ما تفضل به معالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، وزير الداخلية، خلال الاجتماع الذي جمع السلطتين التنفيذية والتشريعية الخميس الماضي للوقوف على مستجدات التعامل لاحتواء ومنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) عن إيران وممارساتها السالبة مهم وينبغي التأكيد عليه، فالنظام الإيراني سمح بتلك الممارسات بانتقال الفيروس، وهو ما يعتبر «عدواناً بيولوجياً» محرماً دولياً.

ليس من العدل الدخول في النوايا ولكن ما جرى على أرض الواقع يدفع في اتجاه الاعتقاد بأن ما قام به النظام الإيراني أخيراً كان متعمداً وأنه جزء من خطة حظيت بمباركة، وإلا فما هو مبرر عدم ختم جوازات زائري العتبات المقدسة في إيران من البحرينيين في الدخول والخروج رغم أن البحرين لا تمنع مواطنيها من السفر إلى إيران؟ وما هو مبرر تكتم النظام عن الفيروس وما تسبب فيه من إصابات في بداية انتشاره؟

وزير الداخلية اختصر التصرف الإيراني في قوله إن «إيران وبهذا التصرف سمحت بانتقال فيروس خطير للخارج. في تقديري هذا الأمر يعد من أشكال العدوان البيولوجي المحرم دولياً، حيث عرضت السلامة والصحة للخطر عندنا وعند الآخرين»، كما حسم الجدل فارغ القيمة وعمد إلى وضع حد للأقاويل والإشاعات والكلام الناقص فيما يخص التزام البحرين بمسؤولياتها تجاه مواطنيها في الخارج حيث قال «نحن معنيون أمام جلالة الملك والشعب لحماية المجتمع وسلامته، وبمثل ما نحرص على سلامة مواطنينا ومقيمينا بالداخل فإننا أيضاً معنيون ولن نتخلى عن مواطنينا بالخارج» ولفت إلى وجوب «أن تكون هناك ثقة بالإجراءات المتخذة من جانب وزارة الصحة والفريق الطبي والتأكيد على أن تكون الإجراءات لصالح الصحة العامة».

وبغية سد الأبواب التي عمد مريدو السوء إلى الولوج منها لتحقيق مآرب ضيقة شدد الوزير على أن «الموقف غير قابل للتسييس أو الطائفية وأنه يجب عدم السماح لهذا الأمر أن يتحول إلى قضية أمنية... فاليوم نحن نتعامل مع وضع صحي لكن لا نترك المجال ليتحول إلى وضع أمني».

من الأمور التي ينبغي أيضاً التأكيد عليها ونشرها قول الوزير إن البحرين نجحت في التعامل مع الموقف وإن هذا النجاح أشاد به الجميع بما فيه منظمة الصحة العالمية، وإن «الموقف يتطلب التعامل بحكمة وذلك بالتمسك بالثوابت الوطنية لمواجهة هذا الأمر والتعامل معه من خلال ضميرنا الوطني ومسؤوليتنا الوطنية».

المتابعون للشأن الإيراني والعارفون بطريقة تفكيره لا يترددون عن القول بأنه كانت لدى النظام الإيراني معلومات وافية تجعله متأكداً من أن الفيروس قاتل وأنه يمكن أن يتسبب في أذى كثير، لكن بدلاً من أن يعمل على منعه من الانتشار ساعده على ذلك وعمد إلى استغلاله وتوظيفه بغية شغل المواطنين الإيرانيين به و«تصديره» إلى الدول المجاورة، أي إنه سعى إلى استغلاله سياسياً وزين له الشيطان عمله فآمن أنه بمثل هذا الفعل يمكنه السيطرة على الداخل والخارج في آن.

ما يهمنا في البحرين هو أن يوفر النظام الإيراني إجابة مقنعة عن سبب حرصه على عدم ختم جوازات سفر البحرينيين الذين زاروا إيران أخيراً رغم أن البحرين كانت لا تمنع مواطنيها من السفر إلى إيران. ولأن هذا الأمر يهم السعودية أيضاً، حيث حرص النظام على عدم ختم جوازات سفر السعوديين الذين زاروا إيران، ولأن الغالب أنه لم يقم بختم جوازات سفر آخرين من الدول الخليجية الأخرى لذا صار لزاماً أن يوفر النظام الإيراني تفسيراً مقنعاً لهذا التصرف أو يواجه الاتهام الصريح بقيامه بعدوان بيولوجي محرم دولياً، فأغلب الذين خرجوا من إيران في هذه الفترة خرجوا وهم محملون بالفيروس رغم الادعاء بأنهم أخضعوا للفحوص اللازمة.