ما زلنا مبحرين في لجج التواصل الطاقي، نطفو على مراكب التخاطر ونستغرق في تفاصيلها طوال الرحلة، إذ فتحنا صندوق الحبال الأثيرية، وحاولنا اكتشاف كنوزها التي أثرت تجربتنا الإنسانية من جهة، وجعلت أي علم أو شعور أو معلومة خارج قوانين الاحتكار التي حاولت البشرية فرضها في مراحل مختلفة من الزمن والتطور الحضاري. وعسى أن يكون ذلك ترجماناً كونياً لحرمة كتم العلم، فإن لم يكن نشره طوعاً من باب زكاته فليكن بالإجبار عبر تسربه طاقياً، وإن تزامن أحياناً فلعله الشاهد الأكبر على أننا لا نملك من أفكارنا شيئاً رغم أننا في هذا واهمون طوال مدة تجربتنا الإنسانية على الأرض.
وإننا إذ أشرنا إلى مفهوم الحبال الأثيرية وطريقة تكونها بين الأفراد الذين يجتمعون على اهتمام موجه بينهما أو من قبل أحد الطرفين تجاه آخر، فلعل من المثير الإشارة أيضاً إلى أن الحبال الطاقية تلك قد تمتد لأصحاب الاهتمام المشترك أيضاً ممن يحملون نفس الهم ويجتمعون على وحدة الموضوع، حيث نلاحظ أن أهل اختصاص ما يخرجون فجأة بنظريات مشابهة أو مماثلة، أو يخترعون نفس الجهاز في نفس الوقت، أو يقدمون عملاً أدبياً في موضوع فريد غير مطروق من قبل، أو يحللون ظاهرة ما ويقفون متسائلين حولها من حيث لم يسبقهم إليها أحد، ما يجعل ذلك التزامن مثيراً للاستغراب لاسيما إن كان الأشخاص ممن قدموا أعمالاً متشابهة أو مماثلة ينتمون لمناطق مختلفة ومتباعدة جغرافياً ولا صلة بينهم بأي شكل من الأشكال. ومن ذلك قصة اختراع الهاتف، التي أدعوكم لقراءتها إن لم تعرفوا عنها من قبل.
لعل ظاهرة كهذه تجعل من المخيف أحياناً أن نحتفظ بأفكارنا في الأدراج أو في أرفف عقولنا دون تحويلها إلى إنجاز وعمل جاد إن أردنا تسجيلها باسمنا حقاً، فهناك آخر في مكان ما التقط نفس الفكرة في زمن مقارب وربما هو يعمل عليها الآن. والسؤال هنا.. من أين التقط ذاك فكرتي؟!! في الحقيقة.. ربما لا تكون تلك فكرتي ولا فكرة الآخر، وإنما هي فكرة سبق إليها آخرون أو مهدوا إليها، وظلت سابحة في فراغ الكون وذاكرته، وما إن تهيأت الفرصة لتكرار ظهورها أو ارتفع الاستحقاق لها التقطناها نحن في هذا الوقت فظنناها أفكارنا الخاصة. يعني هذا أننا لسنا المصممين الفعلين أو العقول الفعلية المفكرة فيما جئنا به، ولسنا أصحاب الإبداع الأول فيما نقدمه على الدوام، وإنما هي أفكار ومعلومات يجري تداولها في هذا الكون وربما عبر أزمنة متعددة، ويشير البعض إلى أن ذلك كله محفوظ في ذاكرة الكون منذ علّم الله آدم -عليه السلام- الأسماء كلها.
* اختلاج النبض:
إن كان العلم كله محفوظ في ذاكرة الكون، يتأتى إلينا وفق معايير الحبال الطاقية والاستحقاق وعوامل أخرى عدة، فليس ثمة انشغال أصيل بما نقدمه من أفكار أو نتوصل إليه من تفسيرات وتحليلات، وأن ذلك كله إنما هو من علم الله الذي يختص به من يشاء من عباده على درجات متباينة، لأسباب وغايات متفاوتة.
وإننا إذ أشرنا إلى مفهوم الحبال الأثيرية وطريقة تكونها بين الأفراد الذين يجتمعون على اهتمام موجه بينهما أو من قبل أحد الطرفين تجاه آخر، فلعل من المثير الإشارة أيضاً إلى أن الحبال الطاقية تلك قد تمتد لأصحاب الاهتمام المشترك أيضاً ممن يحملون نفس الهم ويجتمعون على وحدة الموضوع، حيث نلاحظ أن أهل اختصاص ما يخرجون فجأة بنظريات مشابهة أو مماثلة، أو يخترعون نفس الجهاز في نفس الوقت، أو يقدمون عملاً أدبياً في موضوع فريد غير مطروق من قبل، أو يحللون ظاهرة ما ويقفون متسائلين حولها من حيث لم يسبقهم إليها أحد، ما يجعل ذلك التزامن مثيراً للاستغراب لاسيما إن كان الأشخاص ممن قدموا أعمالاً متشابهة أو مماثلة ينتمون لمناطق مختلفة ومتباعدة جغرافياً ولا صلة بينهم بأي شكل من الأشكال. ومن ذلك قصة اختراع الهاتف، التي أدعوكم لقراءتها إن لم تعرفوا عنها من قبل.
لعل ظاهرة كهذه تجعل من المخيف أحياناً أن نحتفظ بأفكارنا في الأدراج أو في أرفف عقولنا دون تحويلها إلى إنجاز وعمل جاد إن أردنا تسجيلها باسمنا حقاً، فهناك آخر في مكان ما التقط نفس الفكرة في زمن مقارب وربما هو يعمل عليها الآن. والسؤال هنا.. من أين التقط ذاك فكرتي؟!! في الحقيقة.. ربما لا تكون تلك فكرتي ولا فكرة الآخر، وإنما هي فكرة سبق إليها آخرون أو مهدوا إليها، وظلت سابحة في فراغ الكون وذاكرته، وما إن تهيأت الفرصة لتكرار ظهورها أو ارتفع الاستحقاق لها التقطناها نحن في هذا الوقت فظنناها أفكارنا الخاصة. يعني هذا أننا لسنا المصممين الفعلين أو العقول الفعلية المفكرة فيما جئنا به، ولسنا أصحاب الإبداع الأول فيما نقدمه على الدوام، وإنما هي أفكار ومعلومات يجري تداولها في هذا الكون وربما عبر أزمنة متعددة، ويشير البعض إلى أن ذلك كله محفوظ في ذاكرة الكون منذ علّم الله آدم -عليه السلام- الأسماء كلها.
* اختلاج النبض:
إن كان العلم كله محفوظ في ذاكرة الكون، يتأتى إلينا وفق معايير الحبال الطاقية والاستحقاق وعوامل أخرى عدة، فليس ثمة انشغال أصيل بما نقدمه من أفكار أو نتوصل إليه من تفسيرات وتحليلات، وأن ذلك كله إنما هو من علم الله الذي يختص به من يشاء من عباده على درجات متباينة، لأسباب وغايات متفاوتة.