أدرك ويدرك كثيرون معي بأن هذه الأوقات العصيبة تلقي بظلالها وتأثيراتها بالضرورة على كل شخص، من خلال تأثيرها المباشر على نفسيته، والناتجة عن «التغير الإجباري» على نمط حياته و«روتينه» الخاص، وعليه فإن حالات التشنج الممثلة بالعصبية والنرفزة وقلة البال والانفعال السريع، كلها أمور مبررة، لكنها في نفس الوقت خطرة جداً.
ما أريد قوله، يمكنك ألا تصاب بهذا الفيروس الشنيع، وألا تتأثر صحياً به، لكنك قد تصاب بأمور أخرى «تحرق أعصابك»، وتؤثر في نفسيتك، بالتالي التعامل مع الوضع يحتاج لعملية «ضبط» أدرك بأنها صعبة جداً، للانفعالات والمشاعر، والأهم لـ«الوقت».
هنا السؤال الذي يطلع سريعاً: من هم الأكثر تأثراً بالجلوس في منازلهم، وترك عملية «الانتشار» في الشوارع والمقاهي والمطاعم والمرافق المختلفة؟! الرجال أم النساء؟!
في السابق قد يكون الجواب صحيحاً حينما تقول الرجال، لكن اليوم سنجد أن هناك «تنافساً نسائياً» أيضاً على الخروج والانخراط في مناسبات اجتماعية، ولسنا نفشي سراً حين نقول بأن المقاهي أيضاً باتت فيها نسبة نسائية قد تعادل النسبة الرجالية، وعليه فإن عملية البقاء في المنزل، هي اليوم من التحديات خاصة للأشخاص الذين تعودوا أن يكونوا أغلب أوقاتهم خارج المنزل.
أتابع يومياً ردود أفعال أصدقائي وأصحابي، خاصة من تجمعني بهم لقاءات يومية، وكذلك المعارف الذين أعرف أن برامجهم اليومية حافلة، وأجد دائماً تعبيرات عن الضجر والملل، وأحدهم يقول بأنه وصل لحافة الانهيار العصبي! وأحدهم يقول بأن صاحبه الذي لا يفارقه أصبح التلفاز والتطبيقات فيه، سواء أكانت عبر الـ«نتفليكس» أو «اليوتيوب»، بحيث أصبحت متابعة حلقة واحدة من مسلسل ما في الظروف الاعتيادية، أصبحت متابعة موسم كامل لحلقات متتالية بلا انقطاع في يوم واحد. ما الحل؟! وكيف يتعامل الناس بالأخص «المنتشرون في الأرض» عادة، مع هذا الوضع؟!
لست منظّراً أو فيلسوفاً اجتماعياً لأمنح نفسي صلاحية إعطاء الناس «وصفة» تكون بمثابة «الحل الأوحد»، لكيفية التعامل مع الوضع، وكيفية قضاء أوقاتهم، لكنني أقول بأننا مازلنا في وضع أفضل من دول عديدة بعضها جارة، طبقت عملية «الحظر الجزئي»، وهي عملية قد نجدها تطبق لدينا، بناء على ما شهدناه من مقترح لمجلس النواب، أقول قد تطبق لو أن عملية الالتزام بالتوجيهات والإجراءات لم تشهد التزاماً جاداً وكاملاً من الناس، بحيث يتم رصد أرقام متزايدة للإصابة، وهي العملية التي لا تريدها البحرين أن تحصل، لأننا كلما قللنا فرصة التعرض لخطر المخالطة والإصابة، كلما ساهمنا في الحفاظ على فرص كبيرة للبحرين بأن تتحصن من هذا الفيروس.
بالتالي هي المرة الأولى في التاريخ البشري الحديث -ربما- التي تتمثل فيها عملية التصدي لأزمة وبائية بدعوة الناس للجلوس في منازلهم، وعدم الانشغال بأية أمور خارجية، أي أنك حتى تساعد الدولة في فعل شيء عليك «ألا تفعل أي شيء».
هناك أمور عديدة يمكن فعلها، وأكرر هنا، لن أذكر أمراً واحداً للناس، باعتبار أن كل شخص يعرف تماماً كيف يفصل حياته الشخصية، وكيف يعيشها وكيف يقضي وقته مع عائلته أو مع نفسه، لكن النصيحة هي الانتباه للأعراض التي ذكرناها أعلاه، أي عدم التشنج، أو الغضب أو ردود الفعل السلبية العنيفة، فنحن في وضع نحتاج فيه إلى «صبر» و«رباطة جأش» و«سيطرة على النفس»، قد يكون الانعزال هو العلاج، لكن لا تجعلوه انعزالاً مملاً ولا سلبياً، وتذكروا دائماً بأن البحرين في حال أفضل من كثير من الدول والشعوب أعانهم الله وشافاهم، سلامتكم وسلامة الوطن أهم من أي أمر آخر.
