للانطلاق إلى الفكرة الرئيسة حول التغير من تأصيل جذورها، أختصر لك عزيزي القارئ ما عالجته في المقالين السابقين المعنونين بـ«غطرسة التحول» و«هل يجعلنا الوعي أنذالاً؟»، وكيف أن المشكلات الأسرية والاجتماعية المتولدة عن التحول في مستويات الوعي لدى البعض أو التطور السريع قياساً ببقية المحيطين به، ألقت بظلالها على مساحة التفاهم بين هذه الأطراف بالتلاشي أو انعدام تلك المساحة أحياناً، ما يجعل المضي قدماً في بعض العلاقات صعباً جداً، بل وربما مدعاة لعرقلة التطور القادم بطريقة ما.
«فلان تغير» عبارة لطالما نتبادلها بيننا لنعيب أحدهم، ولنخبر أنه لم يعد ذاك الذي نريد أو نحب أن يكون أو كما عرفناه من قبل، والحقيقة أن فلان وغيره غير مصممين على أذواقنا أو ليتماشوا مع أهوائنا وإن اتفقوا معنا في مرحلة ما، ولكن لا شيء من هذا كله يظل خالداً، كما أننا في ظاهرنا غير خالدين.
نتعامل مع مفهوم التغير، كما لو أن ذلك لم يجب أن يكون، ولكنه الأصل، فمن لا يتغير ميت، وخارج نطاق التغطية. نحن نتغير باستمرار شئنا أم أبينا، جسدياً وذهنياً وروحياً، قد تتفاوت سرعة التغير واتجاهه وجودته، ونختلف إذا ما كنا قد تغيرنا على نحو مقصود أو غير مقصود، ولكننا في حقيقة الأمر نتغير.
في اللحظة التي نرى فيها أحدهم قد تغير علينا، من المحتمل جداً أن نكون نحن من تغير بمراحل مختلفة فبدأنا لا نستسيغ الآخر من منظور نسختنا الجديدة وبدأنا نتطلع لسلوك معين منه مغاير بطريقة أو بأخرى لما كان عليه في السابق، فنرى لسان حالنا ينشد قائلاً «فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان.. لكن شيئاً قد تكسر بيننا.. لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان» وفي ذلك نوع من اللوم الضمني للآخر..!!
هل التغير عيب؟!! في الحقيقة هو ليس كذلك، بل إنه مطلب هام لتطور الحياة وارتقائها، ولو لاحظنا قليلاً لوجدنا أننا لنتطور في العمل نهتم بدروس مثل التنمية البشرية أو بالتخصص في مجال ما لتغير من سلوكنا المهني أو الاجتماعي أو لمستوى فهمنا وعلمنا في مجال محدد، وهذا تغير بلا شك. ولو تأملنا في نصوصنا الدينية، لوجدنا في القرآن الكريم دعوة واضحة وصريحة للتغير.. وربما التغير باستمرار «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
إن التغير هو تمثيل لوعينا وتطورنا، ولذلك من الطبيعي أن تتغير أفكارنا وآراؤنا ومبادئنا ومواقفنا، وكذلك ترجمتنا للأمور وتفاعلنا العملي معها. بتطور التعليم، بتراكم الخبرات، بمرور الناس والمواقف، بتفعيل الذاكرة، بالتأمل والتفكير والاكتشاف.
* اختلاج النبض:
رغم كل الدواعي المنطقية للتغير إلاَّ أننا نقاومه من حولنا، حتى في التحولات الاجتماعية نتمسك بما نسميه الثوابت، ونقدس المسلمات، تلك الأمور التي لطالما كانت معضلة التطور..!! وهناك المعتقدات، الكارثة التي حلت على عقولنا فحالت دون تطور الوعي، حتى أن كثيراً من الحجب التي نعاني منها في حياتنا منشؤه المعتقدات التي نحتاج أن نفك أغلالها لنحرر التفكير ونسمح له بالمضي قدماً في رحلة الوعي الخالص دون تلويث أو توجيه مغلوط للمسار والبناء الذهني التحليلي أو للمعرفة الحدسية على السواء.
«فلان تغير» عبارة لطالما نتبادلها بيننا لنعيب أحدهم، ولنخبر أنه لم يعد ذاك الذي نريد أو نحب أن يكون أو كما عرفناه من قبل، والحقيقة أن فلان وغيره غير مصممين على أذواقنا أو ليتماشوا مع أهوائنا وإن اتفقوا معنا في مرحلة ما، ولكن لا شيء من هذا كله يظل خالداً، كما أننا في ظاهرنا غير خالدين.
نتعامل مع مفهوم التغير، كما لو أن ذلك لم يجب أن يكون، ولكنه الأصل، فمن لا يتغير ميت، وخارج نطاق التغطية. نحن نتغير باستمرار شئنا أم أبينا، جسدياً وذهنياً وروحياً، قد تتفاوت سرعة التغير واتجاهه وجودته، ونختلف إذا ما كنا قد تغيرنا على نحو مقصود أو غير مقصود، ولكننا في حقيقة الأمر نتغير.
في اللحظة التي نرى فيها أحدهم قد تغير علينا، من المحتمل جداً أن نكون نحن من تغير بمراحل مختلفة فبدأنا لا نستسيغ الآخر من منظور نسختنا الجديدة وبدأنا نتطلع لسلوك معين منه مغاير بطريقة أو بأخرى لما كان عليه في السابق، فنرى لسان حالنا ينشد قائلاً «فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان.. لكن شيئاً قد تكسر بيننا.. لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان» وفي ذلك نوع من اللوم الضمني للآخر..!!
هل التغير عيب؟!! في الحقيقة هو ليس كذلك، بل إنه مطلب هام لتطور الحياة وارتقائها، ولو لاحظنا قليلاً لوجدنا أننا لنتطور في العمل نهتم بدروس مثل التنمية البشرية أو بالتخصص في مجال ما لتغير من سلوكنا المهني أو الاجتماعي أو لمستوى فهمنا وعلمنا في مجال محدد، وهذا تغير بلا شك. ولو تأملنا في نصوصنا الدينية، لوجدنا في القرآن الكريم دعوة واضحة وصريحة للتغير.. وربما التغير باستمرار «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
إن التغير هو تمثيل لوعينا وتطورنا، ولذلك من الطبيعي أن تتغير أفكارنا وآراؤنا ومبادئنا ومواقفنا، وكذلك ترجمتنا للأمور وتفاعلنا العملي معها. بتطور التعليم، بتراكم الخبرات، بمرور الناس والمواقف، بتفعيل الذاكرة، بالتأمل والتفكير والاكتشاف.
* اختلاج النبض:
رغم كل الدواعي المنطقية للتغير إلاَّ أننا نقاومه من حولنا، حتى في التحولات الاجتماعية نتمسك بما نسميه الثوابت، ونقدس المسلمات، تلك الأمور التي لطالما كانت معضلة التطور..!! وهناك المعتقدات، الكارثة التي حلت على عقولنا فحالت دون تطور الوعي، حتى أن كثيراً من الحجب التي نعاني منها في حياتنا منشؤه المعتقدات التي نحتاج أن نفك أغلالها لنحرر التفكير ونسمح له بالمضي قدماً في رحلة الوعي الخالص دون تلويث أو توجيه مغلوط للمسار والبناء الذهني التحليلي أو للمعرفة الحدسية على السواء.