هذا ما اعتدنا عليه من شعب البحرين الوفي الذي إذا اشتدت الأزمات تجده كالبنيان الواحد المرصوص، لا يفرق بين مذهب أو عرق، فمملكة البحرين على مدى تاريخها القديم والمعاصر ساحة تجمع ولا تفرق، فالأحداث المتوالية تؤكد للعالم بأننا الأقوى في قيمنا ومبادئنا التي ورثناها من أجدادنا.

فمنذ اكتشاف أول حالة لمرض كورونا في المملكة، رأينا الجميع بكل الأطياف ملتفين نحو قيادتهم ووطنهم، لأنهم واثقون ثقة عمياء أن هذا هو المخرج من كل أزمة تمر بها البلاد، فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه يتابع جميع تطورات المرض أولاً بأول ويلتمس حاجة المواطنين، فكانت جميع القرارات الاحترازية المتعلقة بمكافحة فايروس كورنا تؤكد مدى التجاوب الفعال من قبل قائد هذه المنظومة، فكانت الإجراءات في وقتها وملبية لمتطلبات الوضع التي تعيشه مملكة البحرين.

إن صاحب السمو الملكي ولي العهد حرص من خلال هذه الأوضاع على أن يكون قريباً من الحدث ويستمع لجميع الأطراف المعنية وتكون التوجيهات الصادرة تحمي المواطن والمقيم وكل شخص يعيش على هذه الأرض، وتجلى ذلك في إصدار قرارات مهمة كتعطيل المدارس والجامعات الخاصة والحكومية واتخاذ إجراءات مشددة في مطار البحرين الدولي بشأن القادمين من المناطق الموبوءة.

وفي هذا الإطار، لا بد أن ننوه إلى الاجتماع الذي عقده معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بنخبة من المواطنين وأئمة المساجد وكتاب الرأي والإعلاميين والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لوضع النقاط على الحروف، وتوجيهاته بأهمية أن تكون الكلمة جامعة لا مفرقة، وأن الجميع يجب أن يتحمل مسؤولياته أمام الرأي العام في عدم التهويل مع الأخذ بالحيطة والحذر وعدم تغافل الإرشادات الطبية المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا، فمعالي الوزير منذ اللحظة الأولى في اللقاء برهن على أن الشعب البحريني من الشعوب الواعية وهذا هو الرهان الذي يجعل المملكة قوية وشامخة في مواجهة جميع التحديات.

أما على الصعيد الميداني، فهناك كلمة حق وإجلال يجب أن تقال في حق الفريق الطبي يتقدمهم استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا المقدم مناف القحطاني الذي في كل يوم يثبت للعالم بأن مملكة البحرين لديها خيرة من الأطباء والخبراء في مواجهة هذه الأزمات، ومدى الاستعدادات التي تؤكد بأننا قادرون على مجابهة أي طارئ وذلك بما توفره الدولة من إمكانيات حديثة ومتطورة تسهم في التصدي للأمراض والأوبئة.

غير أن اللافت في هذه الأزمة التي تمر بها البلاد هي الطواقم العاملة في مكافحة فيروس كورونا، فهي وطنية خالصة تعمل ليل نهار وبلا كلل أو ملل، بل أن أغلبهم قد يصل به الأمر إلى أنه يعمل 24 ساعة متواصلة بلا نوم، بدءاً من رجال الأمن والجمارك والأطباء والممرضين وصولاً إلى العاملين في الميدان كرجال الدفاع المدني، ورجال الإعلام والصحافة، فالجميع عمل بمجاله من أجل هذا الوطن وبطاقات شبابية وخبرات عملية.

خلاصة الحكاية، أن مملكة البحرين بكيانها وسيادتها وتاريخها مرت عليها أزمات أقسى من فيروس كورونا وقد تجاوزتها بتكاتف شعبها وبتلاحمهم نحو قيادتهم، وأن كل أزمة تمر بها المملكة تعود أقوى من السابق، فهنيئاً لنا جميعاً بأننا اجتزنا هذه الأزمة قبل أن تبدأ لأننا واثقون من أنفسنا كشعب وقيادة بأنها محطة عابرة وسنتخطاها بقيادة ربان سفينتنا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.