وأخيراً، التشنج في التعامل مع أي أزمة، أو ظروف صعبة، لن يؤدي لحلها وزوالها، بل العكس سيزيدها صعوبة وألماً.
حفظكم الله وكتب لـ«صبركم» نتيجة إيجابية مفرحة.
ما أريد قوله، يمكنك ألا تصاب بهذا الفيروس الشنيع، وألا تتأثر صحياً به، لكنك قد تصاب بأمور أخرى «تحرق أعصابك»، وتؤثر في نفسيتك، بالتالي التعامل مع الوضع يحتاج لعملية «ضبط» أدرك بأنها صعبة جداً، للانفعالات والمشاعر، والأهم لـ«الوقت».
هنا السؤال الذي يطلع سريعاً: من هم الأكثر تأثراً بالجلوس في منازلهم، وترك عملية «الانتشار» في الشوارع والمقاهي والمطاعم والمرافق المختلفة؟! الرجال أم النساء؟!
في السابق قد يكون الجواب صحيحاً حينما تقول الرجال، لكن اليوم سنجد أن هناك «تنافساً نسائياً» أيضاً على الخروج والانخراط في مناسبات اجتماعية، ولسنا نفشي سراً حين نقول بأن المقاهي أيضاً باتت فيها نسبة نسائية قد تعادل النسبة الرجالية، وعليه فإن عملية البقاء في المنزل، هي اليوم من التحديات خاصة للأشخاص الذين تعودوا أن يكونوا أغلب أوقاتهم خارج المنزل.
أتابع يومياً ردود أفعال أصدقائي وأصحابي، خاصة من تجمعني بهم لقاءات يومية، وكذلك المعارف الذين أعرف أن برامجهم اليومية حافلة، وأجد دائماً تعبيرات عن الضجر والملل، وأحدهم يقول بأنه وصل لحافة الانهيار العصبي! وأحدهم يقول بأن صاحبه الذي لا يفارقه أصبح التلفاز والتطبيقات فيه، سواء أكانت عبر الـ«نتفليكس» أو «اليوتيوب»، بحيث أصبحت متابعة حلقة واحدة من مسلسل ما في الظروف الاعتيادية، أصبحت متابعة موسم كامل لحلقات متتالية بلا انقطاع في يوم واحد. ما الحل؟! وكيف يتعامل الناس بالأخص «المنتشرون في الأرض» عادة، مع هذا الوضع؟!
لست منظّراً أو فيلسوفاً اجتماعياً لأمنح نفسي صلاحية إعطاء الناس «وصفة» تكون بمثابة «الحل الأوحد»، لكيفية التعامل مع الوضع، وكيفية قضاء أوقاتهم، لكنني أقول بأننا مازلنا في وضع أفضل من دول عديدة بعضها جارة، طبقت عملية «الحظر الجزئي»، وهي عملية قد نجدها تطبق لدينا، بناء على ما شهدناه من مقترح لمجلس النواب، أقول قد تطبق لو أن عملية الالتزام بالتوجيهات والإجراءات لم تشهد التزاماً جاداً وكاملاً من الناس، بحيث يتم رصد أرقام متزايدة للإصابة، وهي العملية التي لا تريدها البحرين أن تحصل، لأننا كلما قللنا فرصة التعرض لخطر المخالطة والإصابة، كلما ساهمنا في الحفاظ على فرص كبيرة للبحرين بأن تتحصن من هذا الفيروس.
بالتالي هي المرة الأولى في التاريخ البشري الحديث -ربما- التي تتمثل فيها عملية التصدي لأزمة وبائية بدعوة الناس للجلوس في منازلهم، وعدم الانشغال بأية أمور خارجية، أي أنك حتى تساعد الدولة في فعل شيء عليك «ألا تفعل أي شيء».
هناك أمور عديدة يمكن فعلها، وأكرر هنا، لن أذكر أمراً واحداً للناس، باعتبار أن كل شخص يعرف تماماً كيف يفصل حياته الشخصية، وكيف يعيشها وكيف يقضي وقته مع عائلته أو مع نفسه، لكن النصيحة هي الانتباه للأعراض التي ذكرناها أعلاه، أي عدم التشنج، أو الغضب أو ردود الفعل السلبية العنيفة، فنحن في وضع نحتاج فيه إلى «صبر» و«رباطة جأش» و«سيطرة على النفس»، قد يكون الانعزال هو العلاج، لكن لا تجعلوه انعزالاً مملاً ولا سلبياً، وتذكروا دائماً بأن البحرين في حال أفضل من كثير من الدول والشعوب أعانهم الله وشافاهم، سلامتكم وسلامة الوطن أهم من أي أمر آخر.
وأخيراً، التشنج في التعامل مع أي أزمة، أو ظروف صعبة، لن يؤدي لحلها وزوالها، بل العكس سيزيدها صعوبة وألماً.
حفظكم الله وكتب لـ«صبركم» نتيجة إيجابية مفرحة.