مع فوضى فيروس كورونا الذي عبر القارات واخترق الأجساد في أسابيع قصيرة لا يسع الإنسان سوى أن يتفكر في قدرة الخالق القوي وحده على تسخير أي شيء في هذا الكون «.....وَما يعلَمُ جنودَ رَبكَ إِلا هوَ وَما هيَ ‏إِلا ذِكرَى للبشرِ»، «سورة المدثر: 31».

فالميكروب والفيروس مثله مثل الرياح والعواصف والطوفان والجراد والطير الأبابيل جند من جنود الله ترسل للناس أما لتذكير الغافلين منهم به وبعجيب قدرته أو لمعاقبة البعض منهم أو لابتلائهم ليختبر صبرهم أو لحكمة يعلمها رب العالمين وحده. فكلما اعتقد الإنسان أنه حقق تقدماً وأصابه الغرور بنجاحاته العلمية تأتيه رسالة من الله تجبره أن يضع غروره في قاع الأرض ويدوس عليه وتذكره بمن هو أقوى منه ومن كل شيء.

وينشغل العالم الآن بالأسباب وكيفية معالجتها والتخفيف منها مثل إبعاد المصابين عن الأصحاء ولبس الأقنعة والاعتكاف في المختبرات لإيجاد الدواء ولا بأس في ذلك فهذا ما بيد الإنسان «الأخذ بالأسباب» لكن يغفل الكثيرون أن الخالق عز وجل هو الذي بيده أمور الكون وهو الذي أراد أن ينتشر هذا الفيروس في مشارق الأرض ومغاربها والعالم في أوج تقدمه العلمي والتكنولوجي وهو وحده من يستطيع أن يوقفه وقت ما يشاء.

لا أحد يتمنى المرض والمصيبة، لا أحد، ولكن كم من غافل يتعرض لمشكلة في صحته فيعتبر ويعود إلى ربه، وكم من جاهل وملحد يرى إعجاز الرحمن فيخاف ويبحث عن من وراء مصيبته فيجد أن الخالق ساقها له ليوقظه من سباته العميق، فيروس كورونا، إنذار وآية من رب العالمين لبني آدم لعلهم يهتدون.

من جانب آخر، وصل فيروس كورونا البحرين، وتابعنا الاستنفار من الجميع قيادة وأطباء وإعلاميين وقوات أمن وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على حرص هذه الدولة على حماية أبنائها من خطر الوباء، وهذا أمر محمود. وكل التقدير على الجهود التي تبذل للحد من انتشار المرض فما نراه من تفانٍ وإخلاص في العمل يثلج الصدر ويرفع مستوى ثقتنا بكوادرنا سواء كانت إدارية أو طبية أو إعلامية أو أمنية.

والبحرين معروفة بتكاتفها وقت الأزمات كما يشهد لقيادتها الحكيمة حسن التصرف والعمل.

وفق الله الجميع في الحد من فيروس كورونا ولنتذكر كلنا الله في هذه الأيام ونستغفره لعله يلطف بنا ويرحمنا إنه أرحم الراحمين.