أبدت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي استيائها الشديد من تكرار نشر مجلة شارلي ابدو الفرنسية رسومات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلموأدانت في بيان، نشرته اليوم الاثنين، وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) "بلا مواربة هذا العمل باعتباره تعبيرا واضحا عن الكراهية والتعصب والازدراء والإساءة إلى مشاعر أكثر من 1.6 مليار مسلم حول العالم".وقالت الهيئة إنها أدانت مع العالم الإسلامي بأسره "الهجوم على مكتب مجلة شارلي إبدو من قبل مواطنين فرنسيين خاطئين" مستشهدة بتأكيد المجتمع الدولي بأنه "لا علاقة لهذه الاعتداءات بالإسلام أو بغيره من الأديان". وأضافت الهيئة "للأسف الشديد، أن أول طبعة صدرت لمجلة شارلي إبدو بعد الهجوم نشرت عمدا رسوما كاريكاتورية أكثر ازدراءً واستفزازاً لمشاعر جميع المسلمين، بما يعد خيانة للشعور السائد بالاشمئزاز من الهجوم والتعاطف مع عائلات من قضوا فيه".وأوضحت الهيئة أن "القولبة النمطية الواضحة والسخرية من الرمز الأكثر إجلالا لدى أتباع دين حنيف ليست سوى شكل متطرف من أشكال التمييز العنصري".وبينت إلى أن هذا الفعل قد فاقم الجدل القائم حول حدود حرية التعبير عن طريق تحويل ما يسمى "بالحق في الإساءة" إلى "واجب الإساءة". وأشارت إلى انتقائية المجلة في تعاملها مع القيم والأديان المختلفة مستشهده بما حدث في عام 2008 عندما "أقالت رسام الكاريكاتير الشهير موريس سينيه لتصريحات قيل إنها معادية للسامية، بل وطُلب منه الاعتذار".وحثت الهيئة "المسلمين في جميع أنحاء العالم على الاستمرار في ممارسة ضبط النفس في ردود أفعالهم تجاه هذا الفعل الخبيث الذي ينم عن الاستفزاز والكراهية على أساس افتراض غير سليم للحق في إهانة دين الآخرين وقيمهم وثقافتهم وتشويهها باسم حرية التعبير".وشددت "على أنه في هذا الوقت العصيب، الذي يحتاج العالم فيه لمزيد من التسامح واحترام التنوع الثقافي والديني وتعزيز الحوار على جميع المستويات، لن تؤدي هذه الأفعال إلا إلى إطلاق يد المتطرفين من كلا الجانبين، وتوسيع الفجوة الثقافية وتزايد بغض الأجانب والتعصب والكراهية في أوروبا بشكل خاص والعالم بشكل عام".وقالت إنها "تأمل أن ينهض المجتمع الدولي ليجاهر بالحديث عن سوءات هذا الفعل غير المسؤول، تماشيا مع مضامين قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18".وأكدت الهيئة دعمها "تماما حرية التعبير والحاجة لمناقشة جميع الأفكار والقضايا بطريقة منفتحة ومطلعة وصريحة بما في ذلك انتقاد المقدسات، مع العلم بأن الشتم والصور النمطية السلبية ما أتت يوما بنتائج إيجابية، بل على العكس من ذلك، بقى أثرها السلبي على المجتمعات المحلية المستهدفة معروف للعالم بشكل عام وأوروبا بشكل خاص".وبخصوص ازدياد وتيرة حوادث التمييز والعنف لدوافع دينية أو عقائدية في بقاع متفرقة من أنحاء العالم، أكدت الهيئة الحاجة الماسة إلى تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18 بكيفية كاملة وفعالة، فهو يوفر إطارا شاملا لمكافحة التعصب الديني .كما حثت "المجتمع الدولي على مواصلة التمسك بالمثل الحميدة للحوار والاحترام المتبادل والتسامح والمساواة في حماية حرية الدين وحرية التعبير وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان".