قبل يومين قالت وزارة الصحة الإيرانية إن 50 شخصاً في إيران يصابون بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) كل ساعة، فيما يتوفى شخص كل 10 دقائق، أي 6 متوفين في الساعة الواحدة، أي 144 شخصا في اليوم. وبالتأكيد لا يستبعد أن تستوعب الساعة الواحدة بعد قليل أعداداً أكبر من المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه، خصوصاً وأن الرئيس الإيراني قال خلال اجتماع عقده مع اللجنة الوطنية لمكافحة الفيروس أخيراً إنه يتوقع إصابة نحو 60 % إلى 70 % من الإيرانيين، وخصوصاً أيضاً أنه ثبت أن النظام لا يزال غير متمكن من السيطرة على الجمهور الذي يتألف من فئات لا توافقه على بعض قراراته ومنها إغلاق الأضرحة والمزارات الدينية، ولا يزال دون القدرة على فرض قراره إغلاق الأسواق والمراكز التجارية ومنع التنقل بين المحافظات والسفر رغم إصدار المرشد علي خامنئي فتوى بوجوب الالتزام بقرارات اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا وعدم جواز السفر منعاً لانتشار الفيروس «في اليومين الماضيين حصلت مواجهات بين رجال الأمن والجمهور المحتج على قرار إغلاق المزارات والأضرحة».
وعلى عكس ما كان متوقعاً لم يتناول خامنئي في كلمته صباح الجمعة الفائتة بمناسبة حلول العام الهجري الشمسي الجديد «عيد النيروز» مأساة إيران المتمثلة في إصابة ووفاة أعداد كبيرة من الإيرانيين يومياً بسبب الفيروس واكتفى بتقديم الشكر للكوادر الطبية والمتطوعين لخدمة المصابين به واعتبار ذلك من التضحيات وأنه أمر يبعث على الفخر (...)، وبدلاً عن ذلك أقحم في كلمته المقتضبة مشهد جنازة قاسم سليماني وكرر القول بأن العام الإيراني الجديد «سيكون عام ازدهار الإنتاج.. والانتصارات الكبرى»!
محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران يقول إن هذا الوضع المأساوي هو بسبب العقوبات الأمريكية ويطلب في كل اتصال يجريه مع المسؤولين في مختلف الدول ومنها روسيا واليابان الضغط على الولايات المتحدة لرفعها «كي تتمكن بلاده من الحصول على الأدوية». يقول ذلك رغم تكرار الرئيس ترامب والمسؤولين الأمريكيين استعداد أمريكا لمساعدة إيران في هذه المحنة ورغم وصول شحنات من الأدوية إلى إيران من العديد من الدول ومنها الإمارات، ما يؤكد بأن ما يعوق السيطرة على الوضع الصحي في إيران ليس العقوبات الأمريكية القابلة للرفع ولو مؤقتاً بقرار إنساني، فهذه العقوبات لا علاقة لها بعدم التمكن من السيطرة على الجمهور الذي لا يلتزم بقرارات اللجنة الوطنية لمحاربة الفيروس رغم إصدار خامنئي فتوى بذلك.
الحاصل للأسف هو أن النظام الإيراني يسعى إلى استغلال الفرصة لرفع العقوبات عن كاهله، فهو يعرف أن للعواطف في مثل هذه الأحوال دوراً، ولا بأس خلال هذا السعى لو مات في كل ساعة عدد أكبر من الإيرانيين فمثل هذا المكسب يستدعي التضحية، ومثل هذه الفرصة يمكن أن تحصر الولايات المتحدة في زاوية صعبة فتندم على قرار العقوبات، ومثل هذا الظرف يمكن أن يجبر دول الجوار على مساعدة النظام بشكل تلقائي حيث تمكن الفيروس من الإيرانيين والموجودين في إيران يعني احتمال تمكنه من الناس في تلك الدول.
