ذكرنا في الأسبوع الفائت قصة صديقتين افترقتا بسبب صديقة سوء، شجعت إحداهما على استخراج هاتف محمول «بالخش» والتعرف على أحد الشباب، وتلك كانت غلطة عمرها التي جعلتها تخسر الجامعة لاحقاً، وتطرد من منزلها وتؤثر على حياتها الأسرية والزوجية بالكامل فقد كانت بمثابة كرة الثلج التي لا تزال آثارها مستمرة معها حتى ما بعد أصبحت أم لأطفال.
بعض الأخطاء البسيطة والصغيرة قد تكون فادحة وتكلفك الكثير، وغالباً مثل هذه الأخطاء تأتي من أباليس بشرية، ومن الممكن وصفهم بـ»مخاويين أبليس»، يزينون لك الأخطاء ويزيفون لك الواقع، بل ويشجعونك على التخلي عمن يحبونك بصدق ويخافون عليك، بالأخص عائلتك وصديقاتك المقربات ويوسوسون لك أنهم لا يحبونك ويحرمونك من متعة الحياة، ومن عيش عمرك، وهم في ذلك يعدون لك حفرة كبيرة كي تقعين فيها لوحدك مع الاهتمام لحظة وقوعك أن لا يكون هناك أحد حولك يساعدك، أو يستطيع أن يمد يده لك وينتشلك فهم يريدون إغراقك حتى النهاية بالضياع والتشتت وتدميرك «تود العاهرة لو كل الفتيات عاهرات!».
كثير من الفتيات اللواتي وقعن في فخ صديقات السوء أيام المدرسة، وغالباً هؤلاء الصديقات بالأصل بداخلهن حسد وغيرة من هؤلاء الفتيات المغرر بهن إما بسبب جمال ملفت، أو تفوق دراسي أو محبوبة في عائلتها وبين زميلاتها أو أي امتيازات أخرى هم لا يمتلكون مقوماتها. منذ عدة أيام وصلتنا قصة حقيقية حصلت في بلد خليجي عن طالبتين بالمدرسة، الأولى كانت من عائلة محافظة ووالداها يتابعون كل تفاصيلها أولاً بأول، والأخرى متحررة ومن أسرة الأم والأب فيها مطلقان، وهي تعيش كامل حريتها وتبين دائماً للفتاة الأولى أنها سعيدة ومرتاحة ولديها الكثير من العلاقات مع الشباب والمغامرات الجميلة في هذه الحياة، كونها تستطيع أن تخرج متى ما شاءت وترجع وقتما تريد دون محاسبة أو إلحاح متكرر بالسؤال، كما يفعل والدا صديقتها فكانت الأولى دائماً ما تتابعها بحسرة وألم وتتمنى لو تعيش حياتها، فزينت لها تلك الإبليسة الشيطانية أن تأتي بقميص أباها كي تقوم بعمل ما يشبه الربط فيتغير ويسمح لها بالحرية التي تريدها، «في الحقيقة هي ليست حرية إنما انفلات أخلاقي لا يمت لمجتمعنا بصلة»، ولولا لطف الله ورحمته وقيام المدرسة في ذلك اليوم بحملة تفتيش على حقائب الطالبات واكتشافهم وجود قميص رجالي في حقيبة ابنته، وسؤالها عن سبب تواجده في حقيبتها حيث اعترفت ببراءة وأمام الضغط الشديد عليها إنها جاءت به لصديقتها كي تقوم بعمل ما يشبه الربط لأبيها، «في الحقيقة كانت ستأخذ قميصه لعمل سحر له وإيذاءه»، ومن لطف الله أنه أثناء مواجهة صديقتها ظهر الوجه الحقيقي لها، وسقط القناع واكتشفت تلك الطالبة أن هذه الفتاة مريضة نفسياً وتراجع عيادات نفسية وتتناول حبوب مهدئة من العيادات، لكونها بالأصل غير سعيدة ومتحطمة من حياتها المتفككة أسرياً بسبب انفصال والدتها عن والدها، فهي تحسد تلك الفتاة على نعمة أنها تعيش في كنف أسرة مستقرة ولديها أم وأب يحبونها ولا يشعرون بأنها غلطة العمر وثقل عليهم تحمل مسؤوليته بعد الطلاق!!
من تلك القصة نتعلم أن ما تظنه شراً لك هو خير لك ونعمة يحسدك عليها البعض، ويريد انتزاعها منك عن طريق المكر والحيل الخبيثة
تعترف لنا ولية أمر: هربت شقيقتي من المنزل، لتتزوج بأحدهم ولم تكمل المدرسة، وغابت عنا سنين طويلة وقد نسيناها كشقيقات وأشقاء، وبعد سنين طويلة عادت للتواصل معنا، ولكن متى؟ بعد وفاة والدينا بحسرة عليها وغضب مما فعلته.. انتبهت متأخراً أنها تحاول مع إحدى بناتي الثلاث وتزين لها فكرة الهروب من المنزل، وعدم طاعتي وقد فهمت يومها أنها تحاول إسقاط تجربتها الفاشلة في الحياة على ابنتي، غيرة وحسد مني كونني أكملت دراستي وتوظفت وأسست عائلة، ونجحت في حياتي المهنية والزوجية، ولدي أبناء يحبوني فهي تريد جعلي أتألم كما تألم والدي ووالدتي من تصرفاتها الطائشة على يد ابنتي، والحمدلله انتبهت لما تفعله من تحريض لبناتي علي وقطعت علاقتهم بخالتهم نهائياً، وقد فهمت يومها أن شقيقتي الحسرة تأكل قلبها، فلا توفيق في حياتها بسبب وفاة والديها وهم غير راضين عنها، وإن كل من شجعها على الهروب أيام المدرسة ركلها ومضى في حياته، فتلك تزوجت وتلك ارتقت في وظيفتها، فيما بقيت هي تعيش مهملة وصفر على الشمال في شقة بالإيجار بلا عمل وبلا شهادة، وتتسول من الآخرين كي يصرفوا عليها!
إحدى الفتيات ممن هربت أيضاً بعد أن حرضتها صديقتها المقربة على عصيان أهلها.. اكتشفت متأخرة أن معظم الفتيات اللواتي شجعنها على فعل ما فعلته مرحلة المدرسة، وقد كانت أجملهن وأشطرهن وأكثرهم ذكاءً وحضوراً، وقد تنبأت لها معظم المدرسات بمستقبل عظيم، جميعهن اهتممن بدراستهم الجامعية وتخرجن وتزوجن وأسسن عائلات، ويبدو أنهن فعلن ذلك لغيرة وحسد منها ورغبة في أن تكون أقل منهم، حيث اكتشفت متأخرة جداً وهي تتواصل معهم بين فترة وأخرى أنها الوحيدة من بينهم التي أضحت ضحية تغرير منهم في مرحلة طيش ومراهقة.
* إحساس عابر:
نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تخصص محاضرات توعوية وتربوية في هذه الجوانب كتوعية للطالبات في الحذر من هذه النوعيات بالأخص في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
بعض الأخطاء البسيطة والصغيرة قد تكون فادحة وتكلفك الكثير، وغالباً مثل هذه الأخطاء تأتي من أباليس بشرية، ومن الممكن وصفهم بـ»مخاويين أبليس»، يزينون لك الأخطاء ويزيفون لك الواقع، بل ويشجعونك على التخلي عمن يحبونك بصدق ويخافون عليك، بالأخص عائلتك وصديقاتك المقربات ويوسوسون لك أنهم لا يحبونك ويحرمونك من متعة الحياة، ومن عيش عمرك، وهم في ذلك يعدون لك حفرة كبيرة كي تقعين فيها لوحدك مع الاهتمام لحظة وقوعك أن لا يكون هناك أحد حولك يساعدك، أو يستطيع أن يمد يده لك وينتشلك فهم يريدون إغراقك حتى النهاية بالضياع والتشتت وتدميرك «تود العاهرة لو كل الفتيات عاهرات!».
