في معرض حديثنا ليومين سابقين تناولنا ما تلقي به الأنظمة الفكرية من ظلال على حياتنا وأجسادنا، وكيف أنه أصبح من الضرورة بمكان مراقبة تلك الأنظمة وإعادة إدارتها أو برمجتها من جديد، ولعل من الجيد القول هنا أن بعض الأنظمة الفكرية بما تحمله من معتقدات وتصورات حول أمور معينة في الحياة إنما هي بمثابة سجن فكري يقيدنا عن الانطلاق في سعة الكون الذي أوجده الله لخدمتنا. ربما مهماً هنا الإشارة أيضاً إلى تعطيل قانون الجذب لدى كثيرين من مطبقيه ومرجع ذلك معتقد قديم مترسخ في العقل اللاواعي ويحجب استقبال الفرصة التي نسعى لجذبها، أفكار كهذه إنما هي بمثابة أصنام قائمة في العقل ولا يمكن تجاوزها والمضي قدماً في الحياة وضمان سلامة الأجساد وتفعيل التشافي الذاتي إلاّ من خلال تحطيم تلك الأصنام.
قد يتساءل البعض عن أهمية التركيز إلى هذا الحد على الأنظمة الفكرية التي نعيش وفقاً لها، ولكن منشأ ذلك أن الحياة برمتها قد تتعطل وتتوقف فرص أن نحيا الحياة لا أن نعيشها وحسب بسبب تلك الأصنام الفكرية وهو أمر أشار إليه إكهارت تول في كتابه المقتضب الرائع «حديث السكون» بقوله: «يُمضي معظم الناس حياتهم بأكملها مسجونين داخل حدود أفكارهم»، وبين كيف أن كثيراً من الناس «عالقين في سجونهم المفاهيمية»، فالمشكلة قد لا تكون في الحياة ولا في الناس من حولنا ولا في الظروف المحيطة بنا، فهناك آخرون في ظروف «أسوأ» وتمكنوا من تحقيق كثير من الإنجازات حتى بات يشار إليهم بالبنان، بينما ما زال يقف آخرون على الأعذار وإلقاء اللوم على الآخرين والتململ من الظروف، بينما الأصل أن كل هذا ما هو إلاّ ترجمة وانعكاس لأفكارنا تجاه ما نعيشه، بل ان واقعنا المعاش إنما هو انعكاس لأفكارنا، ما يعني أننا بمأمن وأنه من الممكن تجاوز الأمر في المستقبل بمزيد من الفهم وقليل من الإصلاح والتركيز والعمل على التغيير.
أحياناً ننظر للأمور من منطلق العقل، ونرى أن كل المبررات المنطقية تؤكد أعذارنا الملقاة على الخارج دون حمل أدنى مسؤولية تجاه الأحداث في حياتنا، ولكن ها هو إكهارت تول يؤكد على «إن الذهن الُمفكر أداة مفيدة وقوية، ولكنه مُقيد جداً عندما يُسيطر على حياتك على نحوٍ تام، وعندما لا تُدرك أنه جانب صغير فقط من الوعي الذي هو أنت» ما يعني ان ثمة مساحات أخرى غير العقل تستحق أن نمنحها فرصتها لإدارة أفكارنا وحياتنا واستعادة وعينا من خلالها.
* اختلاج النبض:
تكمن مفاتيح التحرر من السجون المفاهيمية داخل أنظمتنا الفكرية في اكتشاف أصنام الفكر عبر التأمل ومكاشفة النفس وطرح الأسئلة المناسبة والإصغاء لصوت القلب، وفي طلب العون من الله ليكشف لنا الحقائق وهدايتنا للصراط المستقيم، وإصلاح الثغرات المكتشفة بتكرار التأمل وإحلال المعاني بعكسها عبر توكيدات وتأملات عميقة.
قد يتساءل البعض عن أهمية التركيز إلى هذا الحد على الأنظمة الفكرية التي نعيش وفقاً لها، ولكن منشأ ذلك أن الحياة برمتها قد تتعطل وتتوقف فرص أن نحيا الحياة لا أن نعيشها وحسب بسبب تلك الأصنام الفكرية وهو أمر أشار إليه إكهارت تول في كتابه المقتضب الرائع «حديث السكون» بقوله: «يُمضي معظم الناس حياتهم بأكملها مسجونين داخل حدود أفكارهم»، وبين كيف أن كثيراً من الناس «عالقين في سجونهم المفاهيمية»، فالمشكلة قد لا تكون في الحياة ولا في الناس من حولنا ولا في الظروف المحيطة بنا، فهناك آخرون في ظروف «أسوأ» وتمكنوا من تحقيق كثير من الإنجازات حتى بات يشار إليهم بالبنان، بينما ما زال يقف آخرون على الأعذار وإلقاء اللوم على الآخرين والتململ من الظروف، بينما الأصل أن كل هذا ما هو إلاّ ترجمة وانعكاس لأفكارنا تجاه ما نعيشه، بل ان واقعنا المعاش إنما هو انعكاس لأفكارنا، ما يعني أننا بمأمن وأنه من الممكن تجاوز الأمر في المستقبل بمزيد من الفهم وقليل من الإصلاح والتركيز والعمل على التغيير.
أحياناً ننظر للأمور من منطلق العقل، ونرى أن كل المبررات المنطقية تؤكد أعذارنا الملقاة على الخارج دون حمل أدنى مسؤولية تجاه الأحداث في حياتنا، ولكن ها هو إكهارت تول يؤكد على «إن الذهن الُمفكر أداة مفيدة وقوية، ولكنه مُقيد جداً عندما يُسيطر على حياتك على نحوٍ تام، وعندما لا تُدرك أنه جانب صغير فقط من الوعي الذي هو أنت» ما يعني ان ثمة مساحات أخرى غير العقل تستحق أن نمنحها فرصتها لإدارة أفكارنا وحياتنا واستعادة وعينا من خلالها.
* اختلاج النبض:
تكمن مفاتيح التحرر من السجون المفاهيمية داخل أنظمتنا الفكرية في اكتشاف أصنام الفكر عبر التأمل ومكاشفة النفس وطرح الأسئلة المناسبة والإصغاء لصوت القلب، وفي طلب العون من الله ليكشف لنا الحقائق وهدايتنا للصراط المستقيم، وإصلاح الثغرات المكتشفة بتكرار التأمل وإحلال المعاني بعكسها عبر توكيدات وتأملات عميقة.