هناك أشخاص يعملون بصمت، وينجزون بهدوء، ولا تجد أية ضوضاء إعلامية تصدر عنهم، رغم أن ما يقومون به أمر كبير جداً.
هذه النوعية من الأشخاص هم أولئك الذين أصفهم بأنهم يعملون لأجل «الصالح العام» أو «القضية الأكبر» أو «الوطن»، الذين لا يعملون من أجل تلميع أنفسهم، أو إبراز مجد شخصي يحققونه، مستغلين مواقعهم في منظومة الوطن.
هناك أمثلة لربما لا تكون عديدة على مسؤولين من هذا الطراز، من العاملين بصمت، والمنجزين بتواضع، الذين يتحقق رضاهم الشخصي من خلال خدمة بلدهم ومواطنيهم. وهناك في المقابل مسؤولون عديدون أو أفراد قد تصل بهم نزعة «الأنا» المرضية لمستوى «الدهس» على المصلحة العامة، فقط حتى يبرز نفسه ويلمعها، ويلمع معها أي أمر يحوله إلى إنجاز عبر بثه في وسائل الإعلام.
من الطراز الأول، أعني الأشخاص الذين «يذوبون» ذواتهم وشخوصهم في «الوطن» ومنظومته، رجل شهادتي فيه مجروحة جداً، وهو أصلاً لا يحتاج لشهادة شخص يعرفه عن قرب، لكن شهادات الناس القاصية عنه، الذين تجمعهم معه «البحرين»، وشهادات أشخاص عديدين من دول مختلفة، هي التي تؤكد ما أقوله عنه، عن المسؤول الذي يعمل بصمت، وينجز دون ضوضاء، ودون سعي وراء الأضواء.
أتحدث عن أحد أبرز سفراء مملكة البحرين في الخارج وأنبلهم، رجل جمع صفات الرقي والتواضع، ودماثة الأخلاق وسرعة الإنجاز، لمستوى أن منحه جلالة الملك حمد حفظه الله شرف تمثيل مملكة البحرين سفيراً لجلالته في شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية.
نعم، أتحدث عن الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير البحرين في السعودية، ومناسبة الحديث ما قام به هذا الرجل الوطني الشهم يوم السبت الماضي، ومعه كتيبته النشيطة والمخلصة في سفارتنا في الرياض.
بيان للشقيقة السعودية أفاد بإغلاق المعابر البرية قبل منتصف ليلة السبت بخمس دقائق، ما يعني تعذر الدخول للسعودية من المنافذ الحدودية، وكذلك الخروج منها.
شخصياً ونظراً لارتباطي بعملي في الرياض تحركت باتجاه جسر الملك فهد ظهر السبت، أي قبل غلق المعبر بساعات، وفي المرة الأولى عند بوابة الرسوم، رفض الموظف أن أعبر وطلب مني الالتفاف للعودة للبحرين، رغم أن عملي في السعودية. امتثلت للطلب باعتباره الإجراء المفترض تطبيقه، رغم أن البيان السعودي فتح المجال لقبل منتصف الليل، ونحن مازلنا في الظهيرة. وبعد اتصالات قمت بها للجوازات ولغرفة العمليات بوزارة الداخلية، عدت للبوابة ودخلت باعتباري أعمل في الرياض، وعند نقطة الجوازات بالمملكة العربية السعودية دخلت بصفتي الدبلوماسية، بعد أن ذهب الموظف ليراجع مسؤوله وسمح لي بالعبور.
وصلت الرياض، وتوجهت مساء لسفارتنا بحي السفارات، للقاء معالي السفير، لأكتشف بأن سفيرنا الشيخ حمود كان يتحرك منذ الصباح الباكر لتسهيل عبور البحرينيين، بالأخص العائدين لبلدهم قبل إغلاق المعبر، وكذلك قام عبر اتصالاته مع المسؤولين السعوديين بتسهيل عبور البحرينيين العاملين في السعودية سواء في سفارتنا أو أمانة مجلس التعاون أو مواقع أخرى، وهكذا عرفت كيف عبرت الحدود.
