تصدر الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الحادث الجلل الذي اصاب الأمة العربية والاسلامية وهو رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود طيب الله ثراه في فترة عربية هي بأمس الحاجة الى قائد مؤثر وصاحب قرار حاسم وحكيم فبرحيله تكون الامة العربية والاسلامية فقدت ابرز قادتها العظام في هذا العصر .فتحت عنوان " الملك عبدالله .. رجل المواقف التاريخية " كتبت صحيفة اخبار الخليج الصادرة اليوم في مقالها الافتتاحي " لقد كانت للملك عبدالله بصماته الواضحة ومواقفه التاريخية التي كان لها تأثيرها الواسع النطاق على اتجاهات السياسة العالمية والعلاقات بين الشعوب، فضلا عن إنجازاته التنموية داخل بلاده المملكة العربية السعودية، وأيضا في العالمين العربي والإسلامي." وحين نقول إن الملك عبدالله كان رجل المواقف التاريخية، فإننا لا نغالي على الاطلاق، فقد كان رحمه الله عنده حاسة القائد التاريخي ذي الرؤية الثاقبة والقدرة العالية على تقييم السياسات، ومن ثم امتلاك الجرأة على طرح المواقف والمبادرات السياسية والحضارية التي تتسم بالحكمة وبعد النظر، الأمر الذي يجعها ذات تأثير عميق في السياسات الإقليمية والدولية " . وقالت الصحيفة ان شعب البحرين يستذكر للملك عبدالله موقفه التاريخي المشهود في دعم وتأييد البحرين في أحلك الظروف وخاصة إبان أزمة فبراير عام 2011، فقد كان موقف السعودية وقيادتها بزعامة الملك عبدالله في دعم الحفاظ على أمن واستقرار البحرين حاسما في حماية البحرين وتدعيم قدرتها على مواجهة تلك الأزمة والخروج منها إلى بر الأمان، حيث دعمت السعودية بقوة المبادرة الخليجية لإرسال قوات درع الجزيرة الخليجية إلى البحرين للمساهمة في حماية أمنها واستقرارها، وهو تحرك استراتيجي أصاب القوى المعادية للبحرين بالذهول والصدمة مما أسهم بقوة في السيطرة على الموقف وتجاوز البحرين لتلك الأزمة العاصفة.وتطرقت الصحيفة الى مواقف الراحل الملك عبدالله الخليجية والعربية ، مبينة انه لا أحد ينسى مبادرته التاريخية بدعوة دول الخليج بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وتأكيده ضرورة إقامة الاتحاد الخليجي باعتباره الخيار الاستراتيجي المستقبلي لحماية أمن دول الخليج وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، وإكسابها القدرة والمنعة لمواجهة التحديات كافة في عصر التكتلات العالمية الكبرى.ورأت الصحيفة انه على رغم رحيل الملك عبدالله، فإن دعوته إلى الاتحاد الخليجي ستظل بمثابة عنوان برنامج المستقبل لدول مجلس التعاون الخليجي إذا كانت تريد لنفسها مستقبلا قويا وقادرا في عصر التحديات الأمنية المتفاقمة وفي طليعتها الحرب على الإرهاب . كما اشادت الصحيفة بمناقب الفقيد الراحل منوهة بروح المثابرة والصبر والحكمة التي تحلى بها الملك عبدالله لتحقيق المصالحة بين دول مجلس التعاون وخاصة خلال الأزمة مع قطر، حيث أظهر ذلك حرصه الشديد على ضرورة الحفاظ على وشائج الترابط والتلاحم بين أعضاء الأسرة الخليجية الواحدة مهما كانت الظروف ومهما بلغت درجة الخلاف، إذ يظل الحفاظ على البيت الخليجي الواحد هدفا استراتيجيا لا يمكن التفريط فيه.اما في السياق العربي تقول الصحيفة كان الملك عبدالله رائد الدعوة إلى ترسيخ التضامن العربي وتعزيز وحدة الصف، وتنقية الأجواء العربية من أي خلافات وهو ما تجلى في نجاحه مؤخراً في اتمام المصالحة المصرية – القطرية، والتي عمل عليها بكل إخلاص رغم الظروف الصحية الصعبة التي كان يمر بها، وهو أمر يشهد على مدى إخلاصه وتفانيه في العمل من أجل خدمة أمته العربية، وهي الرسالة التي ظل وفياً لها حتى آخر يوم في حياته العامرة بالإنجازات والمبادرات البناءة.