من التناقضات التي تم رصدها في كل بلدان العالم، ومنها بلدان عربية، أنه يوجد هلع وتهويل بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ويوجد أيضاً استخفاف بإجراءات الحجر المنزلي والوقاية من الفيروس، بمعنى أنه يوجد بين الهلعين من الفيروس من يستخفون بإجراءات الحجر ويقودهم تفكيرهم إلى التمرد عليها وعلى طرق الوقاية، فيسهمون في نشر الفيروس ويعينونه على التمكن من العباد والبلاد.
هؤلاء يزداد خوفهم من الفيروس في كل يوم وخصوصاً عند استلامهم للرسائل التي تصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو متابعتهم للأخبار والتقارير في التلفاز، لكنهم يضيقون بإجراءات الحجر المنزلي ويعتبرون الإصرار على الالتزام بطرق الوقاية من الفيروس مبالغة ليس في محلها ويرون أنهم لا يحتاجونها ويقررون أن حالتهم لا تستدعي ذلك، والدليل هو أنه يحصل بين الحين والحين قيام بعض من هم ملزمون بالحجر المنزلي بكسر الحجر والخروج قبل انتهاء المدة المقررة، وهذا تحديداً هو الذي دفع إلى دراسة فكرة المراقبة بواسطة الأساور الإلكترونية التي تتابع تحرك الخاضع للحجر المنزلي فتعرف السلطات المعنية كسره للحجر فور حصوله فتتم محاسبته.
كسر الحجر المنزلي يعتبر قانوناً وعرفاً جريمة تستوجب العقاب، ذلك أن خروج المطلوب بقاؤه في الحجر قبل انتهاء المدة المحددة وهي 14 أو 21 يوماً يعني أنه قد يساعد على نشر الفيروس والتسبب في إصابة آخرين به، وحيث إن الإصابة بالفيروس قد تفضي في بعض الحالات إلى الموت، لذا فإن اعتبار كسر الحجر المنزلي جريمة أمر لا يحتاج إلى ذكاء لتبين حيثياته.
وكما أن التهويل والهلع من الإصابة بالفيروس مؤذٍ كذلك مؤذٍ عدم الالتزام بالحجر المنزلي والتقليل من أهمية طرق الوقاية، وكل هذا يفترض ألا يتورط فيه عاقل أو متعلم أو مثقف، فإذا تورط سقط من أعين الناس وصار المجتمع ينظر إليه بنظرة لا تليق به. أما إن كان الحديث عن مجتمع البحرين فالسقوط في هذه الحالة يكون مدوياً وتكون نظرة المجتمع إليه أكثر قسوة، حيث الأساس هو ألا يحدث مثل هذا الأمر في هذا المجتمع الواعي المتحضر والخالي من الأمية.
يظهر أحد الفيديوهات التي يتم تبادلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قيام مجموعات كبيرة من الرجال والشباب والصبية بمهاجمة اثنين من الطاقم الطبي الذي حضر لنقل امرأة مصابة بالفيروس من بيتها الواقع في حي شعبي بإحدى الدول الآسيوية بالعصي والحجارة ومنعهما من أخذها إلى المستشفى ودفعهما للهرب بغية النجاة بنفسيهما. مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحصل هنا، لكن ما يقوم به البعض من كسر للحجر المنزلي لا يختلف عنه في النتيجة ولا في العقلية. أولئك ساهموا بتصرفهم في تمكن الفيروس من المرأة المصابة وأهلها وفي انتقاله إلى الآخرين وتحويل الحي بأكمله إلى مكان موبوء، وهؤلاء يساهمون بكسرهم الحجر المنزلي في تحقيق النتيجة نفسها. وهذه مأساة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فأن يقبل المثقف والمتعلم والمتحضر والواعي المنتمي إلى المجتمع البحريني أن يكون سبباً في نشر فيروس قاتل بحجة أنه شعر بالملل في الحجر المنزلي أو انتابه شعور بأنه محبوس ويقبل بأن يقارن بأولئك الذين هاجموا الطاقم الطبي الذي جاء لانتشال مصابة بالفيروس في حي فقير فإن أقل ما يقال عن هذ السلوك إنه مأساة.
