لندن - محمد حسن

تتواصل تضحيات لاعبي الدوري الإسباني والإيطالي والألماني وبرواتبهم لتقليل التأثير المالي الذي يسببه انتشار فيروس كورونا على أنديتهم مع إيقاف النشاط، لكن لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز لم يحذوا حذوهم ما جعل الأمر يأخذ منعطقاً سياسياً.

وبعيداً عن حسابات بعض الفرق وآمالها المختلفة في استكمال تفوقها فإن أكبر الخاسرين بالتأكيد هي القطاعات الكبيرة العاملة في مختلف الأندية بعيداً عن كرة القدم، إذا يبدو الأمر وكأنهم اللقمة السائغة لإدارات بعض الأندية لتخفيض رواتبهم بعد أن تأثرت اقتصاديات جميع الأندية بسبب تداعيات إيقاف المسابقات المختلفة.

ويبدو نادي نيوكاسل خير مثال على ذلك حيث قام مالك مايك أشلي بوضع جميع العاملين البعيدين عن مجال كرة القدم في النادي في عطلة مفتوحة حتى عودة النشاط الكروي.

لكن الأسوأ كان موقف توتنهام، حيث كان من أوائل الأندية التي سارعت لفرض تخفيض إجباري لرواتب موظفيها من غير العاملين بنسبة عشرين بالمئة.

قرار نادي توتنهام تخفيض رواتب العاملين فيه من غير اللاعبين، جاء صادماً للكثيرين في إنجلترا، لأن النادي حل في المركز الثامن على مستوى العالم من حيث الإيرادات، ويتقاضي رئيسه التنفيذي راتبا سنويا يقترب من خمسة ملايين دولار بالإضافة إلى المكافآت.

واستند توتنهام إلى قرار الحكومة البريطانية أعلنت في وقت سابق عن ضمانها لثمانين بالمئة من رواتب الموظفين في الشركات والمؤسسات البريطانية في خطوة هدفت لمنع هذه الشركات من تسريح موظفيها.

لكن قرار توتنهام جاء على حساب الموظفين محدودي الدخل وليس اللاعبين أصحاب الأجور الكبيرة.

هذا ما جعل الأمر يتحول للساسة الذين انتقدوا هذا الموقف، وقال جوليان نايت رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس العموم، أن الأمر غير مقبول أخلاقيًا.

وطالب نايت في رسالة إلى الحكومة بفرض ضريبة محددة على الأندية التي تضع موظفيها من غير اللاعبين على البطالة الجزئية مع الاستمرار في دفع أجور لاعبيها بشكل طبيعي.

كما خرج وزير الصحة البريطاني مات هانكوك في مؤتمر صحافي داعيا لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز والمتهمة أنديتهم بالاستفادة من تدابير الدعم الاقتصادي التي تم تبنيها بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى تخفيض رواتهم.

الغريب أن الأندية الأقل ثراء في إنجلترا وفي الدرجات الأقل كان موقفها الأخلاقي تجاه الموظفين والنادي أفضل من أندية الدوري الممتاز.

حيث تطوع لاعبو ليدز يونايتد بتأجيل أجورهم، بينما قام لاعب بيرمنجهام الذين يحصلون فقط على 6000 جنيه إسترليني في الأسبوع بتخفيض 50% من رواتبهم للأشهر الأربعة المقبلة.

في أوروبا كان الموقف أفضل، حيث وافق لاعبو برشلونة على تخفيض في الأجور بنسبة 70٪ بينما وافق لاعبو يوفنتوس ومديرهم ماوريتسيو ساري على تجميد رواتبهم لمدة أربعة أشهر.

ويأتي ذلك رغم أن متوسط الرواتب في الدوري الإنجليزي الممتاز كبيراً للغاية ويبلغ حوالي 60 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، وتخفيض بنسبة 50 في المائة فقط في الأجور لمدة ثلاثة أشهر، سيعني أن اللاعب يكسب 30.000 جنيه إسترليني في الأسبوع، وهو راتب كبير ومع ذلك فالأمر لا يزال لم يحسم.