بروين شعبان

عرفتك منذ الثمانينيات عندما كنا نسكن في ذلك الحي المتواضع في مدينة عيسى، كنت الشاب الخلوق المشاغب الذي يترك بصمته أينما يحل. صاحب القلب الكبير الذي يسامح ويغفر للجميع.

كانت الابتسامة لا تفارق ثغرك وتجعل من يقف أمامك يشعر بالراحة وكأنه يعرفك من زمن طويل. نعم لقد أزحت الكثير من الأحزان التي كانت تسكن قلوبا واستبدلتها بالفرح، ورسمت الضحك والابتسام على وجوه كادت تختنق من قسوة الحياة وكل هذا دون مقابل.

كان آخر لقاء جمعني بك قبل شهر عندما كنا في زيارة لأختنا الحبيبة هيفاء حسين حيث كنت بكامل صحتك، وابتسامتك الجميلة التي كانت لا تفارقك، كم تبادلنا الأحاديث والتعليقات والقهقهات التي جعلت الساعات تمضي دون أن ندركها، واستعدنا فيها الكثير من ذكريات الماضي، وكم من مرة تحدثت فيها عن والدتي طيب الله ثراها ومدى حبك واحترامك لها، وكم من مرة طلبت من الله أن يمد في عمر والدي، لكن لم ندرك أن الموت كان قريبا منك.

أخي الغالي أبوخالد. رحيلك اليوم، ترك غصة في قلبي وقلوب محبيك، الصغير قبل الكبير. من الصعب علينا توديعك وأنت في نعشك متجها لمثواك الأخير. لكن هذه حكمة الله في خلقه ولا اعتراض على حكمه وكل نفس ذائقة الموت.

رحمك الله يا من كنت خير أخ وصديق. أسأل الله تعالى أن يغفر لك ويسكنك فسيح جناته ويلهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا اليه راجعون.