وكإعلامي لقرابة عقدين ونصف، كان الفضول سيد الموقف، فانهلت بأسئلتي على السفير وعلى المسؤولين والعاملين بالسفارة، فاتضح لي حجم الجهد الكبير الذي بذله الشيخ حمود، وحرصه على تأمين وضع كل مواطن بحريني على المنافذ والمعابر، وأعني الجسر وكذلك منفذي الخفجي والبطحاء، وبين لي سفيرنا الاتصالات التنسيقية التي تمت بينه وبين المسؤولين السعوديين مشكورين، وكذلك التواصل بينه وبين سفيرنا معالي الشيخ الخلوق الآخر خالد بن عبدالله آل خليفة سفيرنا في الإمارات لتأمين وصول البحرينيين عبر المنافذ البرية.
كل هذا حصل، ولم أجد هناك مسارعة للبروز أو التصريح لأية وسائل إعلام أو مواقع، واكتفى الشيخ حمود حينما تأكد من وصول جميع البحرينيين بكتابة تغريدة على حسابه في «تويتر»، يقول فيها: «يسعدني أن أعلن أن جميع المواطنين البحرينيين العائدين إلى وطنهم عن طريق منفذي الخفجي والبطحاء قد تمكنوا من الدخول إلى المملكة العربية السعودية في طريقهم إلى مملكة البحرين، عن طريق جسر الملك فهد، وذلك بفضل تعاون الجهات السعودية المختصة بتسهيل إجراءات دخولهم، وأود أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير إلى القيادة السعودية الحكيمة ولأصحاب السمو والمعالي الوزراء على تعاونهم وحرصهم على المصلحة المشتركة، متمنيا للجميع الصحة والسلامة والخير، وحفظ الله القيادتين الحكيمتين، وحمى المملكتين الشقيقتين وشعبيهما».
لن أزيد هنا إلا بالتساؤل التالي: ألا ترفع القبعة بقوة لمثل هذا الرجل الذي عمل وأنجز وحرص على أبناء وطنه ومصالحهم بصمت وهدوء؟! ألا يستحق هذا الرجل الشكر، الذي حينما قلت له «ما قصرت على جهودك»، بأن رد: «هذا عملي وهذا واجبي»، ولاحظوا أنه شكر الجميع دون أن يشير بحرف للجهد الذي قام به.
لله درّ هذه النماذج المشرفة من الرجال، سفراء تفخر بهم البحرين ونفخر بهم مواطنين. فشكراً لسفير الأخلاق، شكراً لحمود بن عبدالله.
هذه النوعية من الأشخاص هم أولئك الذين أصفهم بأنهم يعملون لأجل «الصالح العام» أو «القضية الأكبر» أو «الوطن»، الذين لا يعملون من أجل تلميع أنفسهم، أو إبراز مجد شخصي يحققونه، مستغلين مواقعهم في منظومة الوطن.
هناك أمثلة لربما لا تكون عديدة على مسؤولين من هذا الطراز، من العاملين بصمت، والمنجزين بتواضع، الذين يتحقق رضاهم الشخصي من خلال خدمة بلدهم ومواطنيهم. وهناك في المقابل مسؤولون عديدون أو أفراد قد تصل بهم نزعة «الأنا» المرضية لمستوى «الدهس» على المصلحة العامة، فقط حتى يبرز نفسه ويلمعها، ويلمع معها أي أمر يحوله إلى إنجاز عبر بثه في وسائل الإعلام.
من الطراز الأول، أعني الأشخاص الذين «يذوبون» ذواتهم وشخوصهم في «الوطن» ومنظومته، رجل شهادتي فيه مجروحة جداً، وهو أصلاً لا يحتاج لشهادة شخص يعرفه عن قرب، لكن شهادات الناس القاصية عنه، الذين تجمعهم معه «البحرين»، وشهادات أشخاص عديدين من دول مختلفة، هي التي تؤكد ما أقوله عنه، عن المسؤول الذي يعمل بصمت، وينجز دون ضوضاء، ودون سعي وراء الأضواء.
أتحدث عن أحد أبرز سفراء مملكة البحرين في الخارج وأنبلهم، رجل جمع صفات الرقي والتواضع، ودماثة الأخلاق وسرعة الإنجاز، لمستوى أن منحه جلالة الملك حمد حفظه الله شرف تمثيل مملكة البحرين سفيراً لجلالته في شقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية.
نعم، أتحدث عن الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير البحرين في السعودية، ومناسبة الحديث ما قام به هذا الرجل الوطني الشهم يوم السبت الماضي، ومعه كتيبته النشيطة والمخلصة في سفارتنا في الرياض.
