النظام الإيراني يعيش حالياً في قلق وخوف كبيرين بسبب قرب العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشورى الإيراني أو مجلس الشعب كما يسمى في إيران، والمقررة في 21 فبراير الجاري، ودوافع هذا القلق تتمثل في توجه الشعب الإيراني لمقاطعة هذه الانتخابات المزعومة.
وما زاد الطين بلة، وتسبب في أزمة عند النظام، هو نتائج الاستطلاع المتعلق بحجم مشاركة الشعب في تلك الانتخابات، والذي أجراه التلفزيون الرسمي الإيراني، عبر تطبيق «تليجرام»، حيث كشف ذلك الاستطلاع مقاطعة 82% من الشعب المستطلعة آراؤهم للانتخابات، مما حدا بالتلفزيون إلى سحب هذا الاستطلاع فوراً، ولكن بعد فوات الأوان، حيث ظهرت نتائج الاستطلاع لدى الجميع، وتناقلتها وسائل إعلامية عديدة، وهذا يحسب ضد مصلحة النظام الذي فتح على نفسه باباً كبيراً من الانتقادات، وأظهر توقعات بفشل هذه الانتخابات قبل حتى أن تبدأ.
المضحك في الأمر أن التلفزيون الرسمي الإيراني المحسوب على النظام هو الذي كشف عن فشل المشاركة الشعبية المحتملة للانتخابات المقبلة، وليس جهات أخرى معارضة للنظام، والتي كان بالإمكان أن يطعن النظام فيها ويشكك في الاستطلاع ونتائجه ونزاهته، ويلقي التهم على جماعة المعارضة للنظام، أو دول معادية له، إلى آخره من تلك الطرق والأساليب والأعذار المتعبة في العادة عند أي جهة تطعن وتشكك بأي استطلاع للرأي لا يخدم مصالحها.
ولكن لم يحدث كل ذلك، فلم تتدخل أطراف خارجية في هذا الاستطلاع، وإنما النظام وبتصرف مضحك / مبكٍ هو من أجرى الاستطلاع عبر تلفزيونه الرسمي، لتظهر النتائج غير المتوقعة والصادمة لنظام كان ربما يحاول من وراء هذا الاستطلاع إيهام الآخرين أن مسيرته «الديمقراطية» مزدهرة، وأن الشعب الإيراني يقف «صفاً واحداً» مع نظامه، وأن ما تردده الوسائل الإعلامية عبر انتفاضة الشعب ضد نظامه غير صحيح أو مبالغ فيها، ولكن جاءت رياح الاستطلاع الذي أجراه التلفزيون الرسمي بما لا تشتهيه سفن النظام الإيراني، التي أثبتت أنها سفن على وشك التحطم والغرق.
ردة فعل النظام أيضاً مضحكة ومتوقعة في نفس الوقت، فبعد حادثة الاستطلاع ونتائجه المؤلمة للنظام، حيث حاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه، فاستنفر كل ما لديه من أجل هذه الانتخابات، بدءاً من المرشد الأعلى وحتى أصغر رجل دين، فجالوا في البلاد طولاً وعرضاً من أجل دعم هذه الانتخابات، وترغيب الشعب أو ترهيبه للمشاركة فيها، مستخدمين أساليب «الفتاوى» الداعية لضرورة مشاركة الشعب في الانتخابات، و»تحريم» مقاطعتها، واعتبار أن من يقاطع الانتخابات هم «أعداء» للوطن، وخونته، ومن المصطفين مع الأعداء المتغطرسين كما وصف ذلك بعض خطباء الجمعة مثل علم الهدى ومحمد إمام كاشاني، وغيرهما. إن الانتخابات البرلمانية الإيرانية ليست سوى مسرحية للنظام الإيراني، يحاول أن يثبت من خلالها أن بلاده تعيش الديمقراطية وتتنفسها، بفضل النظام الذي يوهم الآخرين أنه نظام ديمقراطي، يؤمن ويسمح بتعدد الآراء ويدعم الحريات ويحفظ الحقوق، فنصبوا سيركاً أو»مسرحية» الانتخابات وحاولوا أن يشركوا الشعب فيها، كأبطال فيها، ولكن الواقع مختلف، والحقيقة التي يعلمها الجميع أن النظام حسم كل شيء قبل بدء الانتخابات، من حيث اختيار أعضاء البرلمان، وأن دور الشعب ليس أكثر من «كومبارس» في هذه المسرحية الهزيلة في الإخراج، غير أن الشعب أعلن عن موقفه وقرر كلمته بمقاطعة هذه الانتخابات من خلال استطلاع أجراه تلفزيون النظام نفسه، ثم سحب ذلك الاستطلاع أو أعدمه، وهذا ما يجيده النظام وهو لغة الإعدام وطريق الموت للشعب الذي يختلف معه في الرأي. إن الشعب الآن أمام تحدٍّ كبير وهو إما الاستسلام لرغبات النظام وإرهابه له بالمشاركة في الانتخابات، أو الإصرار على موقفه الرافض لها، وهنا قد يدفع الثمن غالياً، ولكني أعتقد أن الشعب يقدم منذ عامين تقريباً تضحيات كبيرة من أجل الإطاحة بهذا النظام، ولن يثنيه عن موقفه الثابت تهديدات النظام ووعيده بالمشاركة في أمر يرفضه الشعب، ومنها المشاركة في الانتخابات التي أفشلها الشعب برفضه لها قبل أن تبدأ.