تأخر النظام الإيراني عن معالجة الوضع الصحي في إيران سببه سعيه إلى تحقيق مكاسب سياسية، وليس هذا بغريب عليه، فقد غامر في البدء وأخفى ما فعله الفيروس في الكثيرين كي لا تتأثر الانتخابات ويخسر رجاله الفوز فيها.
الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الصحي في إيران وإنقاذ المنطقة والعالم من براثن الفيروس القاتل هو التدخل وقيادة العملية بدلاً عنه بقرار أممي وبقيام المعارضة الإيرانية بعمل ما في الداخل الإيراني يجبر النظام على التوقف عن استغلال الوضع الصحي لتحقيق أهداف ضيقة تضر بالإيرانيين وبجميع الذين يتقاسمون الجغرافيا مع إيران.
وعلى عكس ما كان متوقعاً لم يتناول خامنئي في كلمته صباح الجمعة الفائتة بمناسبة حلول العام الهجري الشمسي الجديد «عيد النيروز» مأساة إيران المتمثلة في إصابة ووفاة أعداد كبيرة من الإيرانيين يومياً بسبب الفيروس واكتفى بتقديم الشكر للكوادر الطبية والمتطوعين لخدمة المصابين به واعتبار ذلك من التضحيات وأنه أمر يبعث على الفخر (...)، وبدلاً عن ذلك أقحم في كلمته المقتضبة مشهد جنازة قاسم سليماني وكرر القول بأن العام الإيراني الجديد «سيكون عام ازدهار الإنتاج.. والانتصارات الكبرى»!
محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران يقول إن هذا الوضع المأساوي هو بسبب العقوبات الأمريكية ويطلب في كل اتصال يجريه مع المسؤولين في مختلف الدول ومنها روسيا واليابان الضغط على الولايات المتحدة لرفعها «كي تتمكن بلاده من الحصول على الأدوية». يقول ذلك رغم تكرار الرئيس ترامب والمسؤولين الأمريكيين استعداد أمريكا لمساعدة إيران في هذه المحنة ورغم وصول شحنات من الأدوية إلى إيران من العديد من الدول ومنها الإمارات، ما يؤكد بأن ما يعوق السيطرة على الوضع الصحي في إيران ليس العقوبات الأمريكية القابلة للرفع ولو مؤقتاً بقرار إنساني، فهذه العقوبات لا علاقة لها بعدم التمكن من السيطرة على الجمهور الذي لا يلتزم بقرارات اللجنة الوطنية لمحاربة الفيروس رغم إصدار خامنئي فتوى بذلك.
الحاصل للأسف هو أن النظام الإيراني يسعى إلى استغلال الفرصة لرفع العقوبات عن كاهله، فهو يعرف أن للعواطف في مثل هذه الأحوال دوراً، ولا بأس خلال هذا السعى لو مات في كل ساعة عدد أكبر من الإيرانيين فمثل هذا المكسب يستدعي التضحية، ومثل هذه الفرصة يمكن أن تحصر الولايات المتحدة في زاوية صعبة فتندم على قرار العقوبات، ومثل هذا الظرف يمكن أن يجبر دول الجوار على مساعدة النظام بشكل تلقائي حيث تمكن الفيروس من الإيرانيين والموجودين في إيران يعني احتمال تمكنه من الناس في تلك الدول.
تأخر النظام الإيراني عن معالجة الوضع الصحي في إيران سببه سعيه إلى تحقيق مكاسب سياسية، وليس هذا بغريب عليه، فقد غامر في البدء وأخفى ما فعله الفيروس في الكثيرين كي لا تتأثر الانتخابات ويخسر رجاله الفوز فيها.
الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الصحي في إيران وإنقاذ المنطقة والعالم من براثن الفيروس القاتل هو التدخل وقيادة العملية بدلاً عنه بقرار أممي وبقيام المعارضة الإيرانية بعمل ما في الداخل الإيراني يجبر النظام على التوقف عن استغلال الوضع الصحي لتحقيق أهداف ضيقة تضر بالإيرانيين وبجميع الذين يتقاسمون الجغرافيا مع إيران.