لأيام مضت ونحن نتداول الحديث حول الأنظمة الفكرية للفرد منا، وتأثيرها على نحو كبير في رسم شخصياتنا وسلوكنا وتركيبتنا النفسية. في الحقيقة لا يمكننا إنكار ذلك على الإطلاق، وأتفهم جيداً أن الدور الضخم الذي تلعبه الأنظمة الفكرية في صياغة مشاعرنا وسلوكنا وتغيراتنا البيولوجية والحياتية كان منشأ تركيز أغلب الكتب النفسية والمشتغلين بالبرمجة العصبية على الموضوع، وهو السبب الرئيس الذي انبثق منه إحلال الأفكار بأفكار معاكسة لحل المشكلات الصحية أو النفسية التي تشكل عائقاً في الحياة، والتي يتم إدارتها من خلال التأملات والتوكيدات. ولكن.. هل هذا كل ما في الأمر؟!!
أنا واحدة من المؤمنين بجدوى التأملات والتوكيدات، وأدعو لها كثيراً لما لمسته من آثار إيجابية بعد ممارستها، ولكن سؤالي أبعد من هذا.. حول إذا ما كان يمكن إيجاز الأمر بالأنظمة الفكرية وإصلاحها وحسب أم أن لما نشهده في الحياة أبعاد أخرى تؤثر بنا أيضاً. إنها محاولة لفهم التركيبة الشاملة التي تحكم مجموع الصفات والأفكار والسلوك لكل فرد منا، وجئت إلى هذا لأننا نلاحظ أحياناً أن شخصين في بيت واحد ومع ذلك لا يتأثران بنفس القدر ولا الطريقة بالمواقف المشتركة التي يتعرضان لها، بل ربما تأتي نتيجة بعض المواقف لدى كل منهما على النقيض من الآخر، الأمر الذي يعني أن ثمة عوامل أخرى كامنة، وإن لم تكن الأنظمة الفكرية وحدها هي الحاكمة في الأمر فلعل ذلك يدعونا للبحث عن إجابة منصفة أكثر.
من منطلق تراكمية العلم، فإن أفضل ما وصلنا إليه اليوم، وكل الجوانب التي أحطنا بها حول الشخصية البشرية إنما هي نزر يسير من إجمالي العلم المتعلق بها، تلك مسألة أؤمن بها بشدة، ولعلك عزيزي القارئ توافقني فيما أذهب إليه. من جهة أخرى نحن نعلم أن علمنا ببعض الأمور لا يعني الإحاطة بها، ولا يعني أننا توصلنا بما يكفي لحقيقتها، فالحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله وحده، تلك الحقيقة التي تربط كافة العلوم ببعضها وتشتمل على كثير مما لم نتوصل إليه بعد.
صحيح أننا نعترف بقصور علمنا رغم تراكميته على مدى التاريخ البشري، صار من الضرورة بمكان البحث فعلياً في كثير من الجوانب المتعلقة بتفرد كل منا، وما تجعل منه تركيبة وتوليفة متفردة، ما يعني ضرورة البحث في إطار «الروحية، السببية الماورائية» والتي تحمل في طياتها حديثاً واسعاً حول الروح والنفس البشرية وقوانين الكون وتفاعلاته غير المرئية وجنود الله التي يأتي من بينها البركة مثلاً، وهي أمور رغم تأكيدنا على تطورنا العلمي إلا أننا لم ندرسها بما يكفي، وأن الأنظار لم تتجه إليها إلا من خلال نسبة بسيطة من الناس من الصفوات الفكرية والروحية.
* اختلاج النبض:
إن دراسة وفهم وتفسير الماورائيات ما زالت بحاجة لكثير من المهتمين والباحثين الذين يكرسون حياتهم لسبر أغوار هذا العالم وفهمه كما أولينا للعلم أهمية بالغة استغرقت منا زمناً ممتداً من عمر البشرية، علنا نصل لحقيقة الإنسان وتفسيره.
أنا واحدة من المؤمنين بجدوى التأملات والتوكيدات، وأدعو لها كثيراً لما لمسته من آثار إيجابية بعد ممارستها، ولكن سؤالي أبعد من هذا.. حول إذا ما كان يمكن إيجاز الأمر بالأنظمة الفكرية وإصلاحها وحسب أم أن لما نشهده في الحياة أبعاد أخرى تؤثر بنا أيضاً. إنها محاولة لفهم التركيبة الشاملة التي تحكم مجموع الصفات والأفكار والسلوك لكل فرد منا، وجئت إلى هذا لأننا نلاحظ أحياناً أن شخصين في بيت واحد ومع ذلك لا يتأثران بنفس القدر ولا الطريقة بالمواقف المشتركة التي يتعرضان لها، بل ربما تأتي نتيجة بعض المواقف لدى كل منهما على النقيض من الآخر، الأمر الذي يعني أن ثمة عوامل أخرى كامنة، وإن لم تكن الأنظمة الفكرية وحدها هي الحاكمة في الأمر فلعل ذلك يدعونا للبحث عن إجابة منصفة أكثر.
من منطلق تراكمية العلم، فإن أفضل ما وصلنا إليه اليوم، وكل الجوانب التي أحطنا بها حول الشخصية البشرية إنما هي نزر يسير من إجمالي العلم المتعلق بها، تلك مسألة أؤمن بها بشدة، ولعلك عزيزي القارئ توافقني فيما أذهب إليه. من جهة أخرى نحن نعلم أن علمنا ببعض الأمور لا يعني الإحاطة بها، ولا يعني أننا توصلنا بما يكفي لحقيقتها، فالحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله وحده، تلك الحقيقة التي تربط كافة العلوم ببعضها وتشتمل على كثير مما لم نتوصل إليه بعد.
صحيح أننا نعترف بقصور علمنا رغم تراكميته على مدى التاريخ البشري، صار من الضرورة بمكان البحث فعلياً في كثير من الجوانب المتعلقة بتفرد كل منا، وما تجعل منه تركيبة وتوليفة متفردة، ما يعني ضرورة البحث في إطار «الروحية، السببية الماورائية» والتي تحمل في طياتها حديثاً واسعاً حول الروح والنفس البشرية وقوانين الكون وتفاعلاته غير المرئية وجنود الله التي يأتي من بينها البركة مثلاً، وهي أمور رغم تأكيدنا على تطورنا العلمي إلا أننا لم ندرسها بما يكفي، وأن الأنظار لم تتجه إليها إلا من خلال نسبة بسيطة من الناس من الصفوات الفكرية والروحية.
* اختلاج النبض:
إن دراسة وفهم وتفسير الماورائيات ما زالت بحاجة لكثير من المهتمين والباحثين الذين يكرسون حياتهم لسبر أغوار هذا العالم وفهمه كما أولينا للعلم أهمية بالغة استغرقت منا زمناً ممتداً من عمر البشرية، علنا نصل لحقيقة الإنسان وتفسيره.