كثير من الفتيات اللواتي وقعن في فخ صديقات السوء أيام المدرسة، وغالباً هؤلاء الصديقات بالأصل بداخلهن حسد وغيرة من هؤلاء الفتيات المغرر بهن إما بسبب جمال ملفت، أو تفوق دراسي أو محبوبة في عائلتها وبين زميلاتها أو أي امتيازات أخرى هم لا يمتلكون مقوماتها. منذ عدة أيام وصلتنا قصة حقيقية حصلت في بلد خليجي عن طالبتين بالمدرسة، الأولى كانت من عائلة محافظة ووالداها يتابعون كل تفاصيلها أولاً بأول، والأخرى متحررة ومن أسرة الأم والأب فيها مطلقان، وهي تعيش كامل حريتها وتبين دائماً للفتاة الأولى أنها سعيدة ومرتاحة ولديها الكثير من العلاقات مع الشباب والمغامرات الجميلة في هذه الحياة، كونها تستطيع أن تخرج متى ما شاءت وترجع وقتما تريد دون محاسبة أو إلحاح متكرر بالسؤال، كما يفعل والدا صديقتها فكانت الأولى دائماً ما تتابعها بحسرة وألم وتتمنى لو تعيش حياتها، فزينت لها تلك الإبليسة الشيطانية أن تأتي بقميص أباها كي تقوم بعمل ما يشبه الربط فيتغير ويسمح لها بالحرية التي تريدها، «في الحقيقة هي ليست حرية إنما انفلات أخلاقي لا يمت لمجتمعنا بصلة»، ولولا لطف الله ورحمته وقيام المدرسة في ذلك اليوم بحملة تفتيش على حقائب الطالبات واكتشافهم وجود قميص رجالي في حقيبة ابنته، وسؤالها عن سبب تواجده في حقيبتها حيث اعترفت ببراءة وأمام الضغط الشديد عليها إنها جاءت به لصديقتها كي تقوم بعمل ما يشبه الربط لأبيها، «في الحقيقة كانت ستأخذ قميصه لعمل سحر له وإيذاءه»، ومن لطف الله أنه أثناء مواجهة صديقتها ظهر الوجه الحقيقي لها، وسقط القناع واكتشفت تلك الطالبة أن هذه الفتاة مريضة نفسياً وتراجع عيادات نفسية وتتناول حبوب مهدئة من العيادات، لكونها بالأصل غير سعيدة ومتحطمة من حياتها المتفككة أسرياً بسبب انفصال والدتها عن والدها، فهي تحسد تلك الفتاة على نعمة أنها تعيش في كنف أسرة مستقرة ولديها أم وأب يحبونها ولا يشعرون بأنها غلطة العمر وثقل عليهم تحمل مسؤوليته بعد الطلاق!!
من تلك القصة نتعلم أن ما تظنه شراً لك هو خير لك ونعمة يحسدك عليها البعض، ويريد انتزاعها منك عن طريق المكر والحيل الخبيثة
تعترف لنا ولية أمر: هربت شقيقتي من المنزل، لتتزوج بأحدهم ولم تكمل المدرسة، وغابت عنا سنين طويلة وقد نسيناها كشقيقات وأشقاء، وبعد سنين طويلة عادت للتواصل معنا، ولكن متى؟ بعد وفاة والدينا بحسرة عليها وغضب مما فعلته.. انتبهت متأخراً أنها تحاول مع إحدى بناتي الثلاث وتزين لها فكرة الهروب من المنزل، وعدم طاعتي وقد فهمت يومها أنها تحاول إسقاط تجربتها الفاشلة في الحياة على ابنتي، غيرة وحسد مني كونني أكملت دراستي وتوظفت وأسست عائلة، ونجحت في حياتي المهنية والزوجية، ولدي أبناء يحبوني فهي تريد جعلي أتألم كما تألم والدي ووالدتي من تصرفاتها الطائشة على يد ابنتي، والحمدلله انتبهت لما تفعله من تحريض لبناتي علي وقطعت علاقتهم بخالتهم نهائياً، وقد فهمت يومها أن شقيقتي الحسرة تأكل قلبها، فلا توفيق في حياتها بسبب وفاة والديها وهم غير راضين عنها، وإن كل من شجعها على الهروب أيام المدرسة ركلها ومضى في حياته، فتلك تزوجت وتلك ارتقت في وظيفتها، فيما بقيت هي تعيش مهملة وصفر على الشمال في شقة بالإيجار بلا عمل وبلا شهادة، وتتسول من الآخرين كي يصرفوا عليها!
إحدى الفتيات ممن هربت أيضاً بعد أن حرضتها صديقتها المقربة على عصيان أهلها.. اكتشفت متأخرة أن معظم الفتيات اللواتي شجعنها على فعل ما فعلته مرحلة المدرسة، وقد كانت أجملهن وأشطرهن وأكثرهم ذكاءً وحضوراً، وقد تنبأت لها معظم المدرسات بمستقبل عظيم، جميعهن اهتممن بدراستهم الجامعية وتخرجن وتزوجن وأسسن عائلات، ويبدو أنهن فعلن ذلك لغيرة وحسد منها ورغبة في أن تكون أقل منهم، حيث اكتشفت متأخرة جداً وهي تتواصل معهم بين فترة وأخرى أنها الوحيدة من بينهم التي أضحت ضحية تغرير منهم في مرحلة طيش ومراهقة.
* إحساس عابر:
نتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تخصص محاضرات توعوية وتربوية في هذه الجوانب كتوعية للطالبات في الحذر من هذه النوعيات بالأخص في المرحلتين الإعدادية والثانوية.