حسم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، الجدل الذي عمد البعض إلى إثارته بعد تأخر بعض رحلات إعادة المواطنين العالقين في إيران بسبب التطورات المفاجئة وغير العادية لانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وحرص المملكة على الالتزام بمعايير السلامة والاحتراز الصحي حيث أكد سموه أن «الحكومة حريصة على عودة أبنائنا الذين تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق المطارات احترازياً، مع أخذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تضمن سلامة المواطنين العائدين وطاقم الطائرة، وتكفل عودتهم لبلادهم معززين مكرمين»، ولفت سموه إلى أن «سلامة المواطن هي أولوية أينما كان، ولا نقبل أبداً وتحت أي مبرر أن يتعرض مواطن لأي مكروه» وشدد على أن «الحكومة لم ولن تتخلى عن مواطنيها فهم في رعايتها أينما كانوا».

ومع هذا عمد البعض – أفراداً ومنظمات ودولاً – إلى استغلال تعطل عملية نقل العالقين للإساءة إلى مملكة البحرين رغم وضوح ومنطقية الأسباب التي أدت إلى تأخير عملية الإجلاء ورغم معرفتهم الأكيدة بتلك الظروف والأسباب وتيقنهم من أن البحرين لا يمكن أن تترك مواطنيها في مثل هذه الظروف. أما المثير في كل هذا فهو أن هؤلاء لن يتوقفوا عن «البربرة» في هذا الموضوع حتى مع عودة آخر العالقين، فمثل هذا الموضوع قابل للنفخ فيه وتوظيفه للإساءة للبحرين حتى مع علمهم بأنه يوجد للعديد من الدول مواطنون عالقون في العديد من البلدان، حيث الظرف يحكم. التواصل المفضوح بين أولئك الأفراد وتلك التنظيمات والدول لم يعد مفيداً بعد التصريح الحاسم والواضح لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، فالباب الذي اعتقدوا أن بإمكانهم الولوج منه بغية ممارسة فعل الأذى والتخريب أغلق بذلك التصريح، لكن هذا لا يعني أنهم سيتوقفون عن محاولات توظيف ما جرى، فمثل هذه الفرصة لا تفوت حتى مع التيقن من أنه لا عائد من ورائها، فهؤلاء يعملون بنظرية «العيار اللي ما يصيبش يدوش»! يؤمنون بها حتى بعد أن تبين لهم مراراً بأن البحرين لا «تندوش» جراء تلك العيارات الفارغة.

البحرين ليست في حاجة إلى مساعدة تلك الدول وتلك التنظيمات وأولئك الأفراد، كل ما تريده منهم هو أن «ينقطونا بسكوتهم» ويتوقفون عن التدخل في شأن لا يفهمون فيه وعن استغلال موضوع لا يمكن أن يعود عليهم بالنفع، بل على العكس يمكن أن يفضحهم أمام العالم ويظهرهم على حقيقتهم، صغاراً.

في موضوع المواطنين العالقين في إيران تم وضع خطة لإجلائهم مبكراً، سارت الأمور بالكيفية التي يراد لها لبعض الوقت ثم برزت معوقات أدت إلى مراجعة الخطة وتعديلها. القصة ليست قصة إعادتهم إلى الوطن ولكن إعادتهم مع الحرص على عدم التسبب في نشر الفيروس في المنطقة وتوفير كل الظروف التي تضمن لهم السلامة والانصراف بعد ذلك إلى بيوتهم وأهليهم سالمين. هذا باختصار كل الذي حصل. أما ما حصل بعد ذلك فكله من ترتيب تلك الدول والتنظيمات وأولئك الأفراد الذين عمدوا كعادتهم إلى الاستفادة من كل ذلك وتوظيفه بغية تحقيق أهداف سياسية وإظهار حكومة البحرين في صورة غير لائقة والزعم بأنها «تخلت عن مواطنيها وخذلتهم وأهانتهم وأنها نظرت إليهم بمنظار طائفي وفئوي».

الحقيقتان اللتان لا يمكن لعاقل أن يغفل عنهما هما أن الظروف الطارئة تسببت في إرباك العالم وأدت إلى عدم تمكن العديد من الدول حتى الآن من إعادة مواطنيها من البلدان الأخرى وأن البحرين لا يمكن أن تتخلى عن مواطنيها ورعايتهم أينما كانوا. وهو ما تأكد تماماً بتصريح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر.