بالأمس وعدت أن أسلط الضوء على موضوع علم الطاقة بمنظور العقيدة الإسلامية أو إمكانية إقامة الروابط بين المجالين، وتطرقت في هذا السياق إلى كثير من التساؤلات والشكوك حول صحة هذا العلم من الأساس وإمكانية اعتباره علماً، إذ ظهر كثير من المشككين في جدواه وفيما ينسب إليه من تأثيرات على الحياة.
الكثير من الموضوعات الشائكة، ألتزم بتفنيدها من خلال استعراض وجهات نظر مجموعة من المتخصصين المسلمين في المجال، وبرأيي المتواضع في بعض الجوانب ذات الصلة. ولعل أول ما يمكن الوقوف عليه هنا هو الحديث حول الحقيقة، لتمييز ما هو حقيقي من العلوم وما هو غير ذلك. ولعل من المهم التأكيد على أن الحقيقة المطلقة تلك التي تنتظرنا في العالم الأخروي، وأن ما توصلنا إليه من بعض العلوم والمعارف إنما هو أجزاء متفرقة من الحقيقة ولا تعادل منها إلاَّ نزراً يسيراً جداً جداً.
أما تلك العلوم التي يمكن أخذها بعين الاعتبار وفهمها في ضوء الحقيقة فهي تلك التي تناولها القرآن الكريم بطريقة أو بأخرى، وأوجد لها التفسيرات على درجات متفاوتة؛ فالعلوم الطبيعية والفيزياء وعلم النفس وعلم الاجتماع واللغة العربية والقانون والطب، من المجالات الهامة التي تناولها القرآن وفي مواضع صريحة في كثير من الأحيان، والطاقة من بين تلك العلوم، ولعل «بالتشديد على كلمة لعل»، هو ما تعبر عنه الآية القرآنية «17» من سورة المؤمنون «وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ»، إذ جاءت تلك الآية بعد 16 آية قبلها تتحدث عن خلق الإنسان وآية لاحقة تتكلم عن السماء، ورغم أن بعض التفسيرات التقليدية فسرت سبع طرائق بالسموات السبع إلاَّ أن ثمة تفسيراً معاصراً يأخذ بالاعتبار الطبقات السبع الطاقية حول الإنسان والمرتبطة بالشكرات في جسده..!!
ولعلنا نقف هنا عند جانب من تفسير الشعرواي، ونضيف عليه قليلاً ما يمكن اعتباره طرحاً معاصراً في التفسير، فالشعراوي يفسر «الطرائق» بقوله «إن الطرائق جمع طريقة أي مطروقة، والشيء المطروق هو ما له حجم ويتسع بالطرق»، ورغم أن الشعرواي اعتبر «السبع» المشار إليها في الآية الكريمة هي السموات السبع، إلاّ أنه وبرأي معاصر يمكن الأخذ بالاعتبار أيضاً الطبقات الطاقية السبع حول الجسم البشري في سياق الحديث عن الإنسان في الآيات السابقة، لاسيما وأن الأطروحات المتعلقة بالطاقة تشير إلى أن الطبقات الطاقية تتفاوت في حجمها وقابلها للاتساع بقدر إيمان المرء وارتقاع روحانياته وتأملاته. ورغم أن الحديث في التأمل أصبح مثار جدل وربما سخرية لدى البعض، إلاَّ أن كل الأنبياء مارسوا التأمل بطرق مختلفة ما يجعله واحداً من الطاقات الروحانية الهامة، ما لم يمارس في طقوس شركية أو منافية للدين الإسلامي. ولعل ما يجعلنا نميل للتفسير المعاصر الترابط التام بين الآيات الـ17 في خلق الإنسان والتي كان ختامها في النصف الثاني من الآية الأخيرة بقوله تعالى «... وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ».
يبدو ذلك تفسيراً مثيراً للجدل وربما استفزازياً لبعض التقليديين والمجادلين، ولكن العارفين بعلم الطاقة من المسلمين «المتنورين»، ومقيمي الروابط بينه وبين الدين الإسلامي، يعرفون جيداً تأثير الطاقة على كثير من المفاصل القدرية في حياة الإنسان على الأرض، وارتباطها بمسألة التخيير والتسيير، ودور الجسم الطاقي وما يرتبط به من ضبط إنساني بتحديد مسارات الحياة على مستوى الفرد والمجتمع والكون ككل، وهو ما سنقف عنده بالتفصيل لاحقاً.
