يوسف ألبي

اليوم سيكون حديثنا نحو ملعب يعرفه الجميع بما يكفي بسبب قيمة وعراقة هذه المنشأة، وهو ملعب الــ"كامب نو" العملاق، الذي يقع على شارع أريستيدس مايول في منطقة "ليس كورتس" بمدينة برشلونة الواقع في إقليم كتالونيا الشهير، حيث صمم هذا الملعب على أيديالمهندسين رانسيس فميتجانس وجوزيف سوتيرنس ولورنزو غارسيا، فقد أفتتح الملعب في عام 1957 بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل والشاق وكانت أول مباراة أقيمت عليه بين نادي برشلونة ومنتخب يضم لاعبي مدينة وارسو البولندية بعدد جمهور يفوق سعة الملعب آنذاك، وهذا دليل على شغف الجماهير الكتالونية والإسبانية للعبة الأشهر في العالم.

ومنذ افتتاح الملعب عام 1957 أي قبل ثلاثة وستين عاماً حدثت هناك عدة تجديدات على الملعب مثل زيادة الطاقة الاستيعابية للملعب، وبناء مقصورات لكبار الشخصيات، فضلاً لتطوير عملية الإضاءة ووضع لوحة إلكترونية وبناء غرفة معدة بأحدث التقنيات للصحافة والإعلام وغيرها من الأعمال التطويرية.

ويعد ملعب "الكامب نو" وتعني هذه الكلمة باللغة الإسبانية "الملعب الجديد" الأكبر في إسبانيا وفي القارة العجوز أيضاً، بالإضافة إلى أنه ثالث أكبر ملعب كرة قدم في العالم، وهو لاشك واجهة سياحية كبيرة لإسبانيا، حيث تحتضن الملايين من السياح سنوياً، نظراً لقيمة هذا الملعب الذي تفتخر به إسبانيا بشكل عام وكتالونيا على وجه الخصوص.

ويمتاز الملعب بجودة عالية ومرافق فخمة ناهيك لوجود متحف متكامل من جميع النواحي، كما تم منح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ملعب "كامب نو" تصنيف ملعب خمس نجوم في موسم 1999/1998، بسبب خدمات ومرافق وجاهزية الملعب المميزة والاستثنائية.

وعلى مستوى استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة كان الملعب على موعد مع الكثير من الاستضافات العالقة في أذهان جميع الرياضيين حتى يومنا هذا، وأهمها استضافة مباراة الافتتاح في كأس العالم 1982 وغيرها من المواجهات في تلك البطولة التي توجت إيطاليا بلقبها، بالإضافة لاستضافة بعض المباريات من بطولة أمم أوروبا عام 1964 والتي حققت إسبانيا لقبها للمرة الأولى في تاريخها، ولا يمكن أن ننسى استضافة الملعب افتتاح وختام دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992، حيث نال الماتدور لقب الأولمبياد آنذاك للمرة الأولى والأخيرة، وسط فرحة عارمة وأجواء أحتفالية لن تنسى من ذاكرة الجمهور الإسباني، وعلى مستوى الأندية نال ملعب الكامب نو شرف استضافة نهائي أبطال أوروبا مرتين وأهمها نهائي 1999 الشهير بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ، حينها قلب الشياطين الحمر تأخره بهدف إلى فوز دراماتيكي مثير بهدفين مقابل هدف، كما استضاف الملعب عدة نهائيات في البطولات التابعة للاتحاد الأوروبي.

ملعب الكامب نو لم يكن فقط لاستضافة مباريات كرة القدم أو الأحداث الرياضية بل أقيم على الملعب العديد من الحفلات والسهرات الموسيقية لمغنيين عالميين، وفي مقدمتهم الأمريكي الشهير والراحل مايكل جاكسون والإسبانيين خوليو اجليسياس وبروس سبرينغستينو خوسيه كاريراس وغيرهم من المغنيين الذين استمتعوا بإحياء حفلاتهم في هذا الصرح الكبير وأمام ما يقارب مائة ألف متفرج، كما استضاف الملعب العديد من الندوات وحفلات الزفاف وأشهرها بين شاب وفتاة من اليابان بسبب عشقهما الكبير لنادي برشلونة، حيث تم تقدير ذلك من الإدارة وقيام حفلة الزفاف على أرضية الملعب، في الختام فأن أبرز مقولة ممكن قولها إن الكامب نو أكثر من مجرد ملعب.