ياسمين العقيدات
يجلس المكفوف علي عبدالرضى جاسم أمام مركز الأنوار التجاري في مدينة عيسى ليعزف الناي منذ 2006. ويتخذ من العزف مهنة تدر عليه دنانير قليلة تكفيه مذلة السؤال.
يقول علي لـ"الوطن" إنه تعلم العزف في 2001 عبر ناي لعبة للأطفال ثم أهداه أصدقاؤه ناياً حقيقياً ليستطيع عزف أي مقطوعة. ويضيف "أنا علمت ودربت نفسي ووالدي شجعني، ثم أصبح العزف هنا مصدر رزقي خاصةً أن صاحب المجمع يرحب بي دائماً".
ويكمل "خرجت من المدرسة في الصف الخامس لأساعد والدي خاصةً أني أكبر إخواني والآن أنا مصدر الدخل الوحيد لعائلتي. أحصل يومياً على 20 دينار تنقسم إلى نصفين أحدهما لوالدتي لتشتري حاجات المنزل والآخر لي".
وعن المواقف التي حصلت معه، يقول علي إن الشرطة أخذته يوماً إلى مركز الشرطة بسبب تقديم بلاغ من شخص مجهول لكن صاحب المجمع ذهب لإخراجه فهو يعلم أن هذا المكان مصدر رزق لعائلة كاملة.
أحلام علي بسيطة لكنه يراها صعبة، فهو يحلم أن يتزوج كباقي الناس وأن يسافر إلى تركيا لتجربة العزف على الناي أما حلمه الكبير فأن يصبح مذيعاً.
خلال الحديث، كان علي يحمل هاتفاً غريب الشكل لم يتركه من يده. وكان يريد أن يخبر جميع الناس بفرحته بامتلاك هاتف جديد لذوي الاحتياجات الخاصة مؤكداً أنه من اشترى الهاتف ولم يقدمه له أحد كهدية.
وبينما كان علي يتحدث عن أحلامه ويشرب العصير حدث موقف لم يشعر به إذ قدم شاب وسكب عصير علي الذي كان يشرب منه، فيما كان علي مصراً على أنه لم يتعرض للأذية يوماً من زوار المركز.