- مقدمة:
تولي مملكة البحرين اهتماماً بالغاً بمفهوم المدن الذكية كرافد أساسي لبناء مدن ذكية مستدامة ولجعل البحرين رائدة تقنياً في المنطقة العربية والعالم ولعل خير شاهد على هذا العدد الهائل من المبادرات والأنشطة المستمرة نحو تعزيز مفهوم المدن الذكية في المملكة كمنتدى المدن الذكية الذي نظمته جامعة البحرين بنسختيه الأولى والثانية والذي أدرجت أوراقه في قاعدة بيانات المؤسسة العالمية للهندسة والتكنولوجيا «IET» فضلاً عن المؤتمرات ذات الصلة والتي كان آخرها قمة البحرين للمدن الذكية 2019. لذا سوف نتناول في هذه المقالة لمفهوم المدن الذكية من وجهة نظرالبنى المؤسسية Enterprise Architecture باعتباره أداة للتخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات وسنلقي الضوء على مبادرة بحثية في هذا الصدد لإنشاء نموذج إطار لبنية مرجعية لتكنولوجيا المعلومات لمملكة البحرين لتصبح مدينة ذكية وما تمخضت عنه نتائج تلك المبادرة.
- ما هي «المدن الذكية Smart City»؟
حتى اللحظة لا يوجد تعريف قياسي للمدينة الذكية غير أن أكثرالتعريفات شمولية هوأنها منطقة حضرية تمتلك نظام من الخدمات «الهندسة الموجهة للخدمة» وصنفها إلى 7 طرق عرض للخدمة بما في ذلك خدمات المدينة «الخدمات العامة، الإدارة المحلية»، المواطنون «الصحة، التعليم، السلامة، الخدمات الحكومية»، الأعمال « البيئة، الأعباء»، النقل «السيارات، الطرق، النقل، المطارات، الموانئ»، الاتصالات «النطاق العريض، اللاسلكي، الهواتف، أجهزة الكمبيوتر»، المياه «الصرف الصحي، إمدادات المياه العذبة، مياه البحر»، والطاقة «النفط، الغاز، الطاقة المتجددة، الطاقة النووية».
تطبيقات المدن الذكية، Smart City Services:
لتطبيقات الذكاء المرتبط بالمدن أنواع عدة. فهناكالاقتصاد الذكي «وتشمل مرونة السوق، ودور البحث العلمي لتعزيز الاقتصاد»، والحياة الذكية «وتشملالأنشطة التعليمية والترفيهية»، والبيئة الذكية «وتعنيب الحد من التلوث»، والأفراد الأذكياء «وتعني تعزيز الابتكارات المجتمعية»، والتنقل الذكي «وتشمل النقل المستدام» والحوكمة الذكية «وتشمل الخدمات الحكومية».
- البنى المؤسسية والمدن الذكية، Enterprise Architecture and Smart City:
تعتبرالبنى المؤسسية Enterprise Architecture إحدى فروع التخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات فهي توفر منهجية متكاملة تطبق في جميع قطاعات الاعمال الحكومية والخاصة وبجميع أحجامها بهدف تحقيق الأهداف الاستراتجية لتلك المؤسسات وذلك من خلال خلق التكامل والموازنة «Alignment بين بنية أعمال المؤسسة «Business Architecture من جهة وبنية تقنية المعلومات «Information Systems Architecture من جهة أخرى وهي بذلك تعتبر وسيلة تضمن العائد على الاستثمار في كل مشاريع تقنية المعلومات وتعتبر مكوناً رئيسياً يقود المؤسسة ويتحكم في مسارات كل مبادرات التحسين والتغيير فيها من خلال إنشاء خرائط العمل للوضع الحالي والوضع المستقبلي للمؤسسة بناءً على تحليل ما تم توثيقه باستخدام المنهجيات العالمية. ولعل أجل ما تتميز به البنى المؤسسية هو مقدرتها على تبني مفهوم المدن الذكية.
