أحمد عطا

صرفت الأندية الأوروبية ملايين اليوروهات في السوق الصيفية الماضية لدعم صفوفها وسد الثغرات وتعظيم فرصها في تحقيق أهدافها الموضوعة.

لكن لأننا لا نعيش في عالمٍ مثالي، ولا تسير الرياح أحياناً كما تشتهي سفن الأندية فإن هناك الكثير من الملايين التي إما صُرفت هباءً أو على الأقل تأجل الاستفادة منها إلى حين إشعار آخر لا يبدو وأنه سيكون في هذا الموسم الذي صار مهددًا أكثر من أي وقتٍ مضى بعدم الاكتمال.

وفيما يلي أبرز الصفقات التي أجرتها الأندية الأوروبية وكانت على أعلى مستوى ... من خيبة الأمل

إدين هازارد

صفقة تأخرت لـ5 مواسم على الأقل مع إعجاب متبادل مستمر بين ريال مدريد واللاعب الدولي البلجيكي الذي ظل يداعب الريال لسنواتٍ طويلة من خلال تصريحاته لكن يبدو وأن فلورنتينو بيريز لم يكن ينوي إجراءها دون رحيل كريستيانو رونالدو عن صفوفه ثم انتظر لموسم إضافي لجلبه بسعر أقل من قيمته بعد أن تبقى على عقده مع تشيلسي موسماً واحداً.

هازارد وصل بعد أن دفع فيه ريال مدريد 100 مليون يورو ليبدأ الموسم ببطء مع وضوح زيادة وزنه من أثر الراحة الصيفية، وبعد أن توسمت جماهير ريال مدريد في استعادته لمستواه بعد تقديمه لأداء مميز أمام باريس سان جيرمان إذا به يتعرض لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب لأكثر من شهرين. ومع عودة هازارد إلى الملاعب أملاً في تجهيزه للأدوار النهائية في دوري أبطال أوروبا إذا به يتعرض لإصابة أخرى ليغيب عن أهم مباراتين لريال مدريد هذا الموسم أمام برشلونة في كلاسيكو الإياب وأمام مانشستر سيتي الذي خسر أمامه الريال على ملعبه في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال.

ستتأجل الاستفادة من النجم البلجيكي للموسم المقبل، لكن البعض يرون أنه ربما تأخر ريال مدريد في جلب اللاعب وأنه قد ضل طريقه ولن يجد نفسه في الليغا كما كان الحال معه في تشيلسي.

فرينكي دي يونج

لاعب وسط أياكس السابق قدم موسماً ماضياً في منتهى الروعة رفقة فريقه الهولندي وكاد أن يرفع معه كأس دوري أبطال أوروبا إن لم تلعب كرة القدم لعبتها وتمنح بطاقة التأهل لتوتنهام في اللحظات الأخيرة.

كان طبيعياً أن يرحل دي يونج عن الفريق الذي كان منسجماً مع فكرة التخلي طواعية عن جواهره بدلاً من التخلي بقوة الشروط الجزائية فاختار لاعب الوسط الهولندي الفريق الذي يناسب أفكاره عن كرة القدم .. برشلونة.

لكن بصورة ما بدا وأن دي يونج قد اصطدم بنادٍ لم يعد يتمتع بنفس الأفكار التي كان يظنها أو هكذا كان الحال في فترة إرنستو فالفيردي الذي تعرض لأكثر من انتقاد مبطن من الدولي الهولندي الذي عانى كثيراً في إيجاد المستوى الذي كان يقدمه مع أياكس.

لكن الغرابة ازدادت مع وصول كيكي سيتيين واستمرار فشل دي يونج في تقديم ما يشفع لدفع عشرات الملايين فيه، وصحيح أنه لم يكن كارثياً إلا أنه لم يقدم نصف ما قدمه مع فريقه السابق وإن كان مايزال الوقت طويلاً لديه في المواسم المقبلة لتحويل مسافر صفقته المخيبة للآمال حتى الآن.

