من الأمور الباعثة على السخرية قول المسؤولين في النظام الإيراني، رغم التصاعد السريع في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» والمتوفين بسببه، إن الأمور تحت السيطرة وإن الحكومة الإيرانية أبلت بلاء حسنا وإنها تمكنت من محاصرة الوباء وتقترب من القضاء عليه! يقولون ذلك وهم يرون كيف تنمو تلك الأعداد، وكيف هو الآن حال المناطق الإيرانية كلها بما فيها العاصمة طهران، التي تؤكد الأخبار بأنها ملوثة بالكامل. ويقولونه رغم تيقنهم من أن الأعداد التي يتم الإعلان عنها لا تطابق الواقع وأن الأعداد التي تتحدث عنها المعارضة الإيرانية أقرب إلى الصحة والمنطق والواقع والحقيقة.
العالم كله يرى ما تعاني منه إيران اليوم بسبب تفشي الفيروس في كل مناطقها، والعالم كله يرى التصاعد غير العادي في أعداد المصابين والمتوفين هناك نتيجة تمكن الفيروس وانتشاره، ومع هذا وبكل برود يخرج المسؤولون إلى العلن - ومنهم الرئيس حسن روحاني - ليقولوا بأنهم قاموا بعمل عظيم وإن أعداد الضحايا في تناقص «منذ فترة لا يمر يوم إلا ويتم فيه الإعلان عن وفاة ما لا يقل عن 140 إيرانيا وإصابة نحو 3000 شخص بالفيروس»!
ليس صحيحاً أبداً ما قاله روحاني بأن بلاده تجاوزت مرحلة ذروة تفشي الفيروس، وليس صحيحاً أبداً ما يردده في هذا الشأن المسؤولون والمتحدثون الرسميون، فالأعداد التي يعلنون عنها بأنفسهم تكذبهم، والتقارير التي يتم نشرها عن أحوال المدن والقرى والناس ومستوى التلوث هناك تقول غير ما يقولون وما يقسمون عليه بأغلظ الأيمان.
لعل المسؤول الإيراني الوحيد الذي قال كلاماً معبراً عن الواقع هو نائب وزير الصحة قائد عمليات لجنة مكافحة الفيروس في طهران، علي رضا زالي، حيث قال في مقابلة عبر التلفزيون الرسمي «إن سلوك بعض السكان أدى إلى تلوث جميع أنحاء العاصمة الإيرانية بالوباء»، وحذر مما أسماه «عاصفة فيروس كورونا»، وقال إن «إبداء اللامبالاة وعدم الحرص على اتباع النصائح الطبية، وكذلك الخروج من المنازل أسفر عن تعرض طهران لهذه الظروف».
لتأكيد مسألة عدم قول أغلب مسؤولي النظام الإيراني الحقيقة لعل من المناسب الإشارة إلى ما قاله الرئيس روحاني عن التزام الشعب الإيراني بالتعليمات، حيث قال عند حديثه عن «تراجع تفشي الفيروس» إن «الشعب الإيراني يلبي بشكل جيد توصيات اللجنة الوطنية لمكافحة الفيروس» «...ما يدفع إلى التساؤل عن كيفية حصول التلوث الذي أصاب العاصمة طهران والذي أكده زالي»؟!
ليس هذا فحسب، فالرئيس روحاني نفسه قال بعد هذا الذي قاله «اتخذنا قرارات صارمة حتى الآن... وقد نتخذ قرارات أكثر صرامة إذا اقتضت الحاجة»، فما الحاجة إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة بعد الجزم بأن إيران تجاوزت مرحلة ذروة تفشي الفيروس وأن الشعب ملتزم بالتوصيات والقرارات وأنه ينفذها بدقة؟
التناقض الذي يعيشه مسؤولو النظام الإيراني يفقدهم المصداقية، ويدفع المعنيين بمنظمة الصحة العالمية إلى افتراض أن ما يقولونه عن الأحوال الصحية في إيران يستوجب التشكيك في صحته، وأن الواقع مختلف عن الذي يدعون، بل يدفعهم إلى الاعتقاد بأن ما تقوله المعارضة الإيرانية هو الأقرب إلى الواقع والحقيقة.