- إطار مرجعي بحريني لنظم المعلومات: Technological Reference Model of Bahraini Smart City
كإحدى المبادرات ذات الصلة وفي ورقة علمية محكمة ومنشورة للكاتب تحت عنوان Towards A Technological Reference Model of Bahraini Smart City تم إنشاء إطار مرجعي لتكنولوجيا المعلومات «BSC-TRAM» خاص بمملكة البحرين لتصبح احدى المدن الذكية. تمكن هذا الاطار من حصر وربط جميع عناصر بنية الاعمال Business Architecture «الاستراتيجية ووظائف الاعمال بالاضافة الى القطاعات الحكومية والخاصة والافراد» في المملكة بجميع قدراتها التقنية من أنظمة Application Systems Architecture وبرمجياتApplication Software Architectureوبنية التكنولوجيا والعتاد Technology Architecture.
اعتمد الاطار المرجعي BSC-TRAM في انشاءه على بيانات ضخمة تم جمعها ومراجعتها وتحليلها علميا من الادبيات السابقة ولمقابلات وتحليل محتويات مواقع الويب لـ 10 مؤسسات عامة وشبه عامة وخاصة. كشفت النتائج عن توفر 17 وظيفة تجارية تخدم 17 وزارة عامة و16 مديرية و35 هيئة و18 وحدة اقتصادية خاصة. كذلك كشفت النتائج عن ان بنية الاعمال بمملكة البحرين تمتلك قدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللازمة لتحقيق الهدف الاستراتيجي للمملكة الذكية. وأمكن تحديد العناصر الاساسية وفق اطار بحريني يتكون من 26 وظيفة تطبيق و 130 فئة تطبيقات و7 وظائف للبنية التحتية و 18 فئة للبنية التحتية.
- خاتمة:
يعتبر مجال البنية المؤسسية رائدا في تخطيط وقيادة وادارة مؤسسات الاعمال الحكومية والخاصة بل والدول ولعل تبنيه من قبل معظم دول العالم وبخاصة دول الخليج أكبر دليل على الحاجة الملحة لدمجه مع مختلف تقنيات المعلومات الحديثة كالمدن الذكية. لذلك نوصي بضرورة تبنيه كأداة كاشفة وموثقة ومواكبة لكل مبادرة جديدة في مجال المدن الذكية.
* أستاذ مساعد بتقنية المعلومات - جامعة البحرين
تولي مملكة البحرين اهتماماً بالغاً بمفهوم المدن الذكية كرافد أساسي لبناء مدن ذكية مستدامة ولجعل البحرين رائدة تقنياً في المنطقة العربية والعالم ولعل خير شاهد على هذا العدد الهائل من المبادرات والأنشطة المستمرة نحو تعزيز مفهوم المدن الذكية في المملكة كمنتدى المدن الذكية الذي نظمته جامعة البحرين بنسختيه الأولى والثانية والذي أدرجت أوراقه في قاعدة بيانات المؤسسة العالمية للهندسة والتكنولوجيا «IET» فضلاً عن المؤتمرات ذات الصلة والتي كان آخرها قمة البحرين للمدن الذكية 2019. لذا سوف نتناول في هذه المقالة لمفهوم المدن الذكية من وجهة نظرالبنى المؤسسية Enterprise Architecture باعتباره أداة للتخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات وسنلقي الضوء على مبادرة بحثية في هذا الصدد لإنشاء نموذج إطار لبنية مرجعية لتكنولوجيا المعلومات لمملكة البحرين لتصبح مدينة ذكية وما تمخضت عنه نتائج تلك المبادرة.
- ما هي «المدن الذكية Smart City»؟
حتى اللحظة لا يوجد تعريف قياسي للمدينة الذكية غير أن أكثرالتعريفات شمولية هوأنها منطقة حضرية تمتلك نظام من الخدمات «الهندسة الموجهة للخدمة» وصنفها إلى 7 طرق عرض للخدمة بما في ذلك خدمات المدينة «الخدمات العامة، الإدارة المحلية»، المواطنون «الصحة، التعليم، السلامة، الخدمات الحكومية»، الأعمال « البيئة، الأعباء»، النقل «السيارات، الطرق، النقل، المطارات، الموانئ»، الاتصالات «النطاق العريض، اللاسلكي، الهواتف، أجهزة الكمبيوتر»، المياه «الصرف الصحي، إمدادات المياه العذبة، مياه البحر»، والطاقة «النفط، الغاز، الطاقة المتجددة، الطاقة النووية».