بيان للشقيقة السعودية أفاد بإغلاق المعابر البرية قبل منتصف ليلة السبت بخمس دقائق، ما يعني تعذر الدخول للسعودية من المنافذ الحدودية، وكذلك الخروج منها.
شخصياً ونظراً لارتباطي بعملي في الرياض تحركت باتجاه جسر الملك فهد ظهر السبت، أي قبل غلق المعبر بساعات، وفي المرة الأولى عند بوابة الرسوم، رفض الموظف أن أعبر وطلب مني الالتفاف للعودة للبحرين، رغم أن عملي في السعودية. امتثلت للطلب باعتباره الإجراء المفترض تطبيقه، رغم أن البيان السعودي فتح المجال لقبل منتصف الليل، ونحن مازلنا في الظهيرة. وبعد اتصالات قمت بها للجوازات ولغرفة العمليات بوزارة الداخلية، عدت للبوابة ودخلت باعتباري أعمل في الرياض، وعند نقطة الجوازات بالمملكة العربية السعودية دخلت بصفتي الدبلوماسية، بعد أن ذهب الموظف ليراجع مسؤوله وسمح لي بالعبور.
وصلت الرياض، وتوجهت مساء لسفارتنا بحي السفارات، للقاء معالي السفير، لأكتشف بأن سفيرنا الشيخ حمود كان يتحرك منذ الصباح الباكر لتسهيل عبور البحرينيين، بالأخص العائدين لبلدهم قبل إغلاق المعبر، وكذلك قام عبر اتصالاته مع المسؤولين السعوديين بتسهيل عبور البحرينيين العاملين في السعودية سواء في سفارتنا أو أمانة مجلس التعاون أو مواقع أخرى، وهكذا عرفت كيف عبرت الحدود.
وكإعلامي لقرابة عقدين ونصف، كان الفضول سيد الموقف، فانهلت بأسئلتي على السفير وعلى المسؤولين والعاملين بالسفارة، فاتضح لي حجم الجهد الكبير الذي بذله الشيخ حمود، وحرصه على تأمين وضع كل مواطن بحريني على المنافذ والمعابر، وأعني الجسر وكذلك منفذي الخفجي والبطحاء، وبين لي سفيرنا الاتصالات التنسيقية التي تمت بينه وبين المسؤولين السعوديين مشكورين، وكذلك التواصل بينه وبين سفيرنا معالي الشيخ الخلوق الآخر خالد بن عبدالله آل خليفة سفيرنا في الإمارات لتأمين وصول البحرينيين عبر المنافذ البرية.
كل هذا حصل، ولم أجد هناك مسارعة للبروز أو التصريح لأية وسائل إعلام أو مواقع، واكتفى الشيخ حمود حينما تأكد من وصول جميع البحرينيين بكتابة تغريدة على حسابه في «تويتر»، يقول فيها: «يسعدني أن أعلن أن جميع المواطنين البحرينيين العائدين إلى وطنهم عن طريق منفذي الخفجي والبطحاء قد تمكنوا من الدخول إلى المملكة العربية السعودية في طريقهم إلى مملكة البحرين، عن طريق جسر الملك فهد، وذلك بفضل تعاون الجهات السعودية المختصة بتسهيل إجراءات دخولهم، وأود أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير إلى القيادة السعودية الحكيمة ولأصحاب السمو والمعالي الوزراء على تعاونهم وحرصهم على المصلحة المشتركة، متمنيا للجميع الصحة والسلامة والخير، وحفظ الله القيادتين الحكيمتين، وحمى المملكتين الشقيقتين وشعبيهما».
لن أزيد هنا إلا بالتساؤل التالي: ألا ترفع القبعة بقوة لمثل هذا الرجل الذي عمل وأنجز وحرص على أبناء وطنه ومصالحهم بصمت وهدوء؟! ألا يستحق هذا الرجل الشكر، الذي حينما قلت له «ما قصرت على جهودك»، بأن رد: «هذا عملي وهذا واجبي»، ولاحظوا أنه شكر الجميع دون أن يشير بحرف للجهد الذي قام به.
لله درّ هذه النماذج المشرفة من الرجال، سفراء تفخر بهم البحرين ونفخر بهم مواطنين. فشكراً لسفير الأخلاق، شكراً لحمود بن عبدالله.