سمع دوي اطلاق نار الاحد في صنعاء التي تجوبها دوريات الميليشيا الشيعية التابعة للحوثيين في ظل اشتداد الازمة في هذا البلد الحليف لواشنطن وحيث قدم الرئيس والحكومة استقالتهما.وامعانا في الاضطراب، ارجىء مجددا اجتماع للبرلمان كان مقررا الاحد بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي. وافاد محيطون بالرئيس ان البرلمان رفض هذه الاستقالة.واليمن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في حربها على القاعدة، بات منذ الخميس من دون رئيس للجمهورية ولا رئيس حكومة على اثر استقالة الرئيسين تحت ضغط الميليشيات الشيعية في جماعة انصار الله التي تسيطر على كل العاصمة تقريبا.ومن المحتمل ان تؤثر الاستقالة في الجهود التي يبذلها الحليف الاميركي الكبير في مكافحة تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي تعتبره واشنطن اخطر الشبكات التي تدين بالولاء للقاعدة.وفي هذا السياق، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الحرب على القاعدة في اليمن تبقى اولوية للولايات المتحدة رغم الفوضى السائدة في هذا البلد.وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك في نيودلهي مع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي ان "اولويتنا هي الابقاء على الضغط على القاعدة في اليمن وهذا ما نقوم به".واضاف "قرأت مقالات تفيد ان انشطتنا في مكافحة الارهاب تم تعليقها: هذا غير صحيح". وقال ايضا "سنواصل ضرب اهداف مهمة داخل اليمن وسنبقي على الضغط الضروري لضمان امن الاميركيين".ومنذ 2009، شنت الولايات المتحدة اكثر من 110 ضربات جوية في اليمن، والقسم الاكبر منها بواسطة طائرات من دون طيار، بحسب تعداد نشرته مؤسسة نيو اميركا. وفي 2011، قضى الاميركيون على الامام الاميركي اليمني انور العولقي المسؤول عن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي نشا من دمج فرعي القاعدة في السعودية واليمن.وكررت الولايات المتحدة القول الخميس انها ستبقي سفارتها مفتوحة في صنعاء مع خفض عدد افراد طاقمها في الوقت نفسه.واذ اشار الى قلقه حيال "ما كان على الدوام حكومة مركزية هشة"، دعا الرئيس الاميركي كافة الاطراف المعنية الى احترام العملية الدستورية و"اللجوء الى وسائل سياسية بدلا من العسكرية لحل خلافاتهم".وقال اوباما ايضا ان "اليمن لم يكن على الاطلاق ديموقراطية تامة او جزيرة استقرار"، مشيرا الى ان مكافحة الارهاب يجب ان تجري في دول مضطربة اساسا.واوضح ان مكافحة تنظيم القاعدة في اليمن تمثل "عملية عسيرة".الى ذلك، قال شهود في صنعاء ان مسلحين من الحوثيين اطلقوا النار في الهواء اليوم لتفريق بداية تظاهرة مناهضة امام جامعة صنعاء غداة مسيرة احتجاجية كبيرة ضد وجودهم في العاصمة.وقال شهود ان المسلحين هاجموا صحافيين ومنعوهم من تصوير فرار عشرات المتظاهرين.واعلنت نقابة الصحافيين ان الميليشيا الشيعية اعتقلت اثنين من الصحافيين خلال تفريق بداية التظاهرة.وقال محمد السياغي المصور الصحافي العامل مع وكالة رويترز انه اعتقل مع الصحافيين ثم اطلق سراحه بعد ساعة من الاستجواب.واكد الامين العام لنقابة الصحافيين اليمينين مروان دمج ان المعتقلين يعملان في وسائل اعلام محلية وهما صامد السامعي، محرر الشؤون السياسية في صحيفة "الأولى" ويحيى القباطي، الصحافي في موقع الاشتراكي نت الإخباري. واكد دمج ان عناصر الميليشيا "اعتدوا بالضرب" على الصحافية المستقلة هدى الذبحاني.وقد اكد السياغي لوكالة فرانس برس ان "الحوثيين تصرفوا اليوم بجنون ضد المتظاهرين وضد الصحافيين وأطلقوا الرصاص الحي بشكل عشوائي وتم الاعتداء علينا وعلى المتظاهرين بالضرب بأعقاب البنادق".وأضاف "تم توقيفي ساعة وسالوني مع أي جهة أعمل".وعزز الحوثيين وجودهم المسلح في قطاع جامعة صنعاء لمنع اي محاولة للتجمع، حسب الشهود.وتظاهر الاف اليمنيين في شوارع صنعاء السبت في اكبر تجمع ضد الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة في ايلول/سبتمبر 2014.وبعيدا عن العنف والفوضى السياسية، يخشى سكان العاصمة اصابة الادارة بالشلل فلا احد يعرف ما اذا كانت رواتب موظفي الدولة ستدفع اخر الشهر الحالي او ما اذا كان تقديم الخدمات العامة سيستمر.كما بات اليمن على شفير كارثة انسانية مع اعلان منظمة اوكسفام عن وجود 16 مليون نسمة، اي اكثر من نصف عدد السكان، بحاجة الى مساعدات.واضافت في بيان ان "ازمة انسانية واسعة النطاق تهدد هذا البلد في حال استمرت حالة عدم الاستقرار".