«إن العالم اليوم يواجه تحديات متصاعدة لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي لا يفرق بين عرقٍ أو دين أو أي انتماء فكري أو اجتماعي أو طائفة، وهو ما يستوجب تضافر الجهود لمكافحته والتصدي له بما يحفظ صحة وسلامة الجميع».

بهذه الكلمات استهل صاحب السمو الملكي ولي العهد زيارته الأخيرة لغرفة العمليات التابعة للفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) في مركز ولي العهد للتدريب والبحوث الطبية بالمستشفى العسكري، للاطمئنان على سير الإجراءات الاحترازية والتدابير المتخذة ضمن الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19).

في المواقف الشخصية والفردية الصعبة تظهر معادن الرجال، لكن في الأزمات والكوارث الكبرى، فإن الاستعداد والتعاون وسرعة التجاوب، وفق خطة علمية محكمة، يعد أهم مقومات الدول الناجحة، والتي تسخر كل الإمكانيات لمواجهة الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد العالم انتشاراً سريعاً وغير متوقع لفيروس كورونا (كوفيد 19)، طال معظم دول العالم، ومن ضمنها مملكة البحرين، حيث تم الإعلان رسمياً عن وجود عدد من الإصابات المؤكدة بهذا الفيروس لمواطنين قادمين من إيران.

وقبل هذا الإعلان بأسابيع، أعلنت الجهات المعنية في المملكة عن تشكيل الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، برئاسة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، والذي أوكلت إليه مهمة التعامل مع هذا الفيروس، وفق أعلى المعايير الدولية المعتمدة، وبما يحفظ سلامة الجميع.

ومنذ الأيام الأولى للإعلان عن تفشي المرض، قامت جميع المؤسسات الرسمية المعنية، كلاً حسب اختصاصها، باتخاذ عدد من الإجراءات الناجعة بهدف توفير أقصى درجات الحماية للمواطن والمقيم، وتذليل كافة السبل التي تسهم في الحد من تفشي المرض وانتشاره.

توازت كل هذه الإجراءات الصحية مع مستوى عالٍ من الشفافية في التعامل مع الجمهور، حيث حرصت وزارة الصحة والجهات المعنية في كشف كل المعلومات والحقائق عن تطورات المرض أمام المواطن والمقيم، وتوفير مجموعة من الوسائل الإعلامية وبمختلف اللغات للوقاية منه، وكيفية التعامل معه في حال الإصابة لا قدر الله.

وحقيقةً وبعيداً عن أية مجاملات، فإن أكثر ما لفت انتباهي في هذا الموضوع المتابعة الحثيثة لسمو ولي العهد، وحرص سموه الدائم على متابعة التطورات والإجراءات الاحترازية التي تتخذها الجهات المعنية لمنع انتشاره، والعمل على احتوائه والسيطرة عليه.

فمنذ الأيام الأولى حرص سمو ولي العهد على المتابعة الشخصية والدائمة لضمان توفير كافة الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، والعمل على تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية لهم، باعتبار أن سلامة أهل البحرين كانت ولا تزال على رأس أولويات سموه.

ولا شك في أن هناك اطمئناناً كبيراً على سلامة ونجاعة الإجراءات الحكومية، والاهتمام الرسمي من أعلى المستويات بتحقيق السلامة للجميع، لكن الدور الأكبر والأهم في اعتقادي يقع على عاتق المواطنين والمقيمين، باعتبارهم خط الدفاع الأول والأهم للسيطرة على الفيروس ومنع انتشاره، من خلال الالتزام التام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية.

وهنا لا بد من الإشادة بالدور الوطني الكبير الذي قامت به السلطة التشريعية، ممثلة بمجلس النواب والشورى، من خلال المتابعة والنقاش الموضوعي للإجراءات التي يتم اتخاذها، وتقديم المقترحات التي تسهم في تعزيز الأمن الصحي للمواطن والمقيم، وتقييم الخطوات الحكومية في هذا الإطار.

إضاءة..

من الأهمية بمكان أن يتمتع الجميع بحس المسؤولية والوطنية من خلال الالتزام بعدم نشر الإشاعات أو التعامل معها، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مع التأكيد على دعوة سعادة وزير الإعلام بالحرص على أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، والتي تقوم بدورها على أكمل وجه في اطلاع الجميع أولاً بأول آخر المستجدات، انطلاقاً من المسؤولية الوطنية في تقديم المعلومة الدقيقة الموثوقة بكفاءة وشفافية.