مع إعلان أول وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، سارع الأخوان «مات ونوح كولفين» لجمع قرابة 18 ألف عبوة معقم يدين، إضافة إلى عبوات مناديل معقمة وكمامات وغيرها.
وبعد أيام شرع «مات» في بيع عبوات المعقمات عبر متجر «أمازون»، حيث باع أكثر من 300 عبوة بأسعار تراوحت بين 8 دولارات و70 دولاراً.
ولكن بعد فترة بسيطة، علق موقع أمازون الحساب، وحذرهما من رفع الأسعار بشكل مفرط، وهي خطوة تبعه فيها أيضاً موقع «إي باي»، فوجد «مات» نفسه عالقاً مع 17700 عبوة معقم لا يستطيع بيعها، وهو ما وضعه وعائلته في مأزق مالي، خاصة وأنه دفع آلاف الدولارات ثمناً لها.
هذه باختصار إحدى صور الاحتكار والاستغلال للظروف القائمة، حسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، والتي بلا شك تكررت كثيراً مع تفشي فيروس كورونا في العديد من الدول باختلاف ثقافاتها وقوانينها.
فإذا كان قدرنا مجتمعين حكومة ومواطنين ومقيمين، مثل بقية دول العالم، أن نواجه فيروس كورونا وما له من تداعيات صحية واقتصادية وحتى اجتماعية، فإن هذه مشيئة الله التي لا راد لها، لكن أن تترافق هذه الأزمة مع ظهور بعض الطفيليات الجشعة التي تحاول استغلال حاجات الناس الأساسية والضرورية والاستفادة منها والإثراء على حسابها، فأعتقد أن تلك الأزمة الأكبر والحرب التي يجب أن نخوضها جميعاً متحدين، حرصاً على علاقتنا الإنسانية وأمننا الوطني والاجتماعي، وتقديراً للجهود الكبيرة التي يقوم بها فريق البحرين والعاملون في الصفوف الأولى لمواجهة هذه الأزمة.
وأمام حرص الجميع للحفاظ على صحتهم والتزاماً بالقرار الصادر بضرورة الالتزام بوضع الكمامات في أماكن العمل والأماكن العامة، ظهرت معضلة تجار الأزمات والذين لم يتوانوا عن استغلال حاجات الناس الأساسية والضرورية من أجل الإثراء أو تحقيق مصالح شخصية، وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد الإنسانية التي فطر الله خلقه عليها.
نهاية الأسبوع الماضي وبعد صدور القرار عاش معظم من أعرفهم، مواطنين ومقيمين، رحلة طواف مكوكية على العديد من الصيدليات ومراكز التسوق أملاً في الحصول على احتياجاتهم من الكمامات، والتي أصبحت أحد المستحيلات بعد قيام البعض باستغلال الأمر وتخزين كميات منها سعياً للإثراء السريع وتحقيق أرباح فاحشة.
قلنا سابقاً، ونكرر مراراً وتكراراً، إن الأزمات دائماً ما تظهر المعادن الحقيقية للبشر، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجمعي، وهو ما بدأ يتضح لنا بشكل جلي منذ البدايات الأولى لانتشار فيروس كورونا، وما تبعه من إجراءات قد تكون قاسية، ولكنها مهمة وضرورة للحفاظ على أهم حق من حقوق البشر، وهو الحق في الحياة.
ممارسات لا تستقيم مع الإنسانية والوطنية والانتماء الذي نفخر به أمام العالم، ويساهمون في تشويه الصورة الجميلة لأبناء الوطن التي تقوم على التراحم بين مكوناته، بل هي ممارسات شاذة من البعض في محاولة -بقصد أو بدون قصد- لتحطيم الجهود التي تقوم بها الدولة على أكثر من صعيد لمجابهة الأزمة.
وأخيراً.. فإن ما تقوم به مؤسسات الدولة المعنية بمتابعة ومراقبة الأسواق واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المستغلين والجشعين تؤكد أن البحرين ليست فاقدة للمناعة ومؤسساتها لن تدخل الحجر عن العمل..
* إضاءة..
ألا يتساءل هؤلاء المستغلون والمجرمون بحق أنفسهم ووطنهم، كم من إنسان سيعجز عن تأمين معيشة أسرته واحتياجاته الأساسية؟
ألا يعرف هؤلاء أن ما يجنونه من هذا الاستغلال والطمع مال حرام يؤخذ بغير حق، مصداقاً لقول رسولنا العظيم «لا يربو لحم من سُحت إلا كانت النار أولى به».
