لم يعد يقتصر صراع البقاء على ما نعرفه من أشكال الصراع على اللقمة الأخيرة التي قد تحفظ لأحدهم حياته قبل أن تزهق روحه، فصراع البقاء الذي لطالما كان هاجسنا الأكبر في الحياة، جعلنا نتصارع على فسيفساء الأمور على هذه الأرض المعطاء، ثم سرعان ما تحول إلى شكل من أشكال الجشع المبالغ فيه، ليس لحفظ الحياة وحسب، وإنما لضمان جودتها على حساب جياع ومرضى..!! ثم سرعان ما تحول إلى صراع جماعي، يمارس على هيئة جماعات وعلى نحو منظم، فأصبح أبناء القبيلة أو الجماعة متصارعين مع من لا ينتمي لهم، وكذلك أبناء العرق واللون، وتطور الأمر لاحقاً للنطاق الجغرافي كالقرية أو المدينة أو حتى البادية، وسرعان ما تحولت عدوى صراع الجشع للدول والحكومات والمؤسسات الكبرى، وعلى كثير من التفاصيل في الحياة. حديثنا اليوم ليس عن الجشع وصراع البقاء، بل على ما خلفه من تحزبات وكيانات رسمية وغير رسمية، صارت مع مرور الوقت سمة المجتمعات والحياة الإنسانية على الأرض، حتى أصبحنا نميز بين خلق الله بانتماءاتهم، وألوانهم، وألسنتهم، وولاءاتهم السياسية، وعقائدهم، ووجدنا أنفسنا مع مرور الوقت، وكلما أوغلنا في تلك التصنيفات أكثر، ننزف إنسانيتنا، ونوغل في الحقد والانقسام، وتنتفي عنا صفات سامية عظيمة يقوم عليها أساس هذا الكون كالحب والسلام.
لو أسقطنا ما نتحدث عنه في حياتنا الإنسانية وما خضناه من حروب وصراعات لتحقيق مكاسبنا المختلفة بغية الحفاظ على بقاء جنسنا على وجه الأرض ولو كان ذلك على نحو مبالغ فيه، لوجدنا أن فيروس كورونا أو غيره يملكون نفس المبرر اليوم في سرعة انتشارهم ومهاجمتهم للجنس البشري، إنما هم في صراع بقاء على الأرض، والبقاء للأقوى على كل حال. صحيح أن الموضوع يأخذ أبعاداً عقائدية وفلسفية أخرى باعتبار تلك الفيروسات جند من جنود الله، ولكن لو نظرنا إلى الأمر بإنصاف من زاوية حياتية لوجدنا أنهم يملكون نفس الحق، وكل ما يجعلنا اليوم في حالة صراع مع المرض هو ما نتعرض له من تهديد لوجودنا على هذا الكوكب أو تقلصنا عليه، وكذلك هو «أي الفيروس». لطالما تناولت أفلامنا السينمائية صراعنا الافتراضي مع المخلوقات الفضائية وما سنخوضه معها من حروب، وكأن هدف تلك المخلوقات إبادة سكان الأرض واستعمارها. فماذا لو كان ذلك اليوم من كائن موجود معنا ويشاركنا كثير من الموارد بطريقة أو بأخرى.
* اختلاج النبض:
مهما انقسمنا، نبقى جنساً بشرياً واحداً، نتشارك نفس النظام البيولوجي، ودقة القلب نفسها، نشترك جميعاً فيما نحمله من أنفس وأرواح طاهرة، أرواح فيها من نفخة الله ما يكرمنا عن كافة المخلوقات على الأرض، بما لا يبيح لأحد منا أن يعلو على الآخر بغطرسته. إنما جاء فيروس كورونا كساعي بريد مشاغب ومثير للمشاكل والجلبة، ورسالته اتحدوا من جديد، عودوا لإنسانيتكم مشتركين في كل قواسمها دون انقسام، وكأن لسان حاله يقول «قد جئت في ظاهر الأمر محارباً مهدداً مساوماً على بقائكم، ولكن ما أنا -في حقيقة أمري- إلا رسول للمحبة والسلام والاتحاد».
لو أسقطنا ما نتحدث عنه في حياتنا الإنسانية وما خضناه من حروب وصراعات لتحقيق مكاسبنا المختلفة بغية الحفاظ على بقاء جنسنا على وجه الأرض ولو كان ذلك على نحو مبالغ فيه، لوجدنا أن فيروس كورونا أو غيره يملكون نفس المبرر اليوم في سرعة انتشارهم ومهاجمتهم للجنس البشري، إنما هم في صراع بقاء على الأرض، والبقاء للأقوى على كل حال. صحيح أن الموضوع يأخذ أبعاداً عقائدية وفلسفية أخرى باعتبار تلك الفيروسات جند من جنود الله، ولكن لو نظرنا إلى الأمر بإنصاف من زاوية حياتية لوجدنا أنهم يملكون نفس الحق، وكل ما يجعلنا اليوم في حالة صراع مع المرض هو ما نتعرض له من تهديد لوجودنا على هذا الكوكب أو تقلصنا عليه، وكذلك هو «أي الفيروس». لطالما تناولت أفلامنا السينمائية صراعنا الافتراضي مع المخلوقات الفضائية وما سنخوضه معها من حروب، وكأن هدف تلك المخلوقات إبادة سكان الأرض واستعمارها. فماذا لو كان ذلك اليوم من كائن موجود معنا ويشاركنا كثير من الموارد بطريقة أو بأخرى.
* اختلاج النبض:
مهما انقسمنا، نبقى جنساً بشرياً واحداً، نتشارك نفس النظام البيولوجي، ودقة القلب نفسها، نشترك جميعاً فيما نحمله من أنفس وأرواح طاهرة، أرواح فيها من نفخة الله ما يكرمنا عن كافة المخلوقات على الأرض، بما لا يبيح لأحد منا أن يعلو على الآخر بغطرسته. إنما جاء فيروس كورونا كساعي بريد مشاغب ومثير للمشاكل والجلبة، ورسالته اتحدوا من جديد، عودوا لإنسانيتكم مشتركين في كل قواسمها دون انقسام، وكأن لسان حاله يقول «قد جئت في ظاهر الأمر محارباً مهدداً مساوماً على بقائكم، ولكن ما أنا -في حقيقة أمري- إلا رسول للمحبة والسلام والاتحاد».