المعلومات والقصص الواردة هنا ليست نكتاً ولكنها تستحق التأمل، فأن يصدر من البشر في القرن الـ 21 مثل هذه المواقف وتكون لهم مثل هذه القناعات فإن هذا يعني أنه صار لزاماً على البشر التوقف ومراجعة النفس والقدرات العقلية.
البداية مع الخبر الذي نقلته «بي بي سي» قبل يومين وملخصه أن الرئيس التنزاني جون ماغوفولي ذكر أن بلاده «لم تحظر حتى الآن التجمّعات في الكنائس والمساجد، لأن هذه الأماكن فيها علاج ناجع للمرض».. ولتجنب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)!
«بي بي سي» نسبت إلى ماغوفولي قوله إن «فيروس كورونا شيطان لا يقوى على العيش في مكان المسيح، وسيحترق على الفور. هذا هو وقت بناء إيماننا» وقالت إنه أدلى بهذه التصريحات خلال إقامة قداس الأحد في العاصمة دودوما.
التناقض في الخبر أو التصرف هو أن الرئيس التنزاني قال إن «هذا المرض سيمرّ تماماً كغيره من الأمراض، لكن علينا الاستمرار في اتباع تعليمات الخبراء وإنه سيتم إنزال أقصى العقوبات ضد من يستهين بقرار حظر التجمعات في الأماكن العامة»! وبالتأكيد لم يتبين بعد ما إذا كان الذين أصيبوا بالفيروس في تنزانيا أصيبوا به في الأماكن الممنوع التجمع فيها أو المسموح بالتجمع فيها.
في السياق نفسه بثت الفضائيات مشهداً لأحد القساوسة في مصر يتحدث لعدد كبير من المصلين في الكنيسة ويقول ما معناه بأن «محاربي الدين يريدون أن يمنعوا المصلين من الذهاب إلى الكنيسة وحصولهم على البركة وتقبيل يد القسيس».
أما في كربلاء فتجمع عدد غير قليل حول مرقد الإمام الحسين عليه السلام ووقف أحدهم فيهم خطيباً وقال ما معناه «إنكم تقولون في الزيارة إن هذا المكان طاهر مطهر.. فكيف يمكن لفيروس كورونا دخوله؟!»، أما الحضور فوافقوه على كلامه وانضموا إليه للمطالبة بترك الضريح مفتوحاً أمام الزوار. والحال نفسه تقريباً حصل في مشهد الإمام علي عليه السلام في النجف، وحصل عند ضريح الإمام الرضا في إيران وانتهى بمواجهات بين المصرين على الدخول ورجال الأمن.
أيضاً انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل عديدة يدعو أصحابها إلى التيقن من أن الفيروس لا يمكن أن يدخل إلى المساجد وانتقدوا تقييد الدخول إلى الحرمين الشريفين.
المسلمون بكل فئاتهم والمسيحيون بكل فئاتهم واليهود كلهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى ويسلمون بأن الأمر له سبحانه من قبل ومن بعد وأنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتب له. لكن هذا لا يعني ألا يأخذوا بالأسباب، فهناك حقيقة لا جدال فيها هي أنه يوجد فيروس هذا اسمه ولا يرى وأنه حصد حتى الآن آلاف الأرواح وأصاب مئات الآلاف من البشر وأنه لا يفرق بين مسلم ومسيحي ويهودي وكافر وأنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى دواء يقضي عليه، ومكافحته تتم فقط بالالتزام بالمكوث في البيوت وبالنظافة.
تواجد مجموعة كبيرة من الناس في أي مكان يعتبر بيئة مثالية للفيروس حيث يمكنه الانتقال بسهولة من المصاب به أو الحامل له إلى الآخرين، وهذا حدث كثيراً وفي العديد من البلدان وهو السبب الأساس لانتشاره، ولا يوجد دليل على أنه لا يستطيع القيام بهذا الفعل في الكنائس والمساجد والمآتم والأضرحة، خصوصاً وأن هذا لا يتوافق مع المنطق والعقل.
من الطرائف التي تم تبادلها أخيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن أن تخدم الفكرة هنا أنه قيل لعنترة بن شداد الذي هرب من الثور الذي كان يركض في اتجاهه أتهرب وأنت الشجاع؟ فقال ببساطة إنه لا يعرف أنني عنترة بن شداد!
