عكفنا ليومين فائتين على الحديث عن إثم فهم النصوص، ولن نستغرق في ذلك كثيراً من الوقت، ولكن من ذلك قد تتولد لدينا مسألة أخرى. في حديثنا عن فهم النصوص المغلوط، قارنا أنفسنا ومستويات فهمنا للنصوص في مراحل زمنية مختلفة، أو بالأحرى مراحل وعي مختلفة من حياتنا، ووقفنا كيف أن النص المحدد في كتاب رافقنا منذ سنوات قد تبدل معناه عندما أعدنا قراءته رغم أن النص والكتاب كما هما عليه منذ سنوات «على حطة يدك»، وهو ما يعني تغيرك أنت في التعاطي مع النص. في هذا السياق يشير البعض إلى تعلقك ببعض الكتاب والشعراء في مرحلة معينة من حياتك، ثم بعد فترة يفقد ذلك الكاتب أو الشاعر صلاحيته عندك، وتقف متسائلاً كيف جعلت هذا الشخص أو هذا المستوى من الفكر في قائمة تفضيلاتي في سنوات مضت؟ فتستخف بنفسك وذائقتك التي كنت عليها. لكن لنكن صريحين مع أنفسنا، أسئلة كهذه لا نوجهها في كثير من الأحيان إلى قوائم تفضيلاتنا من الكتاب والشعراء وحسب، بل حتى في اختيارات تمس حياتنا الخاصة، كاختيار الزوج/الزوجة، اختيار الأصدقاء، والأسوأ من ذلك أننا مجبرون على أهل ليس لدينا فرصة اختيارهم ولا تبديلهم حتى.
بحكم عملي واختلاطي مع كثيرين من جنسيات متعددة وبيئات اجتماعية مختلفة، صادفت كثيراً من الرجال على مستوى من الوعي وفي مستوى رفيع من الدرجات العلمية والوظيفية يشتكون أن زوجاتهم لم يعدن يفهمنهم كفاية، وأن أولئك الزوجات قد تغيرن فجأة وبدأن الاهتمام بالبيت والأولاد أكثر من اهتمامهن بهم. وفي حالات قليلة جداً أجد زوجات يشكين المشكلة نفسها بتغير الزوج بعد سنوات، وانشغاله مع رفاقه أو افتعاله للمشاكل بسبب ما توصلت إليه المرأة من مستوى أكاديمي ووظيفي رفيع، بينما كان هو المشجع والداعم الأول لها في رحلتها تلك..!! النموذج المفاجئ أكثر.. أن يصل أحدهم لمستوى معين فيتخلى عن رفاقه بدعوى أنهم تافهين وسطحيين أو يختار سكناً منفصلاً عن أهله -إن كان أعزباً- أو حياة منفصلة وإن شاركهم السكن، متعذراً بأن الأهل لا يفهمونه ولا يقدرونه. هل تبدو تلك القصص مألوفة بالنسبة لك؟ على الأرجح نعم، فأكاد أرى نموذجاً أو أكثر من هؤلاء في كل بيت تقريباً لاسيما في زمن الطفرة التعليمية والهبة نحو الدراسات العليا. ما يدعو فعلياً للبحث عن الأسباب.
* اختلاج النبض:
كثير من المشكلات الأسرية في بيوت المثقفين وحملة الشهادات العليا، منشؤها أنه لم يعد هناك لغة تفاهم، أو لغة مشتركة بين المثقف/المتعلم وبين الآخرين من حوله، وكذلك علاقات الرفاق والمجتمع ككل، لا تخلو علاقات الزمالة في العمل من تلك المشكلات عندما يكون هناك اختلاف في المستوى الثقافي. هل منشأ ذلك غطرسة التحول أم المجتمع الذي لا يشجع التطور ويمحق الارتقاء أم ماذا؟ هذا ما سنجيب عنه غداً إن شاء الله.
بحكم عملي واختلاطي مع كثيرين من جنسيات متعددة وبيئات اجتماعية مختلفة، صادفت كثيراً من الرجال على مستوى من الوعي وفي مستوى رفيع من الدرجات العلمية والوظيفية يشتكون أن زوجاتهم لم يعدن يفهمنهم كفاية، وأن أولئك الزوجات قد تغيرن فجأة وبدأن الاهتمام بالبيت والأولاد أكثر من اهتمامهن بهم. وفي حالات قليلة جداً أجد زوجات يشكين المشكلة نفسها بتغير الزوج بعد سنوات، وانشغاله مع رفاقه أو افتعاله للمشاكل بسبب ما توصلت إليه المرأة من مستوى أكاديمي ووظيفي رفيع، بينما كان هو المشجع والداعم الأول لها في رحلتها تلك..!! النموذج المفاجئ أكثر.. أن يصل أحدهم لمستوى معين فيتخلى عن رفاقه بدعوى أنهم تافهين وسطحيين أو يختار سكناً منفصلاً عن أهله -إن كان أعزباً- أو حياة منفصلة وإن شاركهم السكن، متعذراً بأن الأهل لا يفهمونه ولا يقدرونه. هل تبدو تلك القصص مألوفة بالنسبة لك؟ على الأرجح نعم، فأكاد أرى نموذجاً أو أكثر من هؤلاء في كل بيت تقريباً لاسيما في زمن الطفرة التعليمية والهبة نحو الدراسات العليا. ما يدعو فعلياً للبحث عن الأسباب.
* اختلاج النبض:
كثير من المشكلات الأسرية في بيوت المثقفين وحملة الشهادات العليا، منشؤها أنه لم يعد هناك لغة تفاهم، أو لغة مشتركة بين المثقف/المتعلم وبين الآخرين من حوله، وكذلك علاقات الرفاق والمجتمع ككل، لا تخلو علاقات الزمالة في العمل من تلك المشكلات عندما يكون هناك اختلاف في المستوى الثقافي. هل منشأ ذلك غطرسة التحول أم المجتمع الذي لا يشجع التطور ويمحق الارتقاء أم ماذا؟ هذا ما سنجيب عنه غداً إن شاء الله.