تطبيقات المدن الذكية، Smart City Services:
لتطبيقات الذكاء المرتبط بالمدن أنواع عدة. فهناكالاقتصاد الذكي «وتشمل مرونة السوق، ودور البحث العلمي لتعزيز الاقتصاد»، والحياة الذكية «وتشملالأنشطة التعليمية والترفيهية»، والبيئة الذكية «وتعنيب الحد من التلوث»، والأفراد الأذكياء «وتعني تعزيز الابتكارات المجتمعية»، والتنقل الذكي «وتشمل النقل المستدام» والحوكمة الذكية «وتشمل الخدمات الحكومية».
- البنى المؤسسية والمدن الذكية، Enterprise Architecture and Smart City:
تعتبرالبنى المؤسسية Enterprise Architecture إحدى فروع التخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات فهي توفر منهجية متكاملة تطبق في جميع قطاعات الاعمال الحكومية والخاصة وبجميع أحجامها بهدف تحقيق الأهداف الاستراتجية لتلك المؤسسات وذلك من خلال خلق التكامل والموازنة «Alignment بين بنية أعمال المؤسسة «Business Architecture من جهة وبنية تقنية المعلومات «Information Systems Architecture من جهة أخرى وهي بذلك تعتبر وسيلة تضمن العائد على الاستثمار في كل مشاريع تقنية المعلومات وتعتبر مكوناً رئيسياً يقود المؤسسة ويتحكم في مسارات كل مبادرات التحسين والتغيير فيها من خلال إنشاء خرائط العمل للوضع الحالي والوضع المستقبلي للمؤسسة بناءً على تحليل ما تم توثيقه باستخدام المنهجيات العالمية. ولعل أجل ما تتميز به البنى المؤسسية هو مقدرتها على تبني مفهوم المدن الذكية.
- إطار مرجعي بحريني لنظم المعلومات: Technological Reference Model of Bahraini Smart City
كإحدى المبادرات ذات الصلة وفي ورقة علمية محكمة ومنشورة للكاتب تحت عنوان Towards A Technological Reference Model of Bahraini Smart City تم إنشاء إطار مرجعي لتكنولوجيا المعلومات «BSC-TRAM» خاص بمملكة البحرين لتصبح احدى المدن الذكية. تمكن هذا الاطار من حصر وربط جميع عناصر بنية الاعمال Business Architecture «الاستراتيجية ووظائف الاعمال بالاضافة الى القطاعات الحكومية والخاصة والافراد» في المملكة بجميع قدراتها التقنية من أنظمة Application Systems Architecture وبرمجياتApplication Software Architectureوبنية التكنولوجيا والعتاد Technology Architecture.
اعتمد الاطار المرجعي BSC-TRAM في انشاءه على بيانات ضخمة تم جمعها ومراجعتها وتحليلها علميا من الادبيات السابقة ولمقابلات وتحليل محتويات مواقع الويب لـ 10 مؤسسات عامة وشبه عامة وخاصة. كشفت النتائج عن توفر 17 وظيفة تجارية تخدم 17 وزارة عامة و16 مديرية و35 هيئة و18 وحدة اقتصادية خاصة. كذلك كشفت النتائج عن ان بنية الاعمال بمملكة البحرين تمتلك قدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللازمة لتحقيق الهدف الاستراتيجي للمملكة الذكية. وأمكن تحديد العناصر الاساسية وفق اطار بحريني يتكون من 26 وظيفة تطبيق و 130 فئة تطبيقات و7 وظائف للبنية التحتية و 18 فئة للبنية التحتية.
- خاتمة:
يعتبر مجال البنية المؤسسية رائدا في تخطيط وقيادة وادارة مؤسسات الاعمال الحكومية والخاصة بل والدول ولعل تبنيه من قبل معظم دول العالم وبخاصة دول الخليج أكبر دليل على الحاجة الملحة لدمجه مع مختلف تقنيات المعلومات الحديثة كالمدن الذكية. لذلك نوصي بضرورة تبنيه كأداة كاشفة وموثقة ومواكبة لكل مبادرة جديدة في مجال المدن الذكية.
* أستاذ مساعد بتقنية المعلومات - جامعة البحرين