* اختلاج النبض:
الحديث حول علم الطاقة بمنظور إسلامي يطول، وربما أردت هنا تسليط الضوء على جانب واحد من باب الدعوة للتفكير، تمهيداً لاستعراض بقية الأفكار في قادم الأيام. فإلى نقاش أعمق، غداً إن شاء الله.
الكثير من الموضوعات الشائكة، ألتزم بتفنيدها من خلال استعراض وجهات نظر مجموعة من المتخصصين المسلمين في المجال، وبرأيي المتواضع في بعض الجوانب ذات الصلة. ولعل أول ما يمكن الوقوف عليه هنا هو الحديث حول الحقيقة، لتمييز ما هو حقيقي من العلوم وما هو غير ذلك. ولعل من المهم التأكيد على أن الحقيقة المطلقة تلك التي تنتظرنا في العالم الأخروي، وأن ما توصلنا إليه من بعض العلوم والمعارف إنما هو أجزاء متفرقة من الحقيقة ولا تعادل منها إلاَّ نزراً يسيراً جداً جداً.
أما تلك العلوم التي يمكن أخذها بعين الاعتبار وفهمها في ضوء الحقيقة فهي تلك التي تناولها القرآن الكريم بطريقة أو بأخرى، وأوجد لها التفسيرات على درجات متفاوتة؛ فالعلوم الطبيعية والفيزياء وعلم النفس وعلم الاجتماع واللغة العربية والقانون والطب، من المجالات الهامة التي تناولها القرآن وفي مواضع صريحة في كثير من الأحيان، والطاقة من بين تلك العلوم، ولعل «بالتشديد على كلمة لعل»، هو ما تعبر عنه الآية القرآنية «17» من سورة المؤمنون «وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ»، إذ جاءت تلك الآية بعد 16 آية قبلها تتحدث عن خلق الإنسان وآية لاحقة تتكلم عن السماء، ورغم أن بعض التفسيرات التقليدية فسرت سبع طرائق بالسموات السبع إلاَّ أن ثمة تفسيراً معاصراً يأخذ بالاعتبار الطبقات السبع الطاقية حول الإنسان والمرتبطة بالشكرات في جسده..!!
ولعلنا نقف هنا عند جانب من تفسير الشعرواي، ونضيف عليه قليلاً ما يمكن اعتباره طرحاً معاصراً في التفسير، فالشعراوي يفسر «الطرائق» بقوله «إن الطرائق جمع طريقة أي مطروقة، والشيء المطروق هو ما له حجم ويتسع بالطرق»، ورغم أن الشعرواي اعتبر «السبع» المشار إليها في الآية الكريمة هي السموات السبع، إلاّ أنه وبرأي معاصر يمكن الأخذ بالاعتبار أيضاً الطبقات الطاقية السبع حول الجسم البشري في سياق الحديث عن الإنسان في الآيات السابقة، لاسيما وأن الأطروحات المتعلقة بالطاقة تشير إلى أن الطبقات الطاقية تتفاوت في حجمها وقابلها للاتساع بقدر إيمان المرء وارتقاع روحانياته وتأملاته. ورغم أن الحديث في التأمل أصبح مثار جدل وربما سخرية لدى البعض، إلاَّ أن كل الأنبياء مارسوا التأمل بطرق مختلفة ما يجعله واحداً من الطاقات الروحانية الهامة، ما لم يمارس في طقوس شركية أو منافية للدين الإسلامي. ولعل ما يجعلنا نميل للتفسير المعاصر الترابط التام بين الآيات الـ17 في خلق الإنسان والتي كان ختامها في النصف الثاني من الآية الأخيرة بقوله تعالى «... وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ».
يبدو ذلك تفسيراً مثيراً للجدل وربما استفزازياً لبعض التقليديين والمجادلين، ولكن العارفين بعلم الطاقة من المسلمين «المتنورين»، ومقيمي الروابط بينه وبين الدين الإسلامي، يعرفون جيداً تأثير الطاقة على كثير من المفاصل القدرية في حياة الإنسان على الأرض، وارتباطها بمسألة التخيير والتسيير، ودور الجسم الطاقي وما يرتبط به من ضبط إنساني بتحديد مسارات الحياة على مستوى الفرد والمجتمع والكون ككل، وهو ما سنقف عنده بالتفصيل لاحقاً.
* اختلاج النبض:
الحديث حول علم الطاقة بمنظور إسلامي يطول، وربما أردت هنا تسليط الضوء على جانب واحد من باب الدعوة للتفكير، تمهيداً لاستعراض بقية الأفكار في قادم الأيام. فإلى نقاش أعمق، غداً إن شاء الله.