قال رئيس مركز "سكوبا لايف" للغوص والرياضات البحرية محمد الجاسم، إن "الغواصين اليوم يحبون السفر من بلد لآخر للغوص في بحار أخرى ورؤية السفن تحت الماء (مثل الدبابة في الأردن)، لذلك فإن وجود الطائرة تحت الماء والأمور الأخرى التي ستتبعها في نفس المنطقة مميزة جداً لجذب الغواصين من خارج البحرين"، مضيفاً: "بشكل يومي تردنا الاتصالات من مواطنين وخليجيين وأوروبيين، وتصلنا رسائل إلكترونية من بولندا وروسيا وإيطاليا ودول أخرى تستفسر عن المتنزه والإجراءات المطلوبة للرحلات".

ولفت الجاسم إلى وجود اهتمام كبير من الغواصين المحليين أو الخليجيين و السياح الأجانب، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها كافة الجهات ذات العلاقة التي أنجحت المرحلة الأولى من منتزه الغوص، والذي تم افتتاحه كأكبر منتزه غوص في العالم بمساحة تمتد عبر 100,000 متر مربع، بالشراكة بين المجلس الأعلى للبيئة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض والقطاع الخاص، والذي تم إطلاقه كمشروع فريدٍ من نوعه لهواة الغوص وللمهتمين بالسياحة البيئية.

ودعا الجاسم إلى ضرورة العمل على حماية المغاص الذي يهدف إلى خلق المزيد من وسائل الجذب السياحي وهو ضمن استراتيجية هيئة البحرين للسياحة لتطوير المنتج السياحي من خلال استغلال البحار والشواطئ والجزر المحيطة في مملكة البحرين.

وندد بما تعرض له موقع الغوص من أعمال تخريبية لموقع سياحي مهم وفريد من نوعه يضع مملكة البحرين على خريطة المغاصات في العالم، والذي تسبب في ضرر للطائرة المغمورة تحت البحر، مشيراً إلى أن "ما تم من عمل بفعل بعض المخالفين من الصيادين لم يدمر البيئة البحرية وموائل الأسماك فحسب، بل بات يهدد أكبر منتزه للغوص في العالم وهو لايزال في مرحلته الأولى وهو موقع الطائرة المغمورة في قاع البحر بعمق يتراوح بين 20 إلى 22 متراً"، منوهاً بأنه وعلى الرغم مما تسبب به البعض من أضرار للطائرة إلا أننا متفائلون لما أخبرنا به القائمون على هذا المشروع من استمرارهم في استكمال تنفيذ هذا المشروع، وذلك لما سيضيفه هذا المنتزه من أهمية للمملكة حال الانتهاء من كافة مراحله كموقع سياحي بيئي مميز وجاذب للغواصين من مختلف دول العالم.

وبين الجاسم أن مركزه بات يسيّر رحلات غوص عديدة ومنتظمة لمنتزه الغوص، مشيراً إلى أن السياح الغواصين يأتون من داخل المملكة ومن مختلف دول العالم، لافتاً إلى أن مراكز الغوص الأخرى أيضاً تنظم رحلات غوص مجدولة للمنتزه والطلب على المغاص في تزايد مستمر.

وأكد ازدياد الطلب الكبير على رخص الغوص بعد افتتاح المنتزه في سبتمبر 2019 لدى مراكز تدريب الغوص والشركات الموجودة في المملكة، إذ إنه لتنظيم رحلات الغوص البحرية يجب الحصول على شهادة الغوص.

وأضاف الجاسم: "بالتأكيد هذا المشروع له مردود اقتصادي عالٍ فهو سينعكس على شركات الطيران والفنادق ومراكز الغوص والعاملين في القطاع، ومن هنا أتت هذه الفكرة لخلق منتزه بحري متميز على مستوى عالمي وتم اختيار الموقع بالتوافق مع أعلى معايير حماية البيئة البحرية، وباستشارة شركات الغوص في البحرين بحيث يكون الموقع آمنًا للغواصين ويحقق أعلى معايير السلامة والأمان".

وأشار الجاسم إلى أن مشروع منتزه الغوص والذي تم تسخير كافة الإمكانيات والدعم لنجاحه لقى شهرة عالمية وجذب سياحي أكسب مملكة البحرين مكاناً متميزاً على صعيد السياحة البيئية وخاصة لهواة رياضة الغوص لما يحتويه موقع المنتزه من مساحة كبيرة وحياة بيئية وفق أفضل المعايير الدولية، وللباحثين والمهتمين على أفضل الأماكن في المحافظة على الحياة الفطرية البحرية.

وقال الجاسم: "إن مشروع منتزه الغوص تمثل فيه الشعاب الصناعية بيئة آمنة لعيش وتكاثر العديد من الكائنات البحرية الحية باعتبارها من أنسب البيئات لتكاثر الأسماك وهو ما حدث فعلياً الآن".

وأضاف الجاسم: "تعتبر الشعاب المرجانية كذلك من أهم البيئات التي تتكاثر فيها الكائنات البحرية الأخرى لتوفر العديد من العناصر المهمة بها من غذاء ومكان مناسب للتكاثر والحضانة، كما تعتبر مثل هذه البيئات أحد أهم عناصر الجذب للسياحة البيئية، والتي تعزز السلوكيات البيئية المستدامة لدى مرتادي المناطق السياحية وترفع الوعي البيئي لدى الزوار من أجل صون وحماية الموارد الطبيعية في المناطق السياحية وهي مهددة أيضاً من "الكراف".