازرة الإعلامية سواء كانت المرئية أو المسموعة أو المقروءة ومساندة ودعم مواقع الثوار وتطوير المنابر الإعلامية القائمة وتأسيس منابر جديدة». وعلى مستوى النصرة في المجال الإغاثي والطبي، قرر المؤتمر «تأسيس مشروع المهاجرين والأنصار لتوصيل الإغاثة إلى مستحقيها وتشجيع اللاجئين على فتح حسابات بأسمائهم مباشرة، إضافة إلى إنشاء صندوق لدعم أسرة الشهيد وتخصيص صندوق لكفالة أسر الشهداء وهو مقدمة لصناديق أخرى يتم تخصيصها للجرحى وغيرهم، وتشكيل لجنة رعاية طبية للتنسيق بين الحالات الموجودة في الداخل والخارج وبين المتبرعين تبدأ بإنشاء مستشفى ميداني متنقل على الحدود السورية الأردنية.
International
«نصرة سوريا» يدعو لتسليح «الجيش الحر» وإغاثة الثوار مادياً ومعنوياً
15 أبريل 2012