أنتوان جريزمان

نعم، برشلونة دفع 200 مليون يورو في صفقتين كلتاهما عجزتا عن تقديم ما يُنتظر منها حتى الآن .. رقمياً فإن الدولي الفرنسي يقدم مستوى جيداً لكن داخل الملعب يبدو تائهاً إلى درجة مرعبة.

جريزمان اشترك في مركز الجناح الأيسر ليثبت نظرية الكثير من المتابعين أنه لا يوجد له مكان في الفريق في وجود ليونيل ميسي ولويس سواريز، لكن حتى بعد إصابة لويس سواريز فإنه لم يلعب كرأس حربة وفسر البعض هذا الأمر على أن جرييزمان لا يمكن له أن يلعب وحيداً في الخط الأمامي.

بطل كأس العالم يقدم عطاءات دفاعية مميزة بالفعل لكن في دوره الأساسي مايزال يبحث عن نفسه فلا يبدو عليه الارتياح في أي مركز من المراكز التي لعب بها وسيحتاج للمزيد من الوقت في الموسم المقبل ليطرد الفكرة المخيبة التي انطبعت في أذهان الكثيرين من موسمه الأول.

ماتييس دي ليخت

لم يعثر صغار أياكس بعد على ما خرجوا من أجله، فبالتزامن مع معاناة فرينكي دي يونج كان ماتييس دي ليخت يصارع الأمواج هناك في تورينو.

فبعد سلسلة من الأخطاء في بدايات الموسم فقد دي ليخت مكانه الأساسية في تشكيلة الفريق لكنه كان محظوظاً بإصابة المدافعين جيورجيو كيليني والتركي ديميريل ليعود أساسياً من جديد.

وصحيح أن أداء اليافع الهولندي الذي كلف اليوفي 75 مليون يورو + 10 ملايين حوافز ، قد تحسن منذ فترة إلا أنه مايزال يفتقد للكثير مما امتلكه في موسمه الرائع مع أياكس الذي كان قائدًا له بينما لا يتمتع بنفس الثقة والشخصية في يوفنتوس.

جواو فيلكس

قرر أتلتيكو مدريد دخول سوق كبار الصارفين في أوروبا بعد أن قام بخطوة جريئة فور بيعه مهاجمه أنتوان جرييزمان وذلك بعدما ضم لاعب الوسط المهاجم لبنفيكا البرتغال جواو فيلكس في صفقة قياسية تجاوزت الـ120 مليون يورو.

فيلكس يبلغ من العمر 20 عاماً وهو أمر أثار اندهاش البعض من هذا المبلغ الضخم الذي دفعه الأتليتي لكن أداءً ممتازاً في المباريات الودية والمباريات الأولى في الموسم محى تلك الأفكار وبدأ الكثيرون في كيل المديح للاعب وكذلك لإدارة النادي التي تمتلك رؤية رائعة للاعبين ونعذر من فعل ذلك فلربما فعلنا ذلك نحن أيضًا!

لكن مع دخول الموسم لمرحلة السخونة ظهر فيلكس بمستوى متراجع إلى حدٍ ما ثم أصيب وعاد بمستوى أقل كثيراً مما عليه كما لم يكن على مستوى الحدث في لقاء ليفربول الأخير رغم تأهل فريقه في نهاية المطاف بعد وقتٍ إضافي.

الصفقة حتى الآن مخيبة لكن بالنظر لعمر اللاعب والموهبة التي يتمتع بها فإنها تظل مخيبة فقط إلى حين إشعار آخر قد يكون مع بداية الموسم المقبل.

بيبي

لم نعتد من آرسنال كل هذا البذخ الذي ظهر عليه النادي في السوق الصيفية الماضية، لكننا اعتدنا منه في السنوات الأخيرة أن يقوم بصفقات غير مفهومة.

