كشف خبراء أمن مصريون عدة دلائل تؤكد تورط أجهزة مخابرات أجنبية في هجوم سيناء الأخير، الخميس الماضي، والذي أسفر عن مقتل 29 عسكريا، وإصابة عشرات الآخرين. وأكدوا في تصريحات لـ"العربية.نت" أن الحادث يحمل بصمات عسكريين محترفين وليس تنظيمات إرهابية بمستوى تنظيم أنصار بيت المقدس وولاية سيناء، حيث كانت الإصابات تتم بدقة واحترافية مع التمويه والخداع وتغطية الهجوم بالقصف المكثف بالهاون، واستهداف مقرات أمنية أخرى ليتم تشتيت الانتباه وإرباك قوات الجيش وتضليلها لعدم الوصول للجناة الحقيقيين.وفي الأثناء، صدر تصريح غريب من رئيس هيئة الأرکان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروزآبادي، قال فيه إن الهجمات التي استهدفت مقرات للجيش المصري في سيناء تخدم مصلحة "الكيان الإسرائيلي الغاصب"، واصفا تلك الهجمات بالمشبوهة.وأفاد مكتب رئيس الأرکان الإيراني، اليوم السبت، أن فيروزآبادي أکد في معرض تعليقه على الهجمات التي استهدفت قوات الجيش المصري في شمال سيناء، الخميس الماضي، أن "الذين يهاجمون مقرات الجيش المصري ويقتلون العسكريين هم يقفون إلى جانب الكيان الصهيوني الغاصب".ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن المسؤول العسكري الإيراني قوله، إن القوات المصرية مستقرة في صحراء سيناء لدفع العدوان الصهيوني عن الأراضي الإسلامية، لاسيما شبه جزيرة سيناء الاستراتيجية، مؤکدا أن الهجوم على القوات العسكرية يعبر عن الجهل، بحسب التصريح.أصابع أجنبيةهذا وأكد اللواء محي نوح، وكيل المخابرات المصرية السابق، أن توقيت الحادث وملابساته وتفاصيله يؤكد تورط مخابرات أجنبية، فقد جاء متزامنا مع غياب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن البلاد، ووجوده في إثيوبيا لحضور القمة الإفريقية، وكان السيسي على وشك إجراء مباحثات مع الجانب الإثيوبي، من المؤكد أنها كانت ستحسم القضايا الخلافية بين البلدين حول سد النهضة، ولذا كان توقيت الهجوم ضربة في مقتل ألغت المباحثات مع الجانب الإثيوبي، وهي المحادثات التي كانت كفيلة بحسم الخلاف حول سد النهضة.التوقيت أيضا، كما يقول وكيل المخابرات المصرية السابق، اختير بدقة متناهية، فمن اختاره كان عالما بانشغال الشعب المصري والجماهير المصرية بمباراة الديربي بين الأهلي والزمالك، وبالتالي كانت الشوارع خالية في جميع محافظات مصر، ومنها سيناء التي كان أهلها فرضا عن متابعتهم لمباراة الديربي ملتزمين بحظر التجول، ولذلك كانت الفرصة سانحة للمهاجمين لارتكاب جريمتهم، فضلا عن ذلك فقد اختار المهاجمون وفق التخطيط المدروس بعناية سيارة شبيهة بسيارات الجيش المصري في الهجوم، كنوع من تضليل الحراس، إضافة إلى تنفيذ العملية بواسطة فريق مدرب عسكريا.وأضاف أن تنفيذ الهجمات تم بتفجير 3 انتحاريين و3 سيارات مفخخة فى الكتيبة 101، ثم انهالت قذائف الهاون على معظم المقرات العسكرية والأمنية، وهو تنفيذ خاص بعسكريين محترفيين تدربوا جيدا على تنفيذ مثل هذه العمليات، مشيرا إلى أنه يرجح أن يكون المنفذون قد تسللوا من أحد الأنفاق الكبيرة التي يبلغ طولها نحو 1700 متر بين غزة ومصر، خاصة أن الجيش دمر الأنفاق التي كانت في المنطقة العازلة وتمتد لنحو 1000 متر. كما رجح أن تكون العناصر المنفذة قد تسللت قبل الحادث بأيام قليلة فقط.وتابع أن الحادث بدأ بقيام انتحاري يستقل شاحنة مياه محملة بمواد متفجرة باقتحام البوابة الشمالية للمعسكر بالقرب من متحف العريش، وقامت قوات التأمين المتمركزة أعلى المتحف بإطلاق النار عليها، ما أدى إلى اصطدامها ببوابة المعسكر لتنفجر السيارة، مؤكدا أن عناصر من حماس شريكة في الهجوم بالتنسيق مع عناصر التنظيمات المتطرفة في سيناء، عبر تمويل وتخطيط من دول وأجهزة بعينها رافضا الإفصاح عنها.هجمات في توقيت حساساللواء طارق حبيب، الخبير العسكري والمخابراتي، أفاد بأن الحادث يأتي في توقيت صعب للغاية بالنسبة لجميع القوى والدول التي تتربص بمصر، ولاسيما بعد فشل الإخوان وحلفائهم في الحشد لذكرى 25 يناير وعدم تمكنهم من استنزاف قوات الأمن أو أحداث تفجيرات كبرى في مصر، فضلا عن إعلان اللجنة العليا للانتخابات انطلاق المرحلة الثالثة من خارطة الطريق، وهي الانتخابات البرلمانية يوم 8 فبراير، إضافة لقرب انطلاق المؤتمر الاقتصادي في مارس القادم والذي تبني عليه مصر آمالا كبيرة في تنمية اقتصادها وخروجها من التداعيات السلبية لآثار السنوات الماضية.وقال إن الحادث وبدقة تنفيذه، وتزايد عدد ضحاياه يؤكد بما لايدع مجالا للشك وجود بصمات أجنبية، مضيفا أن هناك معلومات خطيرة بحوزة أجهزة الأمن المصرية لا يمكن البوح بها الآن حفاظا على الأمن القومي المصري وسرية التحقيق، لكنها ستفيد مصر كثيرا في تغيير استراتيجية التعامل العسكري والأمني، بل والمخابراتي مع الأجهزة والدول المعادية لها خلال الفترة القادمة.وعن سبب إعلان ولاية سيناء وتنظيم أنصار بيت المقدس تبني العملية، أكد الخبير الأمني المصري أن هذا للتمويه فقط، فهم شركاء بالتنفيذ، لكن التخطيط والتمويل والإعداد أجنبي، وسيتم الكشف عنه لاحقا، مضيفا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يجتمع اليوم، السبت، برئاسة الرئيس السيسي لبحث تداعيات الموقف في سيناء، بحضور كامل أعضاء المجلس، وسيخرج الاجتماع باستراتيجية عسكرية وأمنية جديدة تغير معادلة التعامل والتعاطي مع الأوضاع في سيناء، خاصة مع الإرهاب عامة.
International
هجوم سيناء.. مصر تتهم جهات أجنبية وموقف إيراني غريب
31 يناير 2015