مما رواه التراث الإسلامي من قصص عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حادثة قيل إنها وقعت في في العام «23هـ - 645م»، اختلفت الروايات في نصها ولكن مضمونها أنه بينما كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يخطب يوم الجمعة على منبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، فجأة قام ينادي بأعلى صوته خلال الخطبة «يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم».
هنا تختلف الروايات، فبعضها يشير إلى أنه عندما سُئل عمر عن هذا أبدى استغراباً عما يُزعم أنه قاله وكأنه قال ذلك غير منتبه مشيراً إلى أنه وقع في خلده أن «المشركين هَزَموا إخواننا فركبوا أكتافهم، وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا، وقد ظفروا، وإن جاوزوا هلكوا»، وفي رواية أخرى قيل أنه كشف لعمر عن سارية وهو في العراق يقود سريةً معه أن العدو حاصرهم.
ومن المثير ما جاء عقب تلك الحادثة من تثبيت وتبيان إذ قدم سارية على عمر بعد انتصاره، قائلاً: «يا أمير المؤمنين، تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: «يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم». عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم».
تلك القصة، كانت واحدة من أعظم أمثلة التراث الإسلامي للدلالة على صحة وحقيقة التخاطر، وكيف أن عمر بن الخطاب في المدينة المنورة قد نقل رسالته إلى سارية في فارس. ليس ذلك وحسب، بل إنها تفتح المجال للحديث في محور آخر من محاور التواصل الطاقي يتمثل بمسألة الاستبصار، التي سنفرد لها مقالات أخرى لاحقة إن شاء الله.
ربما الحديث عن صحابي بقدر عمر وصلاحه، مدعاة للقول إن تلك الهبة الخاصة لا تتأتى إلاّ لأصحاب الكرامات والأولياء الصالحين كما أشرنا بالأمس، وإن محاولة التمتع بهذه القدرة توجب سعي المرء أولاً إلى النظافة الداخلية والصلاح «أي الالتزام بتعاليم الدين وفق المنظور العقائدي، أو الامتثال لـ/الانسجام مع قوانين الكون بمنظور كوني خالص».
* اختلاج النبض:
رغم أن تلك الحادثة وثقتها المراجع الإسلامية على مر عقود من الزمن، إلاَّ أنها لم تكن الحادثة الوحيدة أو المتفردة في تاريخ البشرية، وإنما كانت شاهداً ودليلاً على صحتها وحسب، وأن تجارب كثيرة في هذا السياق مازالت تبرهن حقيقة التخاطر وجدواه.
هنا تختلف الروايات، فبعضها يشير إلى أنه عندما سُئل عمر عن هذا أبدى استغراباً عما يُزعم أنه قاله وكأنه قال ذلك غير منتبه مشيراً إلى أنه وقع في خلده أن «المشركين هَزَموا إخواننا فركبوا أكتافهم، وأنهم يمرون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا، وقد ظفروا، وإن جاوزوا هلكوا»، وفي رواية أخرى قيل أنه كشف لعمر عن سارية وهو في العراق يقود سريةً معه أن العدو حاصرهم.
ومن المثير ما جاء عقب تلك الحادثة من تثبيت وتبيان إذ قدم سارية على عمر بعد انتصاره، قائلاً: «يا أمير المؤمنين، تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: «يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم». عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم».
تلك القصة، كانت واحدة من أعظم أمثلة التراث الإسلامي للدلالة على صحة وحقيقة التخاطر، وكيف أن عمر بن الخطاب في المدينة المنورة قد نقل رسالته إلى سارية في فارس. ليس ذلك وحسب، بل إنها تفتح المجال للحديث في محور آخر من محاور التواصل الطاقي يتمثل بمسألة الاستبصار، التي سنفرد لها مقالات أخرى لاحقة إن شاء الله.
ربما الحديث عن صحابي بقدر عمر وصلاحه، مدعاة للقول إن تلك الهبة الخاصة لا تتأتى إلاّ لأصحاب الكرامات والأولياء الصالحين كما أشرنا بالأمس، وإن محاولة التمتع بهذه القدرة توجب سعي المرء أولاً إلى النظافة الداخلية والصلاح «أي الالتزام بتعاليم الدين وفق المنظور العقائدي، أو الامتثال لـ/الانسجام مع قوانين الكون بمنظور كوني خالص».
* اختلاج النبض:
رغم أن تلك الحادثة وثقتها المراجع الإسلامية على مر عقود من الزمن، إلاَّ أنها لم تكن الحادثة الوحيدة أو المتفردة في تاريخ البشرية، وإنما كانت شاهداً ودليلاً على صحتها وحسب، وأن تجارب كثيرة في هذا السياق مازالت تبرهن حقيقة التخاطر وجدواه.