نيكولاس بيبي وصل إلى آرسنال مقابل مبلغ يقترب من الـ80 مليون يورو فقط وذلك بعد تقديمه لمستوى كبير مع ناديه الفرنسي ليل وتسجيله للكثير من الأهداف في الموسم الماضي.

لكن المخاطرة كانت كبيرة في ضم لاعب افريقي لا يتمتع بالخبرة الكافية مقابل هذا المبلغ الأضخم في تاريخ النادي اللندني، وصحيح أن بيبي يمتلك لمسة مهارية واضحة إلا أن مقدار غياب الدقة لديه صارخ فاللاعب يسدد الكثير من الكرات دون جدوى والكثير منها طائش بعيداً عن الخشبات الثلاثة.

لكن قبل إيقاف الموسم فإن ثمة ملامح واضحة للتحسن ظهرت مع وصول المدرب ميكيل أرتيتا وربما مع استمرار الأخير في سدة الحكم الفنية فإن الصفقة قد تُؤتي ثمارها .. وحتى إشعار آخر فإنها تظل مخيبة جدًا قياسًا لما دُفع فيها.

جيوفاني لو سيلسو

وصل لاعب وسط ريال بيتيس السابق إلى توتنهام هوتسبير بآمال عريضة لأن يحل محل لاعب وسط السبيرز كريستيان إريكسن الذي رفض تجديد عقده.

لم يلعب كأساسي في بداية الموسم ثم أصيب ليعود من جديد ويفشل في إيجاد مركز معين يمكنه الإجادة فيه.

مع وصول جوزيه مورينيو نال لو سيلسو المزيد من الدقائق لكنه فشل في أن يقنع أحداً في أن يكون البديل الجاهز لرحيل إريكسن، وحتى مع رحيل الدنماركي إلى صفوف الإنتر فإن الموسم تم إيقافه ولو سيلسو مايزال يحاول إقناع الجميع بسبب دفع 16 مليون يورو ثمناً لإعارته من ريال بيتيس وإن كان يمكن اعتبار معاناة توتنهام هذا الموسم بشكل عام سبباً رئيسياً في ظهور اللاعب الأرجنتيني بهذا الشكل.

ماكسي جوميز

مع وصول فالنسيا للمرة الثانية لدوري أبطال أوروبا، قرر الفريق دعم نفسه هجومياً بشكل بذخ قياساً لقدراته المالية فتصارع مع وست هام يونايتد على ضم مهاجم سيلتا فيجو ماكسي جوميز ليدفع 35 مليون يورو لضم المهاجم الأوروجوياني الذي اختار الخفافيش على حساب النادي اللندني وهي الصفقة التي تم تضمين المهاجم سانتي مينا كجزء من قيمتها لينتقل للجانب الآخر. جوميز خرج بحصيلة تهديفية جيدة من موسمه الأول في الليغا لكن بمتابعة أكثر تدقيقاً فإن أسلوب لعبه كان مشكلة في بعض الأوقات لفالنسيا الذي يفضل المهاجمين المتحركين عن الكلاسيكيين .. جوميز تميز برأسياته لكنه كان يعاني كثيراً في مسألة صناعة اللعب وإن أفاد الفريق في مسألة الكرات الطولية.

لكن جوميز فشل في أغلب المباريات الكبرى للفريق هذا الموسم فكاد أن يُحدث كارثة في مباراة تشيلسي التي أضاع فيها فرصاً سهلة، وكاد أن يفعلها من جديد أمام برشلونة بإضاعته لركلة جزاء قبل أن يسجل في الشوط الثاني لكن جاءت مباراة أتالانتا في ميلانو لتحدث شرخاً كبيراً مع الجماهير بعدما أضاع فرصاً غاية في السهولة أضاعت على فريقه فرصة تذليل الفارق ومنح فالنسيا فرصة أفضل في مباراة الإياب ليتساءل كثيرون هل حقاً كان يستحق أن يدفع فيه فالنسيا أكثر من نصف ما صرفه في السوق الصيفية الماضية؟