منذ أن كانت فكرة، ثم مبادرة وخطة و"بحريننا " تحمل في طياتها، فكراً ملكياً مستنيراً، حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، القائد الأعلى، أن يكون أساس المشروع الإصلاحي الشامل، فكر يستند في جوهره إلى تعزيز الولاء والانتماء الوطني. ومن هذا المنطلق، جاءت الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وتكريس قيم المواطنة "بحريننا" ومضت بخطوات ثابتة، واستطاعت وضع الإطار التنظيمي من أجل بناء وطني شامخ. وها نحن نحتفل اليوم، بانقضاء العام الأول للخطة الوطنية، حيث قام وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بتدشينها في 26 مارس 2019 بحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين ونخبة من أبناء الوطن.

وفي ذلك اليوم، جاءت كلمات وزير الداخلية، معبرة ومجسدة للمعاني السامية والأهداف الوطنية النبيلة التي تعمل الخطة على إنجازها، وحدد وزير الداخلية، وباعتباره رئيس لجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، الأسباب الموجبة لإعداد هذه الخطة الوطنية، وفي مقدمتها توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، من خلال الخطابات السامية في العديد من المناسبات الوطنية، والتي نستخلص منها، الحكمة والرؤى في تعزيز الانتماء وقيم المواطنة، والأمر الآخر هو أمانة المسؤولية الأمنية نحو المجتمع.

وقد مرت الخطة الوطنية، بخطوات واثقة إلى الأمام من مرحلة الفكرة إلى التنفيذ، وبمبادراتها التي تجاوزت المائة، ملتزمة بالأهداف والمسارات التي تعمل من خلالها، والتي حددت في مراحلها الأولى، منذ كانت مبادرة من وزير الداخلية في يناير 2018 وحتى إقرارها من مجلس الوزراء وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذها.

مرت "بحريننا" بمراحل متعددة في فترة زمنية قصيرة، حيث بدأت بمبادرة معالي وزير الداخلية في 21 يناير 2018 أعقبها تشكيل لجنة من المختصين والخبراء لإعداد وثيقة استرشادية، تكون إطاراً عاماً لعمل كافة الجهات في القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام من أجل تعزيز الانتماء وقيم المواطنة.

وعقدت لجنة الإعداد العديد من الاجتماعات المكثفة، وكان وزير الداخلية حريصا على حضور أغلبها، موجها ومحاورا في كافة التفاصيل، حتى إقرار مجلس الوزراء للمبادرة كخطة وطنية شاملة، تتضمن بجانب منطلقاتها وثوابتها وقيمها الوطنية، الآليات التي تضمن تنفيذها وتحقيق أهدافها المطلوبة.

وتتلخص أهداف الخطة والتي حظيت بالتفاعل الإيجابي والتقدير المجتمعي، سواء للمنطلقات أو الأهداف وكذلك المبادرات التفصيلية، الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة لأهل البحرين والتي تجسد روح الأخوة وتعكس أروع صور التكاتف بين أبناء الوطن الواحد، والعمل بروح وطنية من أجل تنمية الجهود في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، من خلال تعزيز شعور المواطن بالانتماء وجعله سلوكه إيجابياً ومسؤولاً يساعد على تماسك الجبهة الداخلية بين أطياف المجتمع، إضافة إلى ترسيخ قيم الولاء والانتماء والتسامح والاعتدال والالتزام بالوحدة الوطنية.

وقد تم تعيين مكتب تنفيذي للجنة المتابعة، المعنية بوضع المبادرات موضع التنفيذ بالتنسيق مع الجهات المعنية والفعاليات المجتمعية، خاصة أنه كانت هناك مبادرات معمول بها وأخرى جاءت بها الخطة وثالثة تولدت من خلال الاجتماعات التنسيقية التي عقدها المكتب التنفيذي والذي مارس مهامه سريعا وعقد اجتماعات مع مختلف الجهات ذات الصلة بتنفيذ مبادرات "بحريننا".

وتندرج هذه المبادرات التي تحقق كل منها أهدافا محددة، تحت خمسة مسارات أساسية، تستهدف مختلف فئات المواطنين، وهي برامج الانتماء، حملات العلاقات العامة والإعلام، المناهج والمقررات، والتشريعات والأنظمة. إضافة إلى مؤشرات الأداء الوطني التي تهدف إلى قياس التحولات في اتجاهات المواطنين تجاه الانتماء الوطني وقيم المواطنة، وقياس فاعلية تنفيذ هذه المبادرات وتأثيرها مجتمعياً.

ويبقى السؤال ...ماذا بعد انقضاء عام على تدشين الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ قيم المواطنة؟ وبكلمات محددة فإن الأمر يتعلق بعملية مستمرة، أبعادها متعددة، فتعزيز الانتماء لا يتحقق بين عشية وضحاها، وإنما هي جهود مستمرة، تجسد نتيجتها الممارسات والأفعال على أرض الواقع وتبدو ملامحها عبر العديد من المواقف الوطنية والمجتمعية التي تؤكد أن المجتمع البحريني متماسك بطبعه، يتسم بالتعايش والمحبة والتسامح، يؤمن بأن الولاء لجلالة الملك المفدى والتمسك بالقيم الوطنية ومقتضيات الانتماء الوطني هو الطريق للحفاظ على الوحدة الوطنية وبقاء مملكة البحرين نموذجا حضاريا يعتز بوجوده بين دول العالم.

وللتعرف على التفاصيل وآخر أخبار الخطة الوطنية، الرجاء زيارة الموقع www.bahrainouna.com أو متابعة قنوات التواصل الاجتماعي (انستجرام، فيس بوك، اليوتيوب، والتويتر) @bahrainouna.