مسؤولية الفرد العادي، في المجتمع البحريني كبيرة، فهذا المجتمع الواعي والذي مر بتجارب طويلة لا يقبل بأقل من ذلك، لهذا فإنه من الطبيعي ألا يقبل من الفرد الا أن يكون كثير العلم والمعرفة والخبرة والمكانة المجتمعية.
هؤلاء يزداد خوفهم من الفيروس في كل يوم وخصوصاً عند استلامهم للرسائل التي تصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو متابعتهم للأخبار والتقارير في التلفاز، لكنهم يضيقون بإجراءات الحجر المنزلي ويعتبرون الإصرار على الالتزام بطرق الوقاية من الفيروس مبالغة ليس في محلها ويرون أنهم لا يحتاجونها ويقررون أن حالتهم لا تستدعي ذلك، والدليل هو أنه يحصل بين الحين والحين قيام بعض من هم ملزمون بالحجر المنزلي بكسر الحجر والخروج قبل انتهاء المدة المقررة، وهذا تحديداً هو الذي دفع إلى دراسة فكرة المراقبة بواسطة الأساور الإلكترونية التي تتابع تحرك الخاضع للحجر المنزلي فتعرف السلطات المعنية كسره للحجر فور حصوله فتتم محاسبته.
كسر الحجر المنزلي يعتبر قانوناً وعرفاً جريمة تستوجب العقاب، ذلك أن خروج المطلوب بقاؤه في الحجر قبل انتهاء المدة المحددة وهي 14 أو 21 يوماً يعني أنه قد يساعد على نشر الفيروس والتسبب في إصابة آخرين به، وحيث إن الإصابة بالفيروس قد تفضي في بعض الحالات إلى الموت، لذا فإن اعتبار كسر الحجر المنزلي جريمة أمر لا يحتاج إلى ذكاء لتبين حيثياته.
وكما أن التهويل والهلع من الإصابة بالفيروس مؤذٍ كذلك مؤذٍ عدم الالتزام بالحجر المنزلي والتقليل من أهمية طرق الوقاية، وكل هذا يفترض ألا يتورط فيه عاقل أو متعلم أو مثقف، فإذا تورط سقط من أعين الناس وصار المجتمع ينظر إليه بنظرة لا تليق به. أما إن كان الحديث عن مجتمع البحرين فالسقوط في هذه الحالة يكون مدوياً وتكون نظرة المجتمع إليه أكثر قسوة، حيث الأساس هو ألا يحدث مثل هذا الأمر في هذا المجتمع الواعي المتحضر والخالي من الأمية.
يظهر أحد الفيديوهات التي يتم تبادلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي قيام مجموعات كبيرة من الرجال والشباب والصبية بمهاجمة اثنين من الطاقم الطبي الذي حضر لنقل امرأة مصابة بالفيروس من بيتها الواقع في حي شعبي بإحدى الدول الآسيوية بالعصي والحجارة ومنعهما من أخذها إلى المستشفى ودفعهما للهرب بغية النجاة بنفسيهما. مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحصل هنا، لكن ما يقوم به البعض من كسر للحجر المنزلي لا يختلف عنه في النتيجة ولا في العقلية. أولئك ساهموا بتصرفهم في تمكن الفيروس من المرأة المصابة وأهلها وفي انتقاله إلى الآخرين وتحويل الحي بأكمله إلى مكان موبوء، وهؤلاء يساهمون بكسرهم الحجر المنزلي في تحقيق النتيجة نفسها. وهذه مأساة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فأن يقبل المثقف والمتعلم والمتحضر والواعي المنتمي إلى المجتمع البحريني أن يكون سبباً في نشر فيروس قاتل بحجة أنه شعر بالملل في الحجر المنزلي أو انتابه شعور بأنه محبوس ويقبل بأن يقارن بأولئك الذين هاجموا الطاقم الطبي الذي جاء لانتشال مصابة بالفيروس في حي فقير فإن أقل ما يقال عن هذ السلوك إنه مأساة.
مسؤولية الفرد العادي، في المجتمع البحريني كبيرة، فهذا المجتمع الواعي والذي مر بتجارب طويلة لا يقبل بأقل من ذلك، لهذا فإنه من الطبيعي ألا يقبل من الفرد الا أن يكون كثير العلم والمعرفة والخبرة والمكانة المجتمعية.