وفي هذا الصدد اشارت الصحيفة الى مبادرة السلام العربية والتي كان أساسها مبادرة صاغها عندما كان ولياً للعهد عام 2002م ثم أقرتها الجامعة العربية لتكون أساساً للتحرك العربي من أجل السلام باعتباره خياراً استراتيجيا، ولأنها مبادرة صادقة ومتكاملة وتقوم على قاعدة الحل الشامل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام .. فقد عملت اسرائيل على تعطيلها وعرقلتها حتى الآن، لكن الحقيقة تظل أن أي جهد حقيقي لإنجاز السلام لا يمكن ان يكتمل إلا اذا استند إلى مبادرة الملك عبدالله للسلام بين العرب واسرائيل.اما على الصعيد العالمي فقد كان الملك عبدالله داعية كبيراً من أجل السلام والحوار بين الأديان، وهو نهج استمده من مبادئه وقناعاته الإيمانية الراسخة، فقد كان رجلاً مؤمناً بأن الاسلام هو رسالة السلام إلى العالمين فلو تم الالتزام بمبادئ تلك المبادرة التاريخية وخاصة من جانب المؤسسات والمراكز الثقافية والاعلامية والسياسية الغربية، لما ساءت العلاقات بين الغرب والعالم الاسلامي ولأمكن فتح صفحة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل بين الجانبين، ولهذا ستظل مبادرة الملك عبدالله للحوار بين الاديان اساساً لأي علاقات قويمة وحضارية قادرة على إشاعة أجواء السلام في العالم أجمع.وتطرقت الصحيفة الى الشأن الداخلي السعودي حيث عمل الملك عبدالله على تعزيز آفاق التنمية والتطور في السعودية، ونجح خلال سنوات حكمه في جعل السعودية واحدة من أكبر 20 اقتصادًا في العالم وذلك بفضل السياسات الحكيمة والهادئة في الحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية، فضلاً عن استثمار العوائد النفطية في تنفيذ سلسلة من الخطط الانمائية التي اثمرت في تعزيز قوة الاقتصاد السعودي وتعظيم استفادة المواطن السعودي من عوائد التنمية. كما نجح الملك عبدالله في جعل بلاده واحدة من أكبر بلدان العالم استقبالاً للعمالة الوافدة لتكون مصدراً لرزق ملايين الأسر في العالم شرقاً وغرباً وخاصة في العالمين العربي والاسلامي. كذلك فقد تبنى الملك عبدالله نهجاً اصلاحياً متقدماً اسهم في نقل المجتمع السعودي إلى آفاق واسعة في الانفتاح على العالم ومواكبة التحولات العصرية في مجالات التعليم والحوار الثقافي وتعزيز مكانة المرأة والاقرار بحقوقها، ولن تنسى المرأة السعودية له قراره التاريخي بجعل 20% من مقاعد البرلمان مجلس الشورى السعودي هي من نصيب المرأة، فضلا عن تنفيذ برنامج البعثات الدراسية للطلاب السعوديين النابهين ليتلقوا العلم في أعرق الجامعات العالمية وخاصة في أوروبا وأمريكا.وتختم الصحيفة بالقول " إن الملك عبدالله كان قائداً تاريخيًا ذا رؤية وبصيرة وسياسات اتسمت بالحكمة والشجاعة فلا غرو أن أطلق عليه لقب صقر العروبة لمواقفه المشهودة في نصرة القضايا العربية، ولهذا فلن ينسى العرب والمسلمون وكل المنصفين في هذا العالم للملك عبدالله مواقفه ومبادراته الحضارية المؤثرة التي صاغت له مكانة رفيعة في تاريخ الانسانية " . وفي مقالها الافتتاحي المعنون " وترجّـــــــل فـــــارس الأمّـــة " قالت صحيفة البلاد إنّ مملكة البحرين تستذكر بالكثير من العرفان وصدق الكلمة المواقف الجليلة لفقيد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، تجاه إخوانه وأبنائه في مملكة البحرين. وتجلّت طوال مسيرته التاريخية جلائل الأعمال التي ستبقى خالدة وراسخة في الوجدان.ومن هنا تقول الصحيفة ان شعب البحرين لن ينسى أبدا خادم الحرمين، فذكراه خالدة عند الصغير والكبير، فالجميع يتذكر تصديه للمؤامرات التي تعرضت لها البحرين، إيمانا منه بأن أمن واستقرار البحرين جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية.واضافت الصحيفة في مقالها الافتتاحي " إنّ مسيرة قيادة الفقيد الكبير للمملكة العربية السعودية الشقيقة اتسمت بالحكمة والشجاعة والنجاح في الحفاظ على أمن المملكة العربية السعودية ووحدتها. وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز من القيادات التاريخية العالميّة لإسهاماته في حلحلة العديد من القضايا الشائكة. كما كان رحمه الله راعيا لمسيرة مجلس التعاون الخليجيّ ومدافعا صلبا عن قضايا أمته العربية والإسلامية، بحكمته وبصيرته النافذة. أعطى الكثير لشعبه وأمته ودافع عن العروبة والإسلام بصدق وإخلاص، ودوره فاعل في خدمة الأمة والنهوض بمسيرة العمل العربي والمشترك " . واستذكرت الصحيفة مواقف الملك عبدالله الذي نذر نفسه لشعبه وقضايا أمته دون كلل لتقوية البنيان العربيّ وتعزيز تماسكه ، مؤكدة ان مبادرته التاريخية التي أطلقها بتحويل مجلس التعاون إلى كيان اتحادي خير شاهد على تلك المسيرة العطرة.ونوهت الصحيفة في ختام مقالها الافتتاحي بالكلمات المسؤولة التي تضمنها بيان الذي نعى فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث قال " قد شاء الله أن أحمل الأمانة العظمى، أتوجه إليه سبحانه مبتهلا أن يمدني بعونه وتوفيقه.. وسنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز وعلى يد أبنائه رحمهم الله ولن نحيد عنه فدستورنا هو كتاب الله وسنة نبيه (ص)".من جانبها كتبت صحيفة الأيام تحت عنوان / .. ستبقى في وجدان أهل البحرين / تقول : برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى رحمة الله الواسعة، تكون الأمة العربية والاسلامية قد فقدت زعيما ورمزا عظيما، وهب كل حياته من أجل نصرة القضايا العربية والاسلامية والدفاع عنها ببأس شديد في شتى المحافل الدولية .واضافت الصحيفة تقول انه برحيل أبي متعب نكون نحن هنا في البحرين، قد فقدنا نعم الأخ والشقيق الاكبر، الذي تميز بالحكمة والحنكة والمواقف التاريخية المشهودة، التي جعلت من المملكتين مملكة واحدة، ومن الشعبين شعبا واحدا، وهو من قال رحمه الله: حدود المنامة هي حدود الرياض وحدود الرياض هي حدود المنامة . إن فقدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه أصاب البحرين كلها بحزن وألم شديدين، وهي تستذكر بكل الامتنان والعرفان والتقدير ما بذله الفقيد الكبير من جهود في تعزيز العلاقات الاخوية التاريخية بين المملكتين على شتى الأصعدة .وقالت الصحيفة ان البحرين لن تنسى مواقف أبو متعب من مختلف الظروف التي مررت بها على مدى السنوات السابقة، ومشاركته مختلف المناسبات مجسدا أسمى معاني الاخوة والعروبة ووحدة الهدف والمصير المشترك، وحرصه رحمه الله على أمن واستقرار وسلامة البحرين. مؤكدة ان أبومتعب طيب الله ثراه سيبقى في وجدان أهل الخليج جميعا رمزا للوحدة والاتحاد ، حيث لم يألُ الراحل الكبير جهدا للتكامل الخليجي ومساندة العمل المشترك ودعم وتطوير مسيرة مجلس التعاون وصولا الى الاتحاد المنشود. كما استذكرت الصحيفة مواقف الملك عبدالله طيب الله ثراه في قضايا الأمة العربية والاسلامية مؤكدة انه سيبقى كذلك خالدا في وجدانها قائدا فذا ومدافعا صلبا عن العروبة والاسلام والمسلمين، ورمزا للتضامن ووحدة الصف، من خلال عمله الدؤوب لتنقية الاجواء من كل الشوائب وتجاوز أية خلافات تعرقل مسيرة هذه الأمة في تحقيق نهضتها ومواجهة التحديات التي تحيط بها.وختمت الصحيفة بالقول " لقد فقد العالم برحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه قائدا للاعتدال والتوازن والحكمة، ورمزا للسلام والحوار والمحبة والعطاء بلا حدود لكل ما من شأنه أن يجنب البشرية شرور القتال والحروب ويساعد على نشر السلام والاستقرار والامن والرخاء في العالم. رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وطيب ثراه وأسكنه فسيح جناته وألهم الجميع الصبر والسلوان، وان يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مواصلة قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة نحو مزيد من الرفعة والعزة والنهضة.