وما زاد الطين بلة، وتسبب في أزمة عند النظام، هو نتائج الاستطلاع المتعلق بحجم مشاركة الشعب في تلك الانتخابات، والذي أجراه التلفزيون الرسمي الإيراني، عبر تطبيق «تليجرام»، حيث كشف ذلك الاستطلاع مقاطعة 82% من الشعب المستطلعة آراؤهم للانتخابات، مما حدا بالتلفزيون إلى سحب هذا الاستطلاع فوراً، ولكن بعد فوات الأوان، حيث ظهرت نتائج الاستطلاع لدى الجميع، وتناقلتها وسائل إعلامية عديدة، وهذا يحسب ضد مصلحة النظام الذي فتح على نفسه باباً كبيراً من الانتقادات، وأظهر توقعات بفشل هذه الانتخابات قبل حتى أن تبدأ.
المضحك في الأمر أن التلفزيون الرسمي الإيراني المحسوب على النظام هو الذي كشف عن فشل المشاركة الشعبية المحتملة للانتخابات المقبلة، وليس جهات أخرى معارضة للنظام، والتي كان بالإمكان أن يطعن النظام فيها ويشكك في الاستطلاع ونتائجه ونزاهته، ويلقي التهم على جماعة المعارضة للنظام، أو دول معادية له، إلى آخره من تلك الطرق والأساليب والأعذار المتعبة في العادة عند أي جهة تطعن وتشكك بأي استطلاع للرأي لا يخدم مصالحها.
ولكن لم يحدث كل ذلك، فلم تتدخل أطراف خارجية في هذا الاستطلاع، وإنما النظام وبتصرف مضحك / مبكٍ هو من أجرى الاستطلاع عبر تلفزيونه الرسمي، لتظهر النتائج غير المتوقعة والصادمة لنظام كان ربما يحاول من وراء هذا الاستطلاع إيهام الآخرين أن مسيرته «الديمقراطية» مزدهرة، وأن الشعب الإيراني يقف «صفاً واحداً» مع نظامه، وأن ما تردده الوسائل الإعلامية عبر انتفاضة الشعب ضد نظامه غير صحيح أو مبالغ فيها، ولكن جاءت رياح الاستطلاع الذي أجراه التلفزيون الرسمي بما لا تشتهيه سفن النظام الإيراني، التي أثبتت أنها سفن على وشك التحطم والغرق.
ردة فعل النظام أيضاً مضحكة ومتوقعة في نفس الوقت، فبعد حادثة الاستطلاع ونتائجه المؤلمة للنظام، حيث حاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه، فاستنفر كل ما لديه من أجل هذه الانتخابات، بدءاً من المرشد الأعلى وحتى أصغر رجل دين، فجالوا في البلاد طولاً وعرضاً من أجل دعم هذه الانتخابات، وترغيب الشعب أو ترهيبه للمشاركة فيها، مستخدمين أساليب «الفتاوى» الداعية لضرورة مشاركة الشعب في الانتخابات، و»تحريم» مقاطعتها، واعتبار أن من يقاطع الانتخابات هم «أعداء» للوطن، وخونته، ومن المصطفين مع الأعداء المتغطرسين كما وصف ذلك بعض خطباء الجمعة مثل علم الهدى ومحمد إمام كاشاني، وغيرهما. إن الانتخابات البرلمانية الإيرانية ليست سوى مسرحية للنظام الإيراني، يحاول أن يثبت من خلالها أن بلاده تعيش الديمقراطية وتتنفسها، بفضل النظام الذي يوهم الآخرين أنه نظام ديمقراطي، يؤمن ويسمح بتعدد الآراء ويدعم الحريات ويحفظ الحقوق، فنصبوا سيركاً أو»مسرحية» الانتخابات وحاولوا أن يشركوا الشعب فيها، كأبطال فيها، ولكن الواقع مختلف، والحقيقة التي يعلمها الجميع أن النظام حسم كل شيء قبل بدء الانتخابات، من حيث اختيار أعضاء البرلمان، وأن دور الشعب ليس أكثر من «كومبارس» في هذه المسرحية الهزيلة في الإخراج، غير أن الشعب أعلن عن موقفه وقرر كلمته بمقاطعة هذه الانتخابات من خلال استطلاع أجراه تلفزيون النظام نفسه، ثم سحب ذلك الاستطلاع أو أعدمه، وهذا ما يجيده النظام وهو لغة الإعدام وطريق الموت للشعب الذي يختلف معه في الرأي. إن الشعب الآن أمام تحدٍّ كبير وهو إما الاستسلام لرغبات النظام وإرهابه له بالمشاركة في الانتخابات، أو الإصرار على موقفه الرافض لها، وهنا قد يدفع الثمن غالياً، ولكني أعتقد أن الشعب يقدم منذ عامين تقريباً تضحيات كبيرة من أجل الإطاحة بهذا النظام، ولن يثنيه عن موقفه الثابت تهديدات النظام ووعيده بالمشاركة في أمر يرفضه الشعب، ومنها المشاركة في الانتخابات التي أفشلها الشعب برفضه لها قبل أن تبدأ.