من أكثر الأسئلة الدينية والوجودية الكبرى المثيرة للجدل بين أوساط المتدينين والمفكرين والمثقفين فضلاً عن العوام من الناس تلك المتعلقة بإذا ما كان الإنسان منا مسيراً أو مخيراً. ورغم أن هناك الكثير من الإجابات التي تشير إلى أن المسألة نسبية وتتراوح بين المجالين، وإن كانت تشير في الكفة الأكبر إلى جانب التخيير، تبدو كثير من الإجابات تلك غير منطقية ولا مقنعة بما يكفي.
وقد كان من المثير أحياناً القول بأن كثيراً من الظروف التي نعيشها والواقع الذي نكابده بما يحمله من قسوة ومرارة أحياناً هو من صنعنا ومن اختيارنا، بينما ترى أننا ولدنا لنجد أنفسنا فقراء أبناء فقراء مثلاً، أو في بيئة لا تحظى بفرصة كافية من التعليم أو أننا في أجواء عائلية غير تلك التي يحظى بها آخرون على نحو يبدو لنا مثالياً، ولعل ذلك يعيدنا للحديث بشكل غير مباشر إلى فكرة الإسقاط التي تناولناها سابقاً والتي تجعلنا نلقي باللوم فيما نعايشه من ظروف عامة على كل شيء حولنا إلّانا، كأن نلقي باللوم على الحكومات وثقافة المجتمع ووالدينا ومسؤولنا في العمل والظروف المناخية وغلاء المعيشة وكل شيء حولنا. أعلم جيداً أن الوقوف على تلك التفاصيل بوجهة نظر مغايرة للسائدة في المجتمع يشكل نوعاً من الاستفزاز للقارئ، ولكني آمل أن يكون ذلك استفزازاً إيجابياً للمراجعة ولفهم الموضوع على نحو دقيق.
إن الأطروحات الأخيرة التي تتناول مسألة الاختيار، قد فندت كثيراً من الجوانب التي تجعل حياتنا مبنية فعلياً على اختياراتنا، والتي قد تكون اختيارات غير واعية أو لا ندرك بما يكفي ما قد تحدثه من نتائج أو أنها قد تسبب نتائج معاكسة تماماً لما نريده، ولكننا اخترنا بطريقة أو بأخرى. وبينما ركزت تلك الأطروحات على تحميل المرء مسؤولية واقعه المعاش، عملت أيضاً على تقديم خارطة طريق نحو جودة الاختيار وبالتالي جودة الحياة، وما أن يأخذ الإنسان خطوات عملية جادة للتغيير في اختياراته وتنويعه سيلمس النتائج على أرض الواقع على نحو يغير جوانب كثيرة من حياته وربما بشكل جذري.
ولأننا ركزنا في الفترة الفائتة على موضوعات الطاقة الحيوية وتأثيراتها على الحياة العامة، إلى جانب أحاديث متفرقة عن قانون الجذب وكيف يعمل الكون في تسخيره لنا، وعلى مقدمات في الوعي الإنساني ودرجات الارتقاء فيه، فقد أصبح من الممكن القول وفقاً لبعض الأفكار التي طرحناها كأساس للوعي أن سحر التغيير الفعلي يكمن في إعادة برمجة الأفكار وتصحيح مسارها، ومن ثم إدارتها إدارة واعية وجيدة أيضاً. وأن أحد أشكال تلك الإدارة العمل على طرح التساؤلات المناسبة للمواقف التي نعيشها مهما كانت بسيطة واختيار أفضل الاحتمالات الممكنة، مع الأخذ بالاعتبار أن الاختيارات والاحتمالات واسعة ولا تقف عند الصواب والخطأ أو الأسود والأبيض فقط، فالحياة فيها الممكن والجيد والأفضل، وفيها درجات غير منتهية من الألوان.
* اختلاج النبض:
إن جلّ ما نحتاج إليه أن نعيد التفكير في اختياراتنا ونراجعها بدقة لنختبر حقيقة تخيير الإنسان أكثر من تسييره.
وقد كان من المثير أحياناً القول بأن كثيراً من الظروف التي نعيشها والواقع الذي نكابده بما يحمله من قسوة ومرارة أحياناً هو من صنعنا ومن اختيارنا، بينما ترى أننا ولدنا لنجد أنفسنا فقراء أبناء فقراء مثلاً، أو في بيئة لا تحظى بفرصة كافية من التعليم أو أننا في أجواء عائلية غير تلك التي يحظى بها آخرون على نحو يبدو لنا مثالياً، ولعل ذلك يعيدنا للحديث بشكل غير مباشر إلى فكرة الإسقاط التي تناولناها سابقاً والتي تجعلنا نلقي باللوم فيما نعايشه من ظروف عامة على كل شيء حولنا إلّانا، كأن نلقي باللوم على الحكومات وثقافة المجتمع ووالدينا ومسؤولنا في العمل والظروف المناخية وغلاء المعيشة وكل شيء حولنا. أعلم جيداً أن الوقوف على تلك التفاصيل بوجهة نظر مغايرة للسائدة في المجتمع يشكل نوعاً من الاستفزاز للقارئ، ولكني آمل أن يكون ذلك استفزازاً إيجابياً للمراجعة ولفهم الموضوع على نحو دقيق.
إن الأطروحات الأخيرة التي تتناول مسألة الاختيار، قد فندت كثيراً من الجوانب التي تجعل حياتنا مبنية فعلياً على اختياراتنا، والتي قد تكون اختيارات غير واعية أو لا ندرك بما يكفي ما قد تحدثه من نتائج أو أنها قد تسبب نتائج معاكسة تماماً لما نريده، ولكننا اخترنا بطريقة أو بأخرى. وبينما ركزت تلك الأطروحات على تحميل المرء مسؤولية واقعه المعاش، عملت أيضاً على تقديم خارطة طريق نحو جودة الاختيار وبالتالي جودة الحياة، وما أن يأخذ الإنسان خطوات عملية جادة للتغيير في اختياراته وتنويعه سيلمس النتائج على أرض الواقع على نحو يغير جوانب كثيرة من حياته وربما بشكل جذري.
ولأننا ركزنا في الفترة الفائتة على موضوعات الطاقة الحيوية وتأثيراتها على الحياة العامة، إلى جانب أحاديث متفرقة عن قانون الجذب وكيف يعمل الكون في تسخيره لنا، وعلى مقدمات في الوعي الإنساني ودرجات الارتقاء فيه، فقد أصبح من الممكن القول وفقاً لبعض الأفكار التي طرحناها كأساس للوعي أن سحر التغيير الفعلي يكمن في إعادة برمجة الأفكار وتصحيح مسارها، ومن ثم إدارتها إدارة واعية وجيدة أيضاً. وأن أحد أشكال تلك الإدارة العمل على طرح التساؤلات المناسبة للمواقف التي نعيشها مهما كانت بسيطة واختيار أفضل الاحتمالات الممكنة، مع الأخذ بالاعتبار أن الاختيارات والاحتمالات واسعة ولا تقف عند الصواب والخطأ أو الأسود والأبيض فقط، فالحياة فيها الممكن والجيد والأفضل، وفيها درجات غير منتهية من الألوان.
* اختلاج النبض:
إن جلّ ما نحتاج إليه أن نعيد التفكير في اختياراتنا ونراجعها بدقة لنختبر حقيقة تخيير الإنسان أكثر من تسييره.