وبعد أيام شرع «مات» في بيع عبوات المعقمات عبر متجر «أمازون»، حيث باع أكثر من 300 عبوة بأسعار تراوحت بين 8 دولارات و70 دولاراً.
ولكن بعد فترة بسيطة، علق موقع أمازون الحساب، وحذرهما من رفع الأسعار بشكل مفرط، وهي خطوة تبعه فيها أيضاً موقع «إي باي»، فوجد «مات» نفسه عالقاً مع 17700 عبوة معقم لا يستطيع بيعها، وهو ما وضعه وعائلته في مأزق مالي، خاصة وأنه دفع آلاف الدولارات ثمناً لها.
هذه باختصار إحدى صور الاحتكار والاستغلال للظروف القائمة، حسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، والتي بلا شك تكررت كثيراً مع تفشي فيروس كورونا في العديد من الدول باختلاف ثقافاتها وقوانينها.
فإذا كان قدرنا مجتمعين حكومة ومواطنين ومقيمين، مثل بقية دول العالم، أن نواجه فيروس كورونا وما له من تداعيات صحية واقتصادية وحتى اجتماعية، فإن هذه مشيئة الله التي لا راد لها، لكن أن تترافق هذه الأزمة مع ظهور بعض الطفيليات الجشعة التي تحاول استغلال حاجات الناس الأساسية والضرورية والاستفادة منها والإثراء على حسابها، فأعتقد أن تلك الأزمة الأكبر والحرب التي يجب أن نخوضها جميعاً متحدين، حرصاً على علاقتنا الإنسانية وأمننا الوطني والاجتماعي، وتقديراً للجهود الكبيرة التي يقوم بها فريق البحرين والعاملون في الصفوف الأولى لمواجهة هذه الأزمة.
وأمام حرص الجميع للحفاظ على صحتهم والتزاماً بالقرار الصادر بضرورة الالتزام بوضع الكمامات في أماكن العمل والأماكن العامة، ظهرت معضلة تجار الأزمات والذين لم يتوانوا عن استغلال حاجات الناس الأساسية والضرورية من أجل الإثراء أو تحقيق مصالح شخصية، وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد الإنسانية التي فطر الله خلقه عليها.
نهاية الأسبوع الماضي وبعد صدور القرار عاش معظم من أعرفهم، مواطنين ومقيمين، رحلة طواف مكوكية على العديد من الصيدليات ومراكز التسوق أملاً في الحصول على احتياجاتهم من الكمامات، والتي أصبحت أحد المستحيلات بعد قيام البعض باستغلال الأمر وتخزين كميات منها سعياً للإثراء السريع وتحقيق أرباح فاحشة.
قلنا سابقاً، ونكرر مراراً وتكراراً، إن الأزمات دائماً ما تظهر المعادن الحقيقية للبشر، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجمعي، وهو ما بدأ يتضح لنا بشكل جلي منذ البدايات الأولى لانتشار فيروس كورونا، وما تبعه من إجراءات قد تكون قاسية، ولكنها مهمة وضرورة للحفاظ على أهم حق من حقوق البشر، وهو الحق في الحياة.
ممارسات لا تستقيم مع الإنسانية والوطنية والانتماء الذي نفخر به أمام العالم، ويساهمون في تشويه الصورة الجميلة لأبناء الوطن التي تقوم على التراحم بين مكوناته، بل هي ممارسات شاذة من البعض في محاولة -بقصد أو بدون قصد- لتحطيم الجهود التي تقوم بها الدولة على أكثر من صعيد لمجابهة الأزمة.
وأخيراً.. فإن ما تقوم به مؤسسات الدولة المعنية بمتابعة ومراقبة الأسواق واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المستغلين والجشعين تؤكد أن البحرين ليست فاقدة للمناعة ومؤسساتها لن تدخل الحجر عن العمل..
* إضاءة..
ألا يتساءل هؤلاء المستغلون والمجرمون بحق أنفسهم ووطنهم، كم من إنسان سيعجز عن تأمين معيشة أسرته واحتياجاته الأساسية؟
ألا يعرف هؤلاء أن ما يجنونه من هذا الاستغلال والطمع مال حرام يؤخذ بغير حق، مصداقاً لقول رسولنا العظيم «لا يربو لحم من سُحت إلا كانت النار أولى به».