التفسير المنطقي الوحيد للتناقض الذي يعيشه مسؤولو النظام الإيراني هو أنهم يخشون من انبعاث ثورة شعبية جديدة تطيح بهم سريعاً، أكثر مما يخشون من فيروس كورونا، لهذا يعمدون إلى التصريح بما لا يؤيده الواقع ولا يصدقه عاقل، فأي سيطرة على الفيروس تحققت أو تتحقق في ظل تفشيه وتنامي أعداد المصابين به والمتوفين بسببه يومياً؟ وأي سيطرة على الفيروس تحققت أو تتحقق والإيرانيون يرون أن مناطقهم وأولها العاصمة طهران صارت ملوثة بالكامل وتنبئ بمآس؟
العالم كله يرى ما تعاني منه إيران اليوم بسبب تفشي الفيروس في كل مناطقها، والعالم كله يرى التصاعد غير العادي في أعداد المصابين والمتوفين هناك نتيجة تمكن الفيروس وانتشاره، ومع هذا وبكل برود يخرج المسؤولون إلى العلن - ومنهم الرئيس حسن روحاني - ليقولوا بأنهم قاموا بعمل عظيم وإن أعداد الضحايا في تناقص «منذ فترة لا يمر يوم إلا ويتم فيه الإعلان عن وفاة ما لا يقل عن 140 إيرانيا وإصابة نحو 3000 شخص بالفيروس»!
ليس صحيحاً أبداً ما قاله روحاني بأن بلاده تجاوزت مرحلة ذروة تفشي الفيروس، وليس صحيحاً أبداً ما يردده في هذا الشأن المسؤولون والمتحدثون الرسميون، فالأعداد التي يعلنون عنها بأنفسهم تكذبهم، والتقارير التي يتم نشرها عن أحوال المدن والقرى والناس ومستوى التلوث هناك تقول غير ما يقولون وما يقسمون عليه بأغلظ الأيمان.
لعل المسؤول الإيراني الوحيد الذي قال كلاماً معبراً عن الواقع هو نائب وزير الصحة قائد عمليات لجنة مكافحة الفيروس في طهران، علي رضا زالي، حيث قال في مقابلة عبر التلفزيون الرسمي «إن سلوك بعض السكان أدى إلى تلوث جميع أنحاء العاصمة الإيرانية بالوباء»، وحذر مما أسماه «عاصفة فيروس كورونا»، وقال إن «إبداء اللامبالاة وعدم الحرص على اتباع النصائح الطبية، وكذلك الخروج من المنازل أسفر عن تعرض طهران لهذه الظروف».
لتأكيد مسألة عدم قول أغلب مسؤولي النظام الإيراني الحقيقة لعل من المناسب الإشارة إلى ما قاله الرئيس روحاني عن التزام الشعب الإيراني بالتعليمات، حيث قال عند حديثه عن «تراجع تفشي الفيروس» إن «الشعب الإيراني يلبي بشكل جيد توصيات اللجنة الوطنية لمكافحة الفيروس» «...ما يدفع إلى التساؤل عن كيفية حصول التلوث الذي أصاب العاصمة طهران والذي أكده زالي»؟!
ليس هذا فحسب، فالرئيس روحاني نفسه قال بعد هذا الذي قاله «اتخذنا قرارات صارمة حتى الآن... وقد نتخذ قرارات أكثر صرامة إذا اقتضت الحاجة»، فما الحاجة إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة بعد الجزم بأن إيران تجاوزت مرحلة ذروة تفشي الفيروس وأن الشعب ملتزم بالتوصيات والقرارات وأنه ينفذها بدقة؟
التناقض الذي يعيشه مسؤولو النظام الإيراني يفقدهم المصداقية، ويدفع المعنيين بمنظمة الصحة العالمية إلى افتراض أن ما يقولونه عن الأحوال الصحية في إيران يستوجب التشكيك في صحته، وأن الواقع مختلف عن الذي يدعون، بل يدفعهم إلى الاعتقاد بأن ما تقوله المعارضة الإيرانية هو الأقرب إلى الواقع والحقيقة.
التفسير المنطقي الوحيد للتناقض الذي يعيشه مسؤولو النظام الإيراني هو أنهم يخشون من انبعاث ثورة شعبية جديدة تطيح بهم سريعاً، أكثر مما يخشون من فيروس كورونا، لهذا يعمدون إلى التصريح بما لا يؤيده الواقع ولا يصدقه عاقل، فأي سيطرة على الفيروس تحققت أو تتحقق في ظل تفشيه وتنامي أعداد المصابين به والمتوفين بسببه يومياً؟ وأي سيطرة على الفيروس تحققت أو تتحقق والإيرانيون يرون أن مناطقهم وأولها العاصمة طهران صارت ملوثة بالكامل وتنبئ بمآس؟