بدأ سيرجيو ماتاريلا رسميا الثلاثاء ولايته كرئيس للجمهورية الايطالية متعهدا بان يكون "حكما غير منحاز" لكنه اكد ايضا دعمه للاصلاحات التي بدأتها حكومة ماتيو رينزي.وتلا الرئيس الايطالي امام البرلمان القسم الدستوري المعتاد ثم القى خطابا استمر نصف ساعة لاقى ترحيبا شديدا من النواب الذين صفقوا له عدة مرات.وبلهجة رجل حازم ومعروف بتواضعه، عرض ماتاريلا اسس ولايته معلنا التزامه بنهج سلفه جورجيو نابوليتانو.وبعد ان طرح نفسه ضامنا للمؤسسات، طلب من النواب انجاز الاصلاح الدستوري الذي اطلقه رينزي معتبرا ان "المصادقة على القانون الانتخابي الجديد" تشكل "اولوية".واستاذ القانون هذا سبق ان اعد في مطلع التسعينيات قانونا انتخابيا اطلق عليه اسم "ماتاريلوم" واستبدل بعد عشر سنوات بنص اخر لا يزال غير قادر على اخراج ايطاليا من عدم استقرارها الحكومي المزمن.وانتخاب ماتاريلا يشكل بالواقع انتصارا سياسيا كبيرا لرئيس الحكومة الايطالي الشاب الذي رص الصفوف داخل حزبه وضمن تحالفا ثمينا للسنوات المقبلة.واشاد سيرجيو ماتاريلا بالتزام حكومة رينزي و"استراتيجيتها المناسبة" من اجل "مبادرة قوية تشجع النمو".ومن اجل تشجيع روح التعاون، استخدم الخبير القانوني ماتاريلا تعبيرا رياضيا محببا الى رينزي.وقال وسط تصفيق حار من النواب "ان دور رئيس الدولة هو دور حكم ... وواجب الحكم احترام القواعد بدقة. الحكم هو حيادي وسيكون كذلك. وعلى اللاعبين مساعدته عبر عدم ارتكاب اخطاء".وبعد اداء التحية العسكرية في باحة القصر الرئاسي، اشاد بييترو غراسوا القاضي السابق في مكافحة المافيا الذي اصبح رئيسا لمجلس الشيوخ ورئيسا بالوكالة بعد استقالة نابوليتانو في منتصف كانون الثاني/يناير، ب"جدية وحزم" الرئيس الجديد.وماتاريلا (73 عاما) يتحدر من صقلية وهو من المسيحيين الديموقراطيين اليساريين وشغل مقعد نائب على مدى 25 عاما وتولى حقائب وزارية خمس مرات.وفي البرلمان بدت علامات عدم الارتياح على سيلفيو برلوسكوني الذي لا يشغل مقعدا نيابيا وانما دعي الى الحفل بصفته رئيسا لحزب فورتسا ايطاليا (يمين).فرئيس الحكومة السابق الذي ساعد في الاونة الاخيرة رينزي على تمرير عدة اصلاحات كان يرفضها التيار اليساري في حزبه، اعتبر انه تعرض "للخيانة" عبر اختيار ماتاريلا، رجل المبادىء الذي لطالما انتقد الصعود السياسي لقطب الاعلام الايطالي.وامام النواب استعان الرئيس الجديد باقوال البابا فرنسيس الذي يندد "بالرجال الذين يلتزمون بحسن السلوك لكن عاداتهم سيئة" وندد في كلمته بالفساد و"السرطان" الذي تشكله المافيا.وسيرجيو ماتاريلا الذي كان يعتزم ان يكرس عمله للتعليم الجامعي، دخل معترك السياسة بعد اغتيال شقيقه بييرسانتي الذي كان رئيسا لمنطقة صقلية انذاك، على ايدي المافيا عام 1983.ومنصب رئاسة الجمهورية في ايطاليا فخري، لكن الرئيس يضطلع بدور مهم جدا في حال وقوع ازمة سياسية كما كان الحال في السنوات الماضية. وكان سلفه جورجو نابوليتانو الذي يحتفل هذا العام بعيد ميلاده التسعين، استقال من منصبه مطلع كانون الثاني/يناير قبل انتهاء ولايته الرئاسية الثانية بسبب سنه.