أحمد عطا

لقى أسطورة كرة السلة الأمريكية كوبي براينت مصرعه هو وابنته إثر تحطم طائرتهما الهليكوبتر في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في فاجعة صدمت العالم.

عالم الرياضة مليء بحوادث الطائرات وتحديدًا في كرة القدم التي شهدت الكثير من المآسي المتعلقة بالأندية واللاعبين غيرت من تاريخ تلك الأندية دعونا نستعرض بعضها.

كارثة السوبرجا 1949

هيمن نادي تورينو الإيطالي على مقدرات الكرة الإيطالية في عقد الأربعينات من القرن الماضي بعدما توج بطلاً للدوري الإيطالي في خمسة مناسبات.

18 لاعباً من خيرة شباب الكرة الإيطالية بالإضافة إلى 5 من مسؤولي ومدربي النادي وذلك من ضمن 31 شخصاً في المجموع كانوا على متن تلك الطائرة ولقوا جميعهم مصرعهم بعد سقوط طائرتهم بالقرب من مدينة تورينو يوم 4 مايو 1949.

تشكيلة النادي الإيطالي كانت هي العمود الفقري للمنتخب الإيطالي في ذلك الوقت وهو ما جعل الإيطاليون يعانون في تلك الفترة على المستوى الكروي حتى تمكنوا من تجهيز جيل جديد للعودة للساحة العالمية كإحدى القوى الكروية التقليدية.

من يدري، فلربما لو استمر تورينو مهيمناً لفترة أطول في إيطاليا لصنع تاريخاً أكبر وتمكن من البناء عليه ليصبح أحد أكبر أندية إيطاليا حتى وقتنا هذا، لكن كانت الأقدار ترسم مستقبلاً مختلفاً للنادي الثاني حالياً في مدينة تورينو بعد يوفنتوس.

ميونخ شاهدة على كارثة إنجليزية 1958

يوم 6 فبراير 1958 كان كثيف الجليد في مدينة ميونخ الألمانية ومطارها الذي كان شاهداً على ثالث محاولة لإقلاع طائرة الخطوط الجوية البريطانية الأوروبية والتي تقل فريق مانشستر يونايتد لكن تلك المحاولة آلت إلى تحطم الطائرة.

8 لاعبين من الفريق الأول بالنادي بالإضافة إلى 3 من الجهاز الفني لقوا مصرعهم وذلك من ضمن 23 ضحية في المجموع من هذه الحادثة.

لاعبون آخرون نجوا من الحادث لكن اثنان منهما كانت إصاباتهما قد قضت على مستقبلهما الكروي ليفقد نادي الشمال الإنجليزي جيلاً ذهبياً للفريق، إلا أنه عاد بعد 10 سنوات بجيل جديد تمكن من التتويج بدوري أبطال أوروبا.

أفريقيا تبكي من أجل زامبيا 1993

في الـ27 من أبريل من عام 1993 كان منتخب زامبيا يتعرض لأكبر كارثة في تاريخ الكرة الأفريقية بعدما سقطت طائرة الفريق ليلقى كل اللاعبين الـ22 مصرعهم من بين 30 شخصاً كانوا على متن الطائرة التي تحطمت بالقرب من سواحل الجابون المطلة على المحيط الأطلنطي.

لاعب واحد فقط نجا من تلك الكارثة لأنه ببساطة لم يصعد على متن الطائرة وهو النجم الكبير كالوشا بواليا الذي كان يفترض أن يلاقي زملاءه بعد ذلك نظراً لتوجده في أوروبا مع ناديه.

من رحم المعاناة جاء الإنجاز بعدما قاد بواليا المنتخب المعروف باسم "الرصاصات النحاسية" رفقة جيل جديد من لاعبين شباب إلى الوصول للمباراة النهائية في أمم أفريقيا في العام التالي في أكبر إنجاز في تاريخ الكرة الزامبية في القرن العشرين.

شابيكوينسي .. الحلم الدامي

لم يكن نادي شابيكوينسي البرازيلي بالنادي الكبير أبداً في بلده، فقد تأسس في توقيت حديث نسبياً ولم يمتلك ذات الصيت أو البطولات التي تتمتع بها أندية ساو باولو أو بالميراس أو سانتوس أو فلامينجو أو غيرها من الأندية البرازيلية الكبيرة.

لكنهم كانوا على موعد مع حلم جميل في عام 2016 بعدما وصلوا إلى نهائي كوبا سوداميريكانا "المرادف للدوري الأوروبي في أمريكا الجنوبية" ليضربوا موعداً مع نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي.

لكن هذا الموعد لم يحدث أبداً، فقد سقطت طائرة النادي الأخضر في كولومبيا وهي متوجهة للعب ذهاب نهائي البطولة في فاجعة يتذكرها كثيرون.

71 شخصاً قتلوا في هذا الحادث منهم 42 من النادي منهم 19 لاعباً، 14 شخصاً في الجهاز الفني و9 من مجلس إدارة النادي بالإضافة إلى 4 مراسلين لشبكة فوكس سبورت البرازيل بينما نجا 3 لاعبين بإصابات متفاوتة.

كان قرار الجميع بعدم إقامة المباراة النهائية ليقام بدلاً منه حفل تأبين شهد قرار نادي أتلتيكو ناسيونال بمنح النادي البرازيلي كأس البطولة في لفتة تاريخية.

المحزن في الأمر أن شابيكوينسي لم يتعافَ من الأمر حتى الآن رغم لعبه في العام التالي في كوبا ليبرتادوريس "المرادف لدوري الأبطال في أمريكا الجنوبية" لأن تشكيلته لم تعد قوية بالقدر الكافي ليصطدم العالم بخبر هبوط النادي للدرجة الثانية في الموسم المنتهي منذ فترة ليست بالبعيدة.

سالا الذي لم يصل لكارديف أبداً 2019

كانت مسيرة الأرجنتيني إيميليانو سالا مع نانت الفرنسي واعدة بالقدر الكافي الذي أقنع نادي كارديف الويلزي بالتحمس لضمه في سوق الانتقالات الشتوية 2019 لإنقاذه من الهبوط من البريميرليج.

لكنها كانت الصفقة التي كانت تحمل نهاية حياة المهاجم بعدما لقى مصرعه إثر سقوط طائرته في القنال الإنجليزي الفاصل بين الجزر البريطانية والقارة الأوروبية.

إذ أنه بعد اتفاق الناديين على تفاصيل الصفقة، طار سالا من فرنسا متجهاً إلى العاصمة الويلزية لكن طائرته لم تصل أبداً، وبعد بحث لعدة أيام تم العثور على أجزاء من الطائرة ثم على جثة اللاعب بالإضافة لجثة الطيار ليكتشف الجميع الكارثة وهي أن سالا استقل طائرة صغيرة من محرك واحد.

قبل عدة أيام كانت الذكرى الأولى لوفاة مهاجم نانت والتي نتمنى أن تكون آخر الكوارث الطائرة في عالم كرة القدم وفي عالمنا بشكل عام.