دشنت وزارة شؤون الإعلام مؤخراً حملة وطنية بعنوان «قل خيراً» تهدف من خلالها للتوعية بأهمية وأثر الكلمة على الأشخاص والمجتمع.

للأسف الشديد أن وسائل التواصل الاجتماعي رسمت في عقول الجمهور مجموعة من المفاهيم الخاطئة، والحياة المترفة التي تؤثر على المجتمع وتؤخر تطوره، فالتنمر الإلكتروني على سبيل المثال، وعدم احترام الآخرين معضلات نعاني منها على مدى السنوات الماضية في التعامل مع ما ينشر في تلك الوسائل.

الحقيقة المؤلمة أن هذا الموج العالي يتطلب لمواجهته مجموعة من الخطوات والإجراءات منها قانونية وتوعوية في نفس الوقت، فالمجتمع البحريني بجميع طوائفه هو مثال يحتذى به في التعامل مع ما ينشر من رسائل مغرضة ومحرضة وعنصرية، فتأتي هذه الحملة «قل خيراً» إيماناً بما تمتلكه المملكة من مقومات أساسية مبنية على التعايش والتسامح.

إن العمل الدؤوب في التصدي للرسائل المنشورة في جميع وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد ضرورة التزام المتلقي بالتعامل معها بكل حرفية لكي لا تؤثر على محيطه الداخلي ويتواصل هذا التأثير إلى الخارج مما يخلق نوعاً من الحساسيات على مستوى العلاقات الشخصية، ومن هنا يأتي دور الأسرة في تحصين عقول أفرادها بأهمية الالتزام بمبادئنا وتراثنا الذي يحمل في طياته معاني سامية قائمة على احترام الجميع من دون النظر إلى شكل الفرد أو ديانته.

وفي المقابل، ومن خلال الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي ننظر إلى الحرب التي تخوضها الدول المعادية لمملكة البحرين عبر خلق الشائعات المغرضة التي تستهدف الأمن المجتمعي بهدف إحداث بلبلة في الرأي العام، وهذا الأمر قد تجاوزته المملكة خصوصاً بعد أزمة 2011 بعدما كشفت كافة المؤامرات التي تحاك ضدها، وتطلب ذلك أن نسن تشريعات منظمة لها، وذلك للتصدي لضعاف النفوس والمعاونين لهم في هذه الأرض الطيبة.

إن حملة «قل خيراً» جاءت في وقت مهم وسط ما تشهده المنطقة من متغيرات في أيديولوجية التفكير لدى الشعوب، فأصبحنا في عالم لا يفرق بين الصح والخطأ، وهذه الحملة هي محور مهم وتوعوي لما هو صائب كما أنها تواجه كل ما ينافي عاداتنا وقيمنا التي تربينا عليها.

كما أن مملكة البحرين في هذا الإطار خطت خطوات حثيثة في تأصيل القيم لدى الأجيال القادمة عبر المناهج والمهرجانات والمبادرات الوطنية، وهذه الحملة هي استكمال لجهود الدولة في أن يكون للمواطن شريك فعال في أي عمل وطني سواء كانت حملة لتعزيز المواطنة أو غيرها من الحملات التي من شأنها الارتقاء بوحدتنا الوطنية التي يشهد بها العالم.

نشكر جميع العاملين في حملة «قل خيراً»، بدءاً من سعادة الوزير الفاضل على الرميحي على دعمه لها ووجوده في انطلاقتها، كما نشكر القائمين عليها فرداً فرداً. إن حملة «قل خيراً» ليست مجرد حملة بل هي مفتاح لكافة القطاعات للقيام بما هو أفضل وتتناسب مع التوجيهات الملكية في تعزيز روح الإخاء والتسامح والتعايش، فمملكة البحرين قديماً وحديثاً هي منارة للحريات والتآخي بين مكونات المجتمع.