دارت مواجهات عنيفة الاثنين في صنعاء قرب القصر الرئاسي حيث تحاول ميليشيا انصار الله الشيعية تشديد قبضتها على العاصمة اليمنية والحصول على تعديلات على مشروع الدستور.فبعد ساعات من التوتر والمعارك اعلن وقف لاطلاق النار مساء. واكد شهود عيان وقف المعارك.واعلن وقف اطلاق النار بعد ان دعت الجامعة العربية "كافة القوى السياسية في اليمن" الى الوقف الفوري والشامل للعنف، كما دعت "الى احترام السلطة الشرعية للبلاد ومساعدة الرئيس عبد ربه منصور هادي في جهوديه الرامية الى رأب الصدع".كما دعت السفارتان الاميركية والبريطانية في صنعاء الى وقف لاطلاق النار.واوقعت المعارك قتيلين على الاقل و14 جريحا في المدينة التي سمع فيها اطلاق نار وانفجارات وفقا لحصيلة من مصدر طبي.وقد اعلن المسلحون الحوثيون الشيعة السيطرة على تلة مطلة على القصر الرئاسي في صنعاء فيما تعرض موكب رئيس الوزراء اليمني لاطلاق نار.وقال علي البخيتي المسؤول في ميليشيا انصار الله الشيعية على صفحته على فيسبوك "في هذا الوقت، نحن نسيطر على جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي ونسمح لحرس الرئاسة بمغادرة مواقعهم مع سلاح شخصي".واعلنت وزيرة الاعلام ناديا السقاف ان موكب رئيس الوزراء خالد بحاح تعرض لاطلاق نار من ميليشيا انصار الله الشيعية بعد مشاركته في اجتماع مع الرئيس عبد ربه منصور هادي حول وسائل التوصل الى وقف لاطلاق النار.واوضحت السقاف من جهة اخرى، ان التلفزيون الرسمي ووكالة الانباء اليمنية (سبأ) خرجا عن سيطرة سلطة الدولة. واضافت ان عناصر الميليشيات الشيعية الذين يطلق عليهم ايضا اسم الحوثيين، "يرفضون نشر اي اعلان للحكومة".وبذلك تسعى ميليشيا انصار الله على ما يبدو الى تعزيز سلطتها في صنعاء التي دخلتها في 21 ايلول/سبتمبر وهي تسيطر حتى الان على القطاعات الرئيسية والمباني الرسمية. وتصاعد التوتر فجأة في صنعاء بعدما خطف عناصر الميليشيات الشيعية احمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني، وأحد مهندسي مشروع الدستور الجديد.وكان بن مبارك الذي اشرف على صياغة هذا المشروع للقانون الجديد، قاد عملية الحوار الوطني التي بدأت بعد استقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في شباط/فبرايبر 2012 بعد عام على الانتفاضة.ويعارض عناصر الميليشيات الشيعية الذين تتنامى قوتهم باستمرار منذ دخولهم العاصمة، هذا المشروع الذي ينص على قيام يمن اتحادي يتألف من ست محافظات.ويحرمهم تقسيم البلاد في الواقع من منفذ على البحر، وهذا ابرز ما يسعون اليه منذ غادروا معقلهم الجبلي في صعدة في الشمال للسيطرة على اجزاء واسعة من الاراضي اليمنية.وفر سكان الاحياء القريبة من القصر الرئاسي الواقع جنوب صنعاء بأعداد كبيرة، لدى اندلاع المواجهات.وبدت صنعاء مدينة مفقرة الاثنين. ومنع الانتشار الكثيف لعناصر الميليشيات في المحاور الاساسية الموظفين والتلامذة من التوجه الى مكاتبهم او مدارسهم، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.ودعت وزيرة الاعلام سكان صنعاء الى "ملازمة منازلهم" بسبب "الوضع المتوتر".وسبق المواجهات وصول تعزيزات الى عناصر الميليشيات الى قطاع القصر الرئاسي. وكان الرئيس اليمني ترأس خلال الليل اجتماعا استثنائيا لمجلس الدفاع الوطني شدد خلاله على "مسؤولية الجيش وقوات الامن في بسط الامن".واتهم احد قادة انصار الله الحرس الجمهوري بأنه "بدأ المناوشات". لكن مسؤولين في الاجهزة الامنية اكدوا العكس، مشيرين الى ان المعارك اندلعت عندما اقام عناصر الميليشيات نقاط تفتيش قرب القصر الرئاسي.ويسود التوتر العاصمة منذ السبت لدى خطف بن مبارك الذي اعلن عناصر الميليشيات الشيعية مسؤوليتهم عنه.وقد اوقفت محافظة شبوة الجنوبية التي يتحدر منها بن مبارك انتاجها النفطي الاثنين، كما ذكر مسؤول حكومي. وقال المحافظ احمد علي بلحاج ان هذا القرار يهدف الى التعبير عن التضامن مع بن مبارك الذي يتحدر من شبوة.ويمثل هذا المسؤول الجنوب في الحوار الوطني الرامي الى اعداد مشروع دستور جديد.وتوقفت عمليات انتاج الغاز في بلحاف الواقعة في محافظة شبوة. وتنتج الحقول النفطية الثلاثة حوالى 50 الف برميل يوميا.وفي محافظة حضرموت المجاورة، اوقف موظفو حقل المسيلة النفطي الانتاج ايضا تضامنا مع بن مبارك، كما ذكر مسؤول في القطاع النفطي.وتؤدي هذه التطورات الى تعقيد مهمة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يواجه حتى الان صعوبة في ارساء سلطته منذ دخل عناصر ميليشيا انصار الله الشيعية صنعاء.