وهكذا هو حال الفيروس.. لا يعرف كيف يفرق بين الأمكنة والأمكنة.
البداية مع الخبر الذي نقلته «بي بي سي» قبل يومين وملخصه أن الرئيس التنزاني جون ماغوفولي ذكر أن بلاده «لم تحظر حتى الآن التجمّعات في الكنائس والمساجد، لأن هذه الأماكن فيها علاج ناجع للمرض».. ولتجنب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)!
«بي بي سي» نسبت إلى ماغوفولي قوله إن «فيروس كورونا شيطان لا يقوى على العيش في مكان المسيح، وسيحترق على الفور. هذا هو وقت بناء إيماننا» وقالت إنه أدلى بهذه التصريحات خلال إقامة قداس الأحد في العاصمة دودوما.
التناقض في الخبر أو التصرف هو أن الرئيس التنزاني قال إن «هذا المرض سيمرّ تماماً كغيره من الأمراض، لكن علينا الاستمرار في اتباع تعليمات الخبراء وإنه سيتم إنزال أقصى العقوبات ضد من يستهين بقرار حظر التجمعات في الأماكن العامة»! وبالتأكيد لم يتبين بعد ما إذا كان الذين أصيبوا بالفيروس في تنزانيا أصيبوا به في الأماكن الممنوع التجمع فيها أو المسموح بالتجمع فيها.
في السياق نفسه بثت الفضائيات مشهداً لأحد القساوسة في مصر يتحدث لعدد كبير من المصلين في الكنيسة ويقول ما معناه بأن «محاربي الدين يريدون أن يمنعوا المصلين من الذهاب إلى الكنيسة وحصولهم على البركة وتقبيل يد القسيس».
أما في كربلاء فتجمع عدد غير قليل حول مرقد الإمام الحسين عليه السلام ووقف أحدهم فيهم خطيباً وقال ما معناه «إنكم تقولون في الزيارة إن هذا المكان طاهر مطهر.. فكيف يمكن لفيروس كورونا دخوله؟!»، أما الحضور فوافقوه على كلامه وانضموا إليه للمطالبة بترك الضريح مفتوحاً أمام الزوار. والحال نفسه تقريباً حصل في مشهد الإمام علي عليه السلام في النجف، وحصل عند ضريح الإمام الرضا في إيران وانتهى بمواجهات بين المصرين على الدخول ورجال الأمن.
أيضاً انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسائل عديدة يدعو أصحابها إلى التيقن من أن الفيروس لا يمكن أن يدخل إلى المساجد وانتقدوا تقييد الدخول إلى الحرمين الشريفين.
المسلمون بكل فئاتهم والمسيحيون بكل فئاتهم واليهود كلهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى ويسلمون بأن الأمر له سبحانه من قبل ومن بعد وأنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتب له. لكن هذا لا يعني ألا يأخذوا بالأسباب، فهناك حقيقة لا جدال فيها هي أنه يوجد فيروس هذا اسمه ولا يرى وأنه حصد حتى الآن آلاف الأرواح وأصاب مئات الآلاف من البشر وأنه لا يفرق بين مسلم ومسيحي ويهودي وكافر وأنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى دواء يقضي عليه، ومكافحته تتم فقط بالالتزام بالمكوث في البيوت وبالنظافة.
تواجد مجموعة كبيرة من الناس في أي مكان يعتبر بيئة مثالية للفيروس حيث يمكنه الانتقال بسهولة من المصاب به أو الحامل له إلى الآخرين، وهذا حدث كثيراً وفي العديد من البلدان وهو السبب الأساس لانتشاره، ولا يوجد دليل على أنه لا يستطيع القيام بهذا الفعل في الكنائس والمساجد والمآتم والأضرحة، خصوصاً وأن هذا لا يتوافق مع المنطق والعقل.
من الطرائف التي تم تبادلها أخيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن أن تخدم الفكرة هنا أنه قيل لعنترة بن شداد الذي هرب من الثور الذي كان يركض في اتجاهه أتهرب وأنت الشجاع؟ فقال ببساطة إنه لا يعرف أنني عنترة بن شداد!
وهكذا هو حال الفيروس.. لا يعرف كيف يفرق بين